سجلت رياضة التايكواندو الايرانية في اولمبياد باريس 2024 سجلاً جديداً وتاريخاً ناصعاً لا يمحى من ذاكرة الرياضة النسوية الايرانية.
فقد احرزت لاعبة التايكواندو الايرانية ناهيد كياني فضية أولمبية هي الاولى لإيران في تاريخ التايكواندو للسيدات، حيث كانت ايران قد حصدت سابقاً ميدالية برونزية نسوية أولمبية في هذه الرياضة، وبذلك تكون هذه الميدالية الفضية التي كسبتها ناهيد كياني هي ميدالية أولمبية دخلت تاريخ الرياضة الايرانية على العموم والتايكواندو على الخصوص.
ومن أجل ذلك أرتأينا أن نلقي الضوء على أهم ما جاء في مقابلة صحفية لكاتبة تاريخ رياضة التايكواندو النسوية في ايران السيدة ناهيد كياني مع صحيفة “ايران ورزشي”.
وكانت البداية عن مسيرتها الصعبة والتي ابتدأت منذ عودتها خالية الوفاض من أولمبياد طوكيو 2020 وعدم حصولها على أي ميدالية، حيث عادت مثل الغريبة الى البلاد ولم يستقبلها أي أحد في المطار! ولكن عند عودتها من باريس استقبلت في المطار استقبال الابطال، واعتبر كأكثر استقبال ازدحاماً لرياضي في مطار الامام الخميني “رض”.
وفيما يلي أهم ما جاء في هذه المقابلة:
حضورك في باريس يختلف كثيراً عما كان في طوكيو؟ اخبرينا عن أهم ما حدث بعد مجيئك البلاد في المرتين؟
نعم؛ وبالضبط كما قلت، هناك اختلاف كبير بين طوكيو وباريس، فالفرق شاسع وكبير! فالأول كانت خيبتي فيه كبيرة ولكن كان تأثيره عليّ جداً مهم، فبأعتقادي له تأثير كبير على نجاحي وتفوقي في باريس وحصولي على المركز الثاني في أكبر محفل دولي رياضي.
فبعد عودتي من أولمبياد طوكيو 2020 تعلمت درساً كبيراً استفدت منه كثيراً، فقد بقي في ذهني كلما حدث في طوكيو وتعلمت من اخطائي، حيث اصبح أولمبياد طوكيو واحد من أهم المعلمين على طول حياتي وحتى اصبحت اخطائي هناك هي الدافع الحقيقي لأن ارتقي الى المنصة في باريس.
اذا لم تدخلي في رياضة التايكواندو خصوصاً وحقل الرياضة ككل على العموم، ففي أي اختصاص كنت ستدخلين؟
فعلاً لم أفكر بهذا الأمر سابقاً، ولكن عندما كنت صغيرة كانت رغبتي وهوايتي المفضلة ان أكون كاتبة، والاشياء التي اكتبها على صفحتي في الاينستغرام هي من كتاباتي، ولكني اتجهت فعلاً صوب الرياضة وابتعدت عن الكتابة تماماً.
في اللقاء النهائي بالاولمبياد، هل كانت لك نفس الرغبة بالفوز أم تملكتكي حالة من الإشباع واكتفيتي بالوصول الى النزال النهائي؟
لا؛ بأي شكل من الاشكال لم يكن وصولي الى النهائي كافياً لإشباع رغبتي بالفوز، بل على العكس من ذلك، انا غير راضية بحصولي على المركز الثاني؛ ولكن في لحظة من اللحظات فأجأتني اللاعبة الكورية بحركة غير متوقعة وذهب مني النزال، وانا كنت قد تغلبت على هذه اللاعبة الكورية الجنوبية سابقاً؛ وليكن من المعلوم ان هذه اللاعبة هي من أقوى اللاعبات بهذا الوزن في آسيا وبالعالم.
هل اكتفت كياني بهذا الإنجاز أم أنها تطمح للأفضل؟
بالطبع كل إنسان يسعى للأفضل، ولهذا طموحي أصبح كبيراً ومن غير حدود، وسأسعى للارتقاء مجدداً على منصات التتويج في كل البطولات وبالخصوص الاولمبياد القادم.
الآن اصبحت كياني قدوة ونموذج يحتذى به من قبل أغلب الفتيات في البلاد، فما هي النصيحة التي توجهها البطلة ناهيد كياني لـ”بنات” وطنها؟
أولاً أحب ان أوضح أن بدايتي كانت من الصفر، وأني بدأت من حيث اللاشيء، والشخص الذي يضع هدفاً لمستقبله عليه أن يتجه صوب هذا الهدف ولا يلتفت الى أي أمر وبالخصوص الامور الجانبية والتي غالباً ما تذهب بالانسان الى متاهات هو في غنى عنها، فأغمضن عينكن وتوجهن نحو الهدف بدون توقف ولا تردد.