تتّصف العلاقة بين الولايات المتحدة وأكراد سوريا بأنها مرحليّة ومؤقتة، ذلك أنها نشأت في العام 2014 خلال الحرب الأهلية السورية، أي مع انخراط واشنطن العسكري في الحرب بعد تسليح “قوات سوريا الديمقراطية”. ثم بعد فترة انكفأت الولايات المتحدة في سوريا، تاركةً الأكراد من دون حماية، وعرضة للقصف التركي الذي يستهدفهم بشكل مكثّف. وهو ما أثار غضب الأكراد الذين رأوا أن الولايات المتحدة قد تخلّت عنهم.
الدعم والتعاون الأمني
لطالما أعلنت الإدارة الأميركيّة، عن التعاون الأمني مع قوات سوريا الديمقراطية، بذريعة تنفيذ عمليات مشتركة ضد تنظيم داعش، ففي بيان صادر عن القيادة المركزيّة التابعة لوزارة الدفاع الأميركيّة، وصف فيه قسد بـ”شركائنا”، للحديث عن إكمال عملية أمنية في مخيم الهول للنازحين في شمال شرق سوريا، للقضاء على شبكات تسهيل عمليات تنظيم داعش في المخيم. وفي البيان، أكّدت الوزارة أن القيادة المركزية الأميركيّة زوّدت قوات سوريا الديمقراطية بقدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
منح النفط
أعلنت الإدارة الأميركية بشكل صريح أنها لا ترغب في الحصول على نفط سوريا، إنما تريد تقديمه لقسد. جاء ذلك في تصريحات العديد من المسؤولين الأميركيين بما في ذلك، جوناثان راث هوفمان، مساعد وزير الدفاع للشؤون العامة، قال خلال مؤتمر صحفي في البنتاغون: “إن عائدات حقول النفط لن تذهب إلى الولايات المتحدة، إنما تذهب إلى قوات سوريا الديمقراطية”. وفقاً للأدميرال البحري ويليام بيرن جونيور، نائب مدير هيئة الأركان المشتركة، كان داعش يسيطر على البنية التحتية النفطية في سوريا في عام 2015 وكان ينتج 45 ألف برميل يومياً – بقيمة حوالي 1.5 مليون دولار.
وقال بيرن إن الجيش الأمريكي وشركائه في سوريا، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية، يعملون الآن “كتفًا بكتف” لمنع قوات داعش من الوصول مرة أخرى إلى البنية التحتية النفطية السورية والإيرادات التي تنتجها. ومع ذلك، فإن السيطرة على حقول النفط في سوريا ليست مهمة الولايات المتحدة في البلاد.
غضب أكراد سوريا
أدّى الاستهداف التركي المتكرّر والمكثّف لمقرّات أكراد سوريا أزمةً عميقة الأثر مع الإدارة الأميركيّة، إذ أثار ذلك حفيظة الأكراد الذين تيقّنوا من الخذلان الأميركي لهم إرضاءً للأتراك، أما الخلاف الثاني الذي نشأ بين الولايات المتحدة و”قسد” فهو رفض إنشاء الأخيرة “حُكم ذاتي” في مناطق شمال شرق سوريا، يحظى باعتراف دولي ورعاية من قِبل الإدارة الأميركية والقادة الغربيين، فيما تمثّل الخلاف الثالث، والذي يُعدّ “الأخطر” بالنسبة إلى “قسد”، في سعي القوات الأميركيّة إلى بناء تحالفات جديدة مع العشائر العربيّة في محافظات دير الزور والرقة وجزء من ريف الحسكة، لتشكيل مجالس عسكرية محلّية تتبع قوات “لتحالف الدولي” بشكل مباشر. وفي رد منها على الانسحاب الأمريكي من المنطقة، دعت قوات سوريا الديمقراطية “شعبها” من “العرب، الأكراد، السريان، الآشوريين إلى الانضمام إلى صفوفها والوقوف مع قواتنا الشرعية، للدفاع عن أمتنا من العدوان التركي”. واتهمت القوات الأمريكية أنها “لم تف بالتزاماتها” وسحب قواتها من المناطق الحدودية”. يأتي ذلك بعدما علّق الأكراد آمالًا طويلة على حليفتهم واشنطن.
أ.ش