الروائي العراقي مازن البعيجي للوفاق:

الشهيد سليماني تخطى كل الحدود بالدفاع عن الاسلام

سليماني ليس ملكاً خاصاً لا لإيران ولا للشيعة! بل تجربة هذا القائد تخطت كل معقول الحدود والجغرافيا للدفاع عن الاسلام من كل النواحي التي تمتع بها هذا الجندي..

2023-01-04

 

هناك الكثير من المؤلفين قاموا بالتأليف عن قادة النصر بعد إستشهادهم إثر الجريمة النكراء التي إرتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية بحق أبطال المقاومة بالقرب من مطار بغداد الدولي.

الرواية تعتبر من أحد الفنون التي تساهم في تخليد ذكرى شخصيات بارزة مثل الشهيد سليماني والشهيد أبي مهدي المهندس. في السياق ذاته أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الروائي العراقي الشيخ مازن البعيجي وهو مؤلف كتب روائية كثيرة عن المقاومة الإسلامية واليكم نص الحوار:

رجاءً تقديم نبذة مختصرة عنكم ليتعرف المخاطبون عليكم.

أنا الشيخ مازن البعيجي والملقب بالولائي ولدت في جنوب العراق في محافظة العمارة وهي من المحافظات التي تتاخم حدود الجمهورية الإسلامية الايرانية المباركة وأنهيت جزءاً من طفولتي هناك، حيث كان التلفزيون الرسمي يسحب بث تلفزيون إيران وبرامجها أكثر من البث من بغداد، وكانت تلك الفترة نهاية السبعينات مهمة جدا في البناء الفطري للشخصية وأنا اعشق تلك الدولة المباركة التي اسمع عنها احاديث حذرة جدا لسطوة البعث التجسسية على من يأتي بذكر هذه الدولة المباركة إيران الممهدة للظهور المبارك للامام المنتظر(عج)، ثم انتقلنا إلى بغداد عام ١٩٧٩م مع فجر الثورة الإسلامية في إيران وهناك أكملت طفولتي التي شهدت فترة إعدامات للكثير من المؤمنين المؤيدين للثورة الإسلامية بقيادة السيد محمد باقر الصدر(رض) الذي وقف بكل شجاعة مسانداً الثورة الاسلامية تلك الفترة هي الأخرى شكلت عصب ثقافتي وميولي وقناعتي بفضل بعض الأساتذة ممن كان يأخذ بيدي نحو عشق هذه الدولة العمق العقائدي المهم والخطير، وفي عام ١٩٩٦م اكملت العسكرية وفوراً التحقت بالحوزة العلمية في النجف الاشرف، وهناك انفتحت نوافذ إدراكي وتعلمي من معين خاص استوت عليه قناعتي وتيقظت روحي حتى سقوط الظام البائد المجرم، حيث كنت طوال دراستي في النجف امتهن الخطابة وحلقات المذاكرة والنقاش وما يعتبر كتكليف شرعي خاصة في مجال بيع الكتب الممنوعة وإيصالها إلى المؤمنين في أماكن متعددة وبعيدة وكانت تلك الفترة من أهم وأروع محطات عمري الجهادي في سن صغيرة وعندما كنت حوزويا ادرس في النجف .. بعد ذلك امتهنت النشاط الثقافي والدفاع عن محور المقاومة بطرق كثيرة أهمها المقال الذي تميز بالتركيز على دور الثورة الإسلامية المباركة ودور العلماء لاسيما روح الله الخميني العظيم قدس سره الشريف وكذلك السيد محمد باقر الصدر(رض) والسيد القائد(حفظه الله) الذي كتبت به مقالات كثيرة بفضل الله تعالى..

ما هي الكتب الروائية التي ألفتموها وما هي مواضيعها؟

وجدت في التأليف فرصة أخرج فيها قناعتي وانظمها على الورق بكتيبات صغيرة سهلة القراءة كثيرة العمق والنفع من ناحية المضمون والعاطفة التشويقية التي ضمنتها للكثير من القصص التي تنوعت في اساليبها لكنها متحدة الفكرة وهو الدفاع عن العقيدة والتشيع وكذلك محور المقاومة في كل ثكنات تواجده .. فمثلا كتاب “أنبياء الدفاع المقدس” كتاب يسلط الضوء على الرعيل الأول الذي فدى نفسه للثورة الإسلامية بقيادة روح الله الخميني العظيم قدس سره الشريف وكيف كان ذلك الرعيل له مواصفات خاصة ومرحلة استثنائية خلقها الامام الخميني(رض) في الأرواح التي هرعت إلى الجبهات رخيصة تنشد الشهادة وتتوسل السحر مع ازيز الرصاص الذي يقطف رؤوس مملوءة عشق لمحمد وآل محمد عليهم السلام، ملامح فترة عظيمة من تاريخ الجهاد الشيعي خاضتها جماجم الولاء وتعبئة العقيدة حتى تم النصر على يديها..

وكذلك مثل كتاب “لطف أتى بالخامنئي” و يسلط الضوء إلى النعمة الكبيرة التي لم تكن من صنع أحد على الإطلاق وإنما كل المؤشرات كانت تقول يقف خلف الاتيان بمثل السيد الولي الخامنئي المفدى هو اللطف الالهي، واللطف فقط وفقط كما نصت كلمات العلماء على ذلك وهكذا بقية القصص والكتيبات..

ما هو تقييمكم لوضع الكتب الروائية ومدى تأثيرها في المجتمع العراقي؟

الكتب الروائية وغيرها غادرها الكثير بسبب ما تم إغتيال الوقت من قبل مواقع التواصل الاجتماعي وعالم النت الساحر، ولكن نظرا لضرورة التأقلم مع الظروف والأوضاع الاستثنائية لم يترك البعض صحبة الكتاب خاصة الكتاب صغير الحجم غني ومشوق المضمون، من هنا جاءت فكرة التأليف وعلى النحو القصصي الجاذب والمشوق..

بعد مضي سنوات من سقوط النظام الصدامي هل هناك كتب روائية عن ذكريات الشهداء و الأسرى الذين تعرضوا للظلم والأذى في تلك الحقبة؟

يوجد هناك كتب ودراسات تؤرخ لتلك الحقبة المظلمة من حياة العراقيين لكنها ليس بالقدر الذي يفضح كل أساليب البعث الكافر والمطلوب فضحه على مستوى الورق كتأليف الكتب وعلى مستوى الدراما التي هي أسرع من كل الإعلام خاصة إذا ما أنتجت بشكل حرفي دقيق متعوب عليه يتماشى مع نقاء صورة اليوم ولوازم تأثيرها والانتشار..

كمؤلف عراقي ما الذي دفعكم أن تؤلفوا كتاباً عن الشهيد سليماني؟

سليماني ليس ملكاً خاصاً لا لإيران ولا للشيعة! بل تجربة هذا القائد تخطت كل معقول الحدود والجغرافيا للدفاع عن الاسلام من كل النواحي التي تمتع بها هذا الجندي، ليس لكاتب مثلي الإحاطة به وبنوع فهمه للاسلام الحركي والرسالي، وباعتباري من معسكره ومن المنتمين له وللقيادات التي يؤمن هو بها رأيت من الضروري أن أكتب بما فهمته من طبائع هذا الإنسان على مستوى التكليف الذي فاق كل توقع الاتيان بالتكليف من أقرانه حتى قال عنه القائد الامام الخامنئي المفدى: سليماني كان يطبق الأحكام الشرعية في ساحة المعركة وتلك شهادة تقف خلفها قناعة عظيمة من قبل قائد كان هو جزء مؤثر في حياة سليماني من هنا وجدت من الواجب والفخر أن اسطر حروف قناعتي به ليكون ما اتركه صدقة ادفع بها النار عني يوم القيامة..

برأيكم ما هو أهم الكتب التي ألفتموها؟ وأياً منها تحبون أكثر؟

انا أرى الكل مهم سواء على مستوى قصص قصيرة أو طويلة نوعا ما أو كتيبات لكن لو سألتني من تراه الأهم ساقول على مستوى القصة زينب وتحرير الوسيلة وعلى مستوى الكتب سليماني بقلم ولائي وانبياء الدفاع المقدس. عناوين الكتب تتمثل كالتالي:

“ليلة كرمان” و”زينب وتحرير الوسيلة” “يوم ونصف اعادا لي الحياة” و”عشق في زمن ٥١١”و”رحلة إلى كرمان” و”خميني(رض) في زمن البعث” وهي قصة واقعية و”آذان في الدير” وإضافة إلى قصص قصيرة كبائع الخضار وكقتيل طهران وسليماني بقلم ولائي”

و”لطف أتى بالخامنئي” و”أنبياء الدفاع المقدس” ومشاريع أخرى أن شاء الله تعالى اوفق لها. بعض الكتب التي تمت الإشارة إليها أُصدِرَت وبعض منها ستًصدر في وقت لاحق غيربعيد إن شاء الله.