لفت الصحافي والكاتب بليز مالي، في موقع “ريسبونسبل ستيت كرافت”، إلى أنّ: “الحرب الأهلية” داخل الحزب الجمهوري حول الدور العالمي الذي يجب أن تؤديه الولايات المتحدة تصدّرت عناوين الصحف قبل أيام، عندما وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تقديم مساعدات بقيمة 60 مليار دولار إلى أوكرانيا، و14 مليار دولار إلى “إسرائيل”.
وأشار الكاتب إلى أن مشروع القانون، والذي حظي بدعم الرئيس جو بايدن والغالبية الساحقة من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تبيّن أنه كان موضع خلاف بين الجمهوريين، فقد صوّت 22 سيناتورًا جمهوريًا لصالحه، مقابل 27 صوتًا معارضًا.
وأضاف الكاتب قائلاً: “تبيّن أن هناك انقسامًا بين الجمهوريين على أساس الفئة العمرية، إذ إنّ السيناتورات الخمسة الأكبر سنًا في هذا الحزب صوّتوا لصالح الرزمة، بينما السيناتورات الستة الأصغر سنًا عارضوه”.
ولفت إلى أنّ من بين الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، والذين يبلغ عددهم 49 سيناتورًا، اُنتخب ثلاثون منهم قبل وصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في العام ٢٠١٦، وإلى أنّ 18 سيناتورًا من بين هذه الفئة دعموا رزمة المساعدات. أما بالنسبة إلى الأعضاء الذين تولّوا مناصبهم منذ العام ٢٠١٧ وما بعد، فقد صوّت 4 من هؤلاء فقط لصالح المشروع، مقابل 15 صوتًا معارضًا.
ورأى الكاتب أنّ هذا التفاوت يعود على الأرجح جزئيًا إلى نهج ترامب غير التقليدي في السياسة الخارجية، وأن الحزب الجمهوري خلال حقبتي الحرب الباردة و”الحرب العالمية على الإرهاب” دائمًا ما اتسم بالمواقف المتشددة، والتي تشمل روسيا. غير أنّ الكاتب رأى أنّ أحد أسباب فوز ترامب، في انتخابات العام ٢٠١٦، يعود إلى رفضه السياسات العسكرية و”الحرب الفاشلة في العراق”، وكذلك المساعدات لأطراف خارجية، فبرأيه هذا يجعل الدول أكثر اعتمادًا على واشنطن.
ونقل الكاتب، عن براندن بوك وهو جندي أميركي سابق ومؤرخ متخصص في السياسة الخارجية لدى الحزب الجمهوري، أن ترامب يعتمد على الحدس في فكره وهو ليس صاحب مبادئ، إلا أنّ صعوده إلى المشهد السياسي فتح المجال لصعود المزيد من الأصوات المعارضة. كما نقل الكاتب عن بوك أن: “هناك سابقة تاريخية تدعو للاعتقاد بأنّ الفئة العمرية تؤدي دورًا في مواقف أعضاء الكونغرس إزاء دور أميركا في العالم”.
كذلك نقل عنه قوله: “ليس بالأمر الغريب أن يحدث تفاوت على أساس الفئة العمرية في مقاربة السياسة الخارجية، إذ إن تبني الجمهوريين لعقيدة الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي السابق بعد الحرب العالمية الثانية تطلّب جهودًا شاقة، وأن هناك شيئًا مماثلًا يحصل اليوم؛ لكن في الاتجاه المعاكس مع صعود جيل من المحافظين”.
ورأى الكاتب أنّ الاستطلاعات والاتجاهات تفيد أن الأميركيين الذين نشأوا في ظل الحملات العسكرية الكارثية في الشرق الأوسط أو خلالها، عادة ما يرفضون التدخلات العسكرية ويشكّكون أكثر بالمؤسسات الأميركية.
كما أشار الكاتب إلى تغريدة مدير قسم دراسات السياسة الخارجية والدفاعية،ـ في معهد كايتو جوستين لوغان، والتي رأى فيها أنّ كل الطاقات في الحزب الجمهوري اليوم هي داخل جيل الشباب الذي يريد تحولًا جوهريًا في السياسة الخارجية الأميركية، وأن معسكر المحافظين الجدد يخرج من المشهد.
أ.ش