اللقاء مع قائد الثورة الإسلامية الإيرانية حسنٌ في الكلام وفصل في الخطاب

شواهد اللقاء النسائي مع القائد لا تشبه شواهده اي إجتماع

برهبة وهيبة وإيمان أطل قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي(دام ظلّه) على الحضور.

2023-01-07

خاص الوفاق/ أمل محمد شبيب

لم يكن يوم الأربعاء الموافق للرابع من شهر كانون الثاني يوماً عادياً في إحدى المناطق في العاصمة الإيرانية طهران، بل كان يوماً منتظراً وموعوداً عند أكثر من ألف سيدة إيرانية، كان ذلك اليوم يوم لقاء مجموعات من السيدات الإيرانية بقائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظلّه) مع إقتراب ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، للإستماع الى مطالبهن وتطوير حقوقهن، فالمرأة في فكر الإمام السيد علي الخامنئي كما الرجل في الحقوق والمطالبات وفي تولي المناصب، على أمل ان يصبح هذا اللقاء سنوياً مع قائد الثورة الإسلامية.

منذ الساعة السابعة صباحاً بدأت الجموع بالحضور، جمع من السيدات من مختلف الميادين، الطبية والعلمية والسينمائية والإعلامية والثقافية هنا، وجمع من طالبات الجامعات هناك، أمهات يرافقهن أطفالهن، بعض الأطفال في عمر الأشهر الأولى وبعضهم في السنوات الأولى من العمر، وأمام أحد الأبنية الخاصة اصطف جمع من طالبات الجامعات المختلفة في ايران، الجميع تنتظرن إذن الدخول، لم يأبهن لا لبرد الصباح ولا لدرجة الحرارة المنخفضة تحت الصفر أمام قيمة وأهمية هذا اللقاء، ففي عيون كل سيدة من هؤلاء السيدات كان قائد الثورة حاضراً بقوة، ويترقبن بالثواني بداية هذا الإجتماع.

ساعتان مرّت بثقل الإنتظار والدقائق، بعد تفتشيات وإجراءات أمنية كان لا بد منها، بدأنا نحن الحاضرات بالدخول الى مكان اللقاء، المكان واسع ومرتب، الصفوف كأنها بنيان مرصوص، كاميرات لتسجيل اللقاء موزعة على مختلف الزوايا، تتربع في أعلى باحة اللقاء قول للإمام جعفر الصادق عليه السلام على لوحة تعتلي المسرح خُطّ عليها: “أكثر الخير في النساء”.

المشاهدات داخل مكان الإجتماع لا تشبه أي مشاهدات، تحكي لنا هذه المشاهدات عن قيمة ومكانة المرأة الإيرانية، ففي الجلسة كانت المراسلات من المؤسسات الإعلامية المختلفة تملأ المكان وليس كما إعتدنا أن نلتقي بالمراسلين وكانت المصورات تقمن بمهمة التصوير(الفوتوغرافي والتلفزيوني)  وليس مصورين، وكما السيدات يقمن بإدارة وتنظيم الصفوف.

ولأنها ليست المرة الأولى التي تحضر فيها السيدات الى مثل هذه اللقاءات مع قائد الثورة الإسلامية، ونظراً لأن معظم الحاضرات هنّ أمهات، لم يخف عن بال وإهتمام الجهات المنظمة أن بعض الأمهات يحضرن أطفالهن معهن كي لا يفوتهن هذا اللقاء، لذا تم تخصيص صالة كبيرة جداً كحضانة للأطفال، تتوزّع فيها عدد من المربيات يقمن بمهمة الإهتمام بالأطفال أثناء اللقاء.

على وقع الصلوات على محمد وآل محمد والهدوء التام الذي خيّم على المكان، فُتِح الستار، برهبة وهيبة وإيمان أطل قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي(دام ظلّه) على الحضور، رافعاً يده، ملقياً التحية على الجميع بوجهه البشوش الذي اعتاد عليه جماهيره أثناء الإستقبال، وقف الجميع يردّن السلام، رافعين الأيادي ومرددين الشعارات بحفظ قائد الثورة الإسلامية وحفظ الجمهورية الإسلامية من الأعداء.

بآيات من الذكر الحكيم بدأت الجلسة، ثم دخلت مجموعة من البراعم الزهرات ترتدين اللباس الإسلامي الجميل، وقفن بثقة تامة وأدّين النشيد بصوت وآداء هادئين أمام الإمام  السيد الخامنئي، كما  كان برنامج اللقاء الإستماع الى كلمات لبعض السيدات من مختلف الميادين والجهات الإيرانية، الجامعات، الإعلاميات، المثقفات والأمهات.

تقدّمت السيدات بوقور وإحترام أمام الحاضرات، وألقين خطاباتهن التي تنوعت بين تطوير حقوق النساء وبين نظرة الغرب الى المرأة الإيرانية وبين دور المرأة الإيرانية في مجالات الحياة المختلفة، وبين مقاربات وضع المرأة في ايران وفي بعض الدول الغربية، كلّ سيّدة قدّمت خطابها أمام قائد الثورة من زاوية اهتماماتها التي تمثل فئات مختلفة من فئات المجتمع الإيرانية.

بتنظيم دقيق للوقت، إنتهت السيدات من الخطابات المتنوعة، ثم كان الخطاب لحضرة المستضيف لنا ولكل هذه الجموع من الحاضرات، شاكراً كل سيدة على دورها وتقديمها بعد أن استمع بإنصات ودقة تامتين، وبدأ حُسن الكلام وفصل الخطاب حول المرأة وحقوقها، وبتعبير سماحة القائد فأن القضية اليوم من المرأة وأمام نفاق الغرب وادعاءاته في حقوقها هو موقف المطالب لا المدافع، مؤكداً  إن توظيف النساء الإيرانيات الحكيمات والكفؤات والعالمات والخبيرات والبصیرات في مختلف مستويات صنع القرار في البلاد، موضوع يحظى بأهمية وعلينا أن نسعى الى تحقيق هذا الأمر نظراً لقدرة المرأة على تحقيق الإنجازات.

نقاط مختلفة وعديدة كانت محطّ إهتمام خطاب الإمام السيد علي الخامنئي(دام ظلّه)، من نظرة الإسلام الى كل من الرجل والمرأة، والعطاء العادل رغم إختلاف المسؤوليات وطبيعة الإختلاف بين الرجل والمرأة من الناحيتين الجسدية والنفسية مستشهداً بآيات من القرآن الكريم في النظرة العادلة الى كل منهما، مستحضراً الآية الكريمة من سورة الأحزاب: “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.

كان خطاب القائد قيّماً غنياً بالقيم التي تعزز مكانة المرأة في ايران، من أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وواجب المرأة والرجل  ونظرة الإسلام التقدمية والعادلة في هذا الموضوع ، الى موضوع الجهاد ووجوبه على الجنسين الإختلاف في طبيعة وأساليب الجهاد، مستذكراً الدور الكبير للمرأة الإيرانية خلال الثماني سنوات من الدفاع المقدّس في ايران، الى الغرب المتجدد ونظرته الى المرأة وإرتكابه الذنوب والجرائم تجاه المرأة، وكيفية استخدام الغرب للمرأة كسلعة تحطّم كرامتها وتهتك حرمتها، الى التمييز العنصري في أميركا مع المواطنين ذات البشرة السوداء والذي  ظهر بشكل واضح خلال الحرب الداخلية في الأميركية بين الشمال والجنوب، الى أهمية العائلة وتأسيسها وقانون الزوجية في الإسلام، بعكس الحركات الرأسمالية التي تعمل بخلاف الحركة الطبيعية للحياة الزوجية والأسرية، ولا يمكن إلاّ أن نشير الى النقطة المهمة التي أشار إليها قائد الثورة وهي: ” لا ینبغي أن نتهّم من لا يرتدين الحجاب الكامل بالکفر ومعاداة الثورة”، وغيرها من النقاط المختلفة التي تحتاج الى صفحات وصفحات للحديث عنها وعن معانيها الإسلامية.

وخلال اللقاء كان للوفاق استصراحات من بعض النساء الموجودات، إحدى الحاضرات أكّدت أن ما تعيشه المرأة الإيرانية اليوم هو مصدر فخر وإفتخار أمام كل نساء العالم، بالمكانة والإحترام والتقدير الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية للمرأة لا يوجد مثيل له، ونحن علينا كنساء أن نحفظ ونحافظ على هذه القيمة الخاصة التي تخصنا بها الجمهورية، ولو جلنا على مختلف البلاد لن نجد إمرأة وصلت إلى ما وصلت إليه المرأة في إيران.

من ناحيتها اعتبرت سيدة أخرى أن الهجوم الغربي ضد الجمهورية الإسلامية اليوم بحجة الحجاب وحقوق الإنسان هي حجج واهية ونحن ندرك الأبعاد والأهداف التي تسعى الى تحقيقها كل الدول التي شاركت في أعمال الشغب، وفي هذا اللقاء نقول بأنه لن نترك قائدنا وحيداً، ونحن على أتم الإستعداد لكل تكليف ديني وشرعي وأخلاقي.

وختمنا الجولة مع سيدة قالت: استمعنا الى ما قاله القائد اليوم،الإمام السيد علي الخامنئي حول الحجاب، ونحن نقول له بأن حجابنا هو فخرنا، حجابنا هويتنا الدينية والإسلامية، حجابنا هو الذي أوصلنا الى أرقى المراتب في جميع المجالات، قد يكون لدينا بعض المطالب الداخلية مثلنا مثل أي بلد يسعى نحو التطور، لكننا متمسكين بثورتنا التي ذهب لأجلها الملايين من الشهداء، وواجبنا حفظ دماء الشهداء وبدماء الشهداء نحفظ الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

إنتهى اللقاء مع الإمام السيد علي الخامنئي، واعداً الجميع بمتابعة كل مطالبهنّ والسعي الجاد والمؤكّد الى تحقيق النتائج المرجوة التي تأمل كل سيدة إيرانية بتحقيقها للوصول الى الأهداف المنشودة التي تقدّم الصورة الواضحة والواقعية عن المرأة في إيران.

وخرجنا من باحة الجلسة وعبق القائد يحيط بالمكان على أمل اللقاء مجدداً بالقائد الذي يحظى بشعبية وحضور وأهمية كبيرة في المجتمع الإيراني وفئاته المختلفة والمتعددة.