“الصحة العالمية” تعلن أكبر عملية إجلاء لمرضى ومصابين من غزة منذ بدء الحرب

منظمة الصحة العالمية تعلن في بيان أنّها أجلت مع شركاء لها نحو 97 مريضاً ومصاباً من قطاع غزة بينهم 45 طفلاً يعانون من إصابات بالغة إلى أبو ظبي للحصول على رعاية صحية متخصصة، رغم العملية المعقّدة بسبب صعوبة الوصول إليهم.

2024-09-14

أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان، أمس الخميس، أكبر عملية إجلاء مرضى ومصابين من قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مشددةً على أنّ ربع الأشخاص الذين أصيبوا في الحرب يعانون “إصابات مغيّرة للحياة”.

 

وقالت المنظمة إنها مع شركاء لها أجلت الأربعاء الماضي 97 مريضاً وشخصاً يعانون إصابات بالغة من قطاع غزة المدمر، جرّاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 11 شهراً، ونقلتهم إلى أبو ظبي للحصول على رعاية صحية متخصصة.

 

وقال ريك بيبركورن، ممثل المنظمة للأراضي الفلسطينية للصحافيين: “هذه كانت أكبر عملية إجلاء حتى الآن من غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023″.

ويعاني المرضى وبينهم 45 طفلاً، مجموعة متنوعة من الأمراض مثل السرطان، فضلاً عن إصابات بالغة أخرى.

 

وأشاد المدير العام للمنظمة، تيدروس ادهانوم غيبرييسوس، بـ”نجاح العملية المعقدة للغاية رغم التحديات العملانية وانعدام الأمن”.

 

ونقل المرضى الـ97 و155 مرافقاً لهم أولاً من أربعة مواقع في قطاع غزة إلى مستشفى في وسط القطاع، قبل نقلهم جوا إلى أبو ظبي.

 

وأوضحت منظمة الصحة أنّ “إخراج المرضى من شمال القطاع كان معقداً جداً نظراً إلى صعوبة الوصول إلى تلك المنطقة”.

 

وهؤلاء هم من بين أكثر من عشرة آلاف شخص تعتبر المنظمة أنهم بحاجة إلى إجلاء على وجه السرعة، وفق المنظمة.

 

 

إصابات الحرب بين الفلسطينيين “مغيّرة للحياة”

 

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنّ “ربع الأشخاص الذين أصيبوا في الحرب يعانون إصابات مغيّرة للحياة”، و”آلاف النساء والأطفال من بين المصابين بجروح خطرة” وأنّ “الكثير منهم يعاني أكثر من إصابة”.

 

وقدّرت المنظمة الصحة أنّ ثمة “13455 إلى 17550 إصابة خطرة في الأطراف”، مشيرةً إلى أنها الدافع الرئيسي للحاجة إلى إعادة التأهيل.

 

وأظهر التقرير إجراء 3105 إلى 4050 عملية بتر لأطراف، وأنّ الإصابات الأخرى الخطرة تشمل إصابة الحبل الشوكي، وإصابات دماغية وحروقاً كبيرة.

وأوضح التقرير أنّ “الازدياد الهائل في حاجات إعادة التأهيل يحدث فيما يتواصل تدمير النظام الصحي”، موضحاً أنّ “المرضى لا يستطيعون الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها”.

 

كما أشار إلى أنّ “خدمات إعادة تأهيل الحالات الحرجة متوقفة ولا تتوافر رعاية متخصصة للإصابات المعقّدة، ما يعرض حياة المرضى للخطر”.

 

وشدد على أنّ “ثمة حاجة ملحّة لدعم فوري وطويل الأمد، للاستجابة لحاجات إعادة التأهيل الضخمة”.

وفي الوقت نفسه، ذكرت منظمة الصحة العالمية أنّ “17 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة تعمل حالياً بشكل جزئي، فيما تُعلَّق باستمرار خدمات الرعاية الصحية الأولية أو يتعذّر الوصول إليها في أحيان كثيرة بسبب انعدام الأمن والهجمات وأوامر الإخلاء المتكررة”.

 

كذلك، خرج المركز الوحيد المخصّص لترميم الأطراف وإعادة التأهيل، الواقع في “مجمع ناصر الطبي” والذي تدعمه منظمة الصحة العالمية، عن الخدمة في كانون الأول/ديسمبر 2023، بسبب نقص الإمدادات والعاملين الصحيين المتخصصين.

وقال بيان المنظمة “للأسف، نزح جزء كبير من العاملين في مجال إعادة التأهيل في غزة”.

 

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أعلنت الأربعاء، أنّ “طواقمها الطبية أعطت لقاح شلل الأطفال لنحو 530 ألف طفل في قطاع غزة حتى مساء اليوم الخميس”.

 

وقالت “أونروا” في منشور على حسابها عبر منصة “أكس”، إنّ “طواقمها الطبية تعمل على مدار الساعة رغم التحديات، من أجل الوصول إلى جميع الأطفال تحت سن 10 سنوات في غزة، وإعطائهم اللقاح”.

 

يُشار إلى أنّ الوكالة نفسها أعلنت، الثلاثاء الماضي، أنّ “جيش الاحتلال أوقف قافلة تحمل طواقم طبية تابعة للأمم المتحدة، كانت متجهة إلى شمال القطاع لمدة 8 ساعات”.

 

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ 342 على التوالي براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 مرتكباً مزيداً من المجازر بحق المدنيين في مختلف أنحاء القطاع، بالتزامن مع مواصلته حصاره القطاع، الأمر الذي يزيد الأوضاع المعيشية سوءاً، يوماً بعد يوم، الأمر الذي أسفر عن استشهاد ما يزيد على 41,118 مواطناً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 95,125 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

المصدر: الميادين