مؤكدةً أن العواقب ستكون وخيمة على العدو الصهيوني..

هل يتّحد المسلمون لوقف إنتهاكات الصهاينة لمقدّساتهم؟

التعاون الإسلامي تدرس إتّخاذ إجراء عقابي ضد هجوم "شارلي إيبدو" على الإمام الخامنئي.

2023-01-06

تعرّضت مؤخراً مشاعر مئات الملايين من المسلمين لهجمات منظّمة من قبل الغرب وأداته في المنطقة الكيان الصهيوني، هجمات أثارت إمتعاض الرأي العام الإسلامي والعالمي، وتأرجحت بين تدنيس حرمة المسجد الأقصى المبارك من قبل إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي في الحكومة الصهيونية الجديدة المتطرف، وإساءة صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية للمقدّسات في الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وتربّعت هذه القضية على رأس أجندة محادثات وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبداللهيان مع حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حيث أدان هذه الإنتهاكات المستمرة من قبل الغرب والصهاينة، وأشاد وزير الخارجية بمواقف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في إدانته الفورية لما قام به الصهاينة، مؤكداً أن عواقب هذا الإجراء ستكون وخيمة على الكيان الصهيوني المزيف.

*آلية قانونية ودولية

ورغم البيانات المنددة والمستنكرة عربيا وإسلامياً ودولياً، إلاّ أن التدنيس الصهيوني مرّ مرور الكرام، دون وقوع أي نزاع مسلّح، وهو ما دفع السيد عبداللهيان لإقتراح آلية قانونية ودولية فعالة لوقف الأعمال العدائية ضد المرجعية الدينية والأماكن المقدسة، ولوضع حدّ لمثل هذه الإنتهاكات السافرة من قبل الغرب والصهاينة.

كما شكر وزير الخارجية موقف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في إدانة الإجراء العدواني للمجلة الفرنسية. وفي إشارة إلى مسؤولية الحكومة الفرنسية في هذا الصدد، قال: يمكن رؤية دور الصهاينة وتوجيهاتهم وراء الإجراءات العدوانية المتكررة لهذه المجلة ضد المقدسات الدينية ورموز العالم الإسلامي.

*جرح مشاعر الأمة الإسلامية

من جانبه دان حسين إبراهيم طه، ما قام به الصهاينة مؤخرا من تدنيس للمسجد الأقصى، واصفا دخول وزير الحرب العام للكيان الصهيوني المسجد الأقصى بالمقلق للغاية، وأكد أن هذا العمل تسبب في جرح مشاعر الأمة الإسلامية.

*التعاون الإسلامي تبحث الردّ على شارلي إيبدو

كما أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الإجراء الموهن للمجلة الفرنسية، وأضاف: “نحقق في القضية لاتخاذ الإجراء المناسب للرد عليها”. وفي هذه المحادثة الهاتفية، أعرب الطرفان عن قلقهما إزاء قرار سلطات طالبان حظر تعليم الفتيات والنساء في أفغانستان،.

وفي مباحثات هاتفية أجراها مع نظيره الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، استنكر وزير الخارجية الإيرانية ما قام به الصهاينة، وجدّد تأكيده على تشكيل آلية قانونية في هذا الصدد، كما بحث السيد عبداللهيان العمل المهين من قبل صحيفة شالي ايبدو الفرنسية والتي إستهدفت فيه المقدسات الإيرانية على رأسها سماحة الإمام الخامنئي.

كما دعا عبداللهيان إلى التنسيق والعمل المشترك للدول الإسلامية للحفاظ على المكانة التاريخية والقانونية للمسجد الأقصى، واكد على ضرورة تشكيل آلية شرعية في هذا الصدد لايقاف إهانة المقدسات الإسلامية.

من جانبه أدان وزير الخارجية الكويتي في الاتصال الهاتفي ما قام به الكيان الصهيوني، كما أشار إلى التاريخ الأسود لمجلة شارلي إيبدو في الإساءة لنبي الإسلام (ص)، ورفض ما قامت به المجلة الفرنسية واعتبر توجية الإساءة لعلماء الدين إهانة لجميع المسلمين.

* مرحلة أولى من الردّ الإيراني

ردّا على الهجوم الصارخ من قبل مجلة شارلي إيبدو الفرنسية ضد قائد الثورة الإسلامية، إستدعت الخارجية الإيرانية يوم الأربعاء المنصرم، السفير الفرنسي وشرعت في اتخاذ “المرحلة الأولى” من الردّ الإيراني.

وأعلنت الخارجية الإيرانية أمس الأول الخميس إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران (إفري)، “كمرحلة أولى” من الردّ الإيراني على الرسوم الكاريكاتورية.

وقال ناصر كنعاني، المتحدث باسم الخارجية، للمبعوث الفرنسي يوم الخميس: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقبل إهانة مقدساتها وقيمها الإسلامية والدينية والوطنية بأي شكل من الأشكال”، ولم ترد وزارة الخارجية الفرنسية على الفور على طلب للتعليق.

*لن نسمح بتجاوز الحدود

ووصفت وزارة الخارجية في طهران نشر الكاريكاتير بأنه:”مسيء وغير ملائم” وقال بيان الوزارة “لن نسمح للحكومة الفرنسية بتجاوز الحدود المقبولة”.

وحذر وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في وقت سابق الأربعاء، من أن الخطوة “الهجومية والمشينة” ستلقى ردا صارما من طهران. وكتب عبر تويتر قائلا “لن نسمح للحكومة الفرنسية بالتمادي. اختاروا قطعا المسار الخطأ”.

وقالت المجلة: إنها نشرت الرسوم الكاريكاتيرية في طبعة خاصة بمناسبة ذكرى هجوم مميت تعرّضت له في باريس في السابع من يناير كانون الثاني 2015 بعد أن نشرت رسومات كاريكاتيرية تسخر فيها من الرسول محمد (ص).

*باريس مسؤولة عن عواقب الإهانة

في السياق، اعتبرت منظمة الاعلام الاسلامي الحكومة الفرنسية مسؤولة عن عواقب الإهانة المخزية لمقدسات مسلمي العالم، ودانت العمل المشين الذي قامت به مجلة فرنسية بالاساءة الى المقدسات الاسلامية في معرض اشارتها الى استمرار وسائل الاعلام الغربية في الاساءة الى الدين الاسلامي الحنيف والنبي الاكرم (ص) ومراجع الدين. وجاء في البيان: ان الهدف من هذه الاعمال المشينة هو اثارة النعرات بين أتباع الديانات الاخرى والمقدسات التي يؤمن بها أتباع الديانات السماوية، والاساءة الى المعتقدات الدينية وتشويه صورة هذه الاديان لتضليل الرأي العام العالمي.

* محاولات لتبرير الإنتهاكات

في السياق، وفي محاولة للتبرير، حاولت وزيرة الخارجية الفرنسية مرة أخرى تبرير سلوك مجلة شارلي إيبدو بتقديم الأعذار، حيث دافعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا عن الأعمال الهجومية لمجلة شارلي إيبدو يوم الخميس وربطتها بـ “حرية التعبير”.

من جهتها، رأت الوزيرة الفرنسية السابقة والنائبة في البرلمان الأوروبي ناتالي لوازو في تغريدة أن رد الفعل الإيراني “محاولة للتدخل” في شؤون “شارلي إبدو” و”تهديد” للمجلة. في حين تناست هذه المسؤولة الفرنسية أن حرية التعبير بحسب ما يقوله فلاسفة بلادها هي مسؤولية كبيرة تجاه الآخرين وليست وسيلة لإنتهاك وجرح مشاعرهم.

المصدر: الوفاق/وكالات