زيارة مرتقبة للسلطان هيثم إلى طهران..

سلطنة عمان.. دور بنّاء في القضايا التي تخص ايران

في المجال الاقتصادي نما حجم التجارة بين إيران والسلطنة في الأشهر الثمانية الماضية بنسبة 73٪..

2022-12-28

حافظت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان الجار الشقيق على الضّفة الأخرى لمضيق هرمز، على رونق العلاقات الثّنائية من التّآكل، علاقات اختصت بفرادتها عن بقية بلدان دول الخليج الفارسي. ورغم كل التغييرات السّياسية واشتداد الأزمات التّي عصفت بالمنطقة، إضافة إلى الضغوطات التّي مارستها بعض الدّول لإنزلاق العلاقة الثّنائية، ظلّت الأخيرة ثابتة وارتقت إلى علاقة إستراتيجيّة تخدم البلدين وتؤثّر بشكل مباشر على أمن المنطقة والعالم. وهو ما جعلها مثالاً فريداً في تاريخ العلاقات الثّنائية في المنطقة، أمر يتجلّى بوضوح في التناغم والإنسجام في العلاقات بين البلدين الجارين على كافية المستويات.

ورغم محاولات أمريكا وأذيالها في المنطقة تكثيف الضغوط على دول المنطقة لمقاطعة ايران “مُرغمةً”، إلاّ أن العديد من الدول ما تزال تتمسك بعلاقاتها التاريخية مع طهران، لا سيما في ظل تلاقي مصالح الطرفين، خير مثال على ذلك، العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان، وفي إطار عزم البلدين على تكثيف العلاقات المتنامية يوماً بعد يوم، توجّه وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، إلى مسقط مساء أمس الأول، لاجراء محادثات بشان القضايا الثنائية والإقليمية والدولية مع المسؤولين في سلطنة عمان.

*رسالة من رئيس الجمهورية لسلطان عمان

في اليوم التالي التقى وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، صباح الأربعاء، سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد في العاصمة العمانية مسقط. وأفادت وكالة الأنباء العمانية أن السلطان هيثم بن طارق تسلم رسالة خطية من رئيس الجمهورية الإسلامية آية الله السيد إبراهيم رئيسي، خلال استقباله بقصر البركة العامر صباح أمس عبد اللهيان، تتعلق بأوجه التعاون القائم بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات في إطار العلاقات الثنائية الطيبة التي تجمعهما.

وأضافت الوكالة أن أمير عبد اللهيان نقل خلال المقابلة تحيات وتمنيات الرئيس الإيراني للسلطان هيثم بدوام الصحة والعافية وللشعب العُماني بمزيدٍ من الرقي والرخاء فيما حمّل سلطان عمان وزير الخارجية الإيراني تحياته وتمنياته للرئيس رئيسي بموفور السعادة والهناء وللشعب الإيراني الصديق بمزيدٍ من التطور والازدهار.

*بحث مسارات التعاون المشترك

كما جرى خلال اللقاء بحث مسارات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة ومجمل المستجدات الإقليمية والدولية. وحضر اللقاء وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي ، وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية المعتمد لدى سلطنة عمان علي نجفي.

وأعرب سلطان عمان «هیثم بن طارق» عن أمله بزيارة إيران في المستقبل القريب استجابة لدعوة رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي. وكان سماحة السيد رئيسي قد وجه دعوة رسمية الى السلطان «هیثم بن طارق» لزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية، فيما كان رئيس الجمهورية قد قام بزيارة الى سلطنة عمان تلبية لدعوة من السلطان العام الماضي.

*مركز الحوار الإقليمي في المنطقة

كما التقى وزير الخارجية نظيره العماني «بدر البوسعیدي» وتباحث معه حول العلاقات الثنائية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك. الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الايراني قد أشار مساء امس الأول، لدى وصوله مسقط الى المشاورات القائمة بين ايران وسلطنة عمان حول القضايا الاقليمية والدولية والمسائل ذات الاهتمام المشترك. كما وصف ” عبد اللهيان ” سلطنة عمان بمركز الحوار الاقليمي في المنطقة وتؤدي دائما دور البلد الذي يؤدي دورا ايجابيا في القضايا التي تخص ايران ودول المنطقة أيضا.

كما التقى امير عبداللهيان، وزير المكتب السلطاني في عمان، سلطان بن محمد النعماني في مسقط، وأجرى معه محادثات. وتناول اللقاء بين الطرفين، العلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية والدولية . وقد اكد الجانبان على بذل الجهود المشتركة للارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية منها.

*الزيارة الثانية خلال حكومة السيد رئيسي

وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها وزير الخارجية الايراني الى مسقط منذ توليه منصب رئيس الجهاز الدبلوماسي، فيما رافق الرئيس “رئيسي” في زيارته لسلطنة عمان العام الماضي، وقد قامت سلطنة عمان في الماضي باداء دور الوسيط وايصال الرسائل المتبادلة بين العديد من الدول الغربية وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية كما لعبت دورا في الوساطة في السابق في تبادل اطلاق سجناء بين ايران وبعض الدول الغربية ايضا. ونقل المبعوثون العمانيون الى العاصمة الايرانية طهران في الماضي رسائل من البلدان الغربية حول تطورات المفاوضات النووية الجارية بين ايران والدول الغربية من اجل العودة الى الالتزام بالاتفاق النووي، وقد لعبت سلطنة عمان دورا بارزا في مجال تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

*منجزات زيارة وزير الخارجية

بالتزامن مع الزيارة، استعرض سفير إيران لدى عمان علي رضا خوشرودي، منجزات زيارة وزير الخارجية إلى مسقط، قائلا: إن هناك زيارة مهمة على جدول الأعمال لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي والدولي. وأوضح أن العلاقات بين إيران وسلطنة عمان آخذة في النمو، وقال: في المجال الاقتصادي نما حجم التجارة بين إيران وسلطنة عمان في الأشهر الثمانية الماضية بنسبة 73٪، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 2 مليار دولار خلال الشهرين القادمين، اذ سيتشكل  لأول مرة هذا الحجم من العلاقات الاقتصادية بين إيران وسلطنة عمان. وأشار إلى أن “مكانة عمان في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية مميزة”، وقال: إن التعاون بين إيران وسلطنة عمان يرتكز في 4 مجالات “التجارة والاستثمار” و “الطاقة” و “النقل والعبور” و” الشؤون المصرفية “. ومن المتوقع أن تتخذ إيران وعمان خطوات جديدة ومهمة لتحسين العلاقات الأخوية بينهما.

المصدر: الوفاق