رثائية في ذكرى وفاتها

السيدة البارّة أم البنين (ع)

2023-01-06

يصادف اليوم الجمعة ذكرى وفاة السيدة الوفيّة فاطمة الكِلابية زوجة أمير المؤمنين الإمام علي (ع) المكناة بـ “أم البنين” والدة الشهداء العباس وإخوانه الثلاثة رضوان الله تعالى عليها وعليهم. وهم الذين بذلوا مهجهم دون أخيهم سيد الشهداء الامام الحسين (ع) يوم عاشوراء عام 61 هجري، فنقدّم لكم الرثائية التالية:

الى اللهِ أرفَعُ ما أشعرُ

من الوجدِ بل كلَّ ما اَزفِرُ

عجبتُ لصبركِ اُمَّ البنين

وفي صبركِ العجبُ المُبهِرُ

تقولُ فداً للامامِ الحسين

نفسي ورهطيَ والمَنحرُ

وكلُّ نفيسِ لنهضتهِ

وِقاءٌ ووُلْدِي هم المَظهرُ

ابو الفضلِ رائدُهم للحُتُوف

يشقُّ الصفوفَ ولايُقهَرُ

ورايَتُهُ تستحِثُّ الاُباة

لكي يستقيموا لكي ينصُرُوا

فذلك شأنُ الذين سعَوا

إلى المكرُماتِ ولم يَخسَروا

سلُوا كربلاء ستُنبئْكُمُ

ببأسِ السُّراةِ وما سطَّروا

ملاحمَ تبقى طوالَ السنين

شموعاً تنيرُ هدىً تنشُرُ

وامُّ البنينِ مُربِّيةٌ

أَعدّتْ كُماةً هم الأقمُرُ

تربَّوا بحجرٍ كريمٍ طَهور

من امٍّ فَدَتْ وأبٍ يُكْبَرُ

أبوهم عليٌّ زعيمُ التقى

ونفسُ محمدَ والمَفخَرُ

لهذا بَنُوهُ نجومٌ زهَتْ

واَكبرُهُم قمَرٌ أزهَرُ

سلامٌ على زوجةِ المرتضى

تزفُّ بنيها ولا تُخْسِرُ

الى الخلدِ مع دمعةٍ طُهْرةٍ

تواسي بها فاطماً تَنذُرُ

كأَنّي بفاطمةٍ تستحي

من امِّ البنينِ فلا تنظُرُ

وتذرفُ أدمُعَها لوعةً

تعزّي بها اُختَها تشكُرُ

سلامٌ عليها بقلبٍ حزين

يَرى قبرَها حاسِراً يُنحَرُ

كأنَّ بني الجهلِ في يومِنا

يوَدُّون لو أنّهُ يُضمَرُ

فلا اُمةُ الخيرِ يعرِفْنها

ولا مجدُها في الورى يُذكَرُ

وإنّا وإنْ لامَ باغٍ هناك

وأرضُ النبوّةِ تستنفِرُ

نحُجُّ إليها بأدمُعِنا

ونندبُها حيثما تُذكَرُ

ونندبُ عبّاسَها والسُّراة

بَنيها وهم قممٌ تُؤسِرُ

 

 

حميد حلمي زادة