وسيلة قادرة على جعل العالم أكثر انسجاماً

السياحة العراقية الى ايران ودورها في تقارب الثقافات

تعد ايران من اهم وجهات السياحة العالمية وذلك لاتساع رقعتها الجغرافية واحتوائها على اهم المواقع الاثرية والتاريخية في العالم

2023-01-20

ا.د. حسين الزيادي

العراق – جامعة ذي قار

 السياحة الدولية حسب تعريف منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) تشمل أنشطة الأفراد المتمثلة في السفر إلى أماكن خارج أماكن إقامتهم المعتادة والدائمة والإقامة بها لمدة لا تتجاوز سنة واحدة للاستمتاع وممارسة أنشطة الأعمال التجارية وغيرها من الأغراض. وبناء على هذا التعريف العام، تشمل صناعة السياحة جميع الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية التي بشكل مباشر وغير مباشر بتوفير المنتوجات للسياح، وفي عام1963  عرف المؤتمر العالمي للسياحة الذي عقد في روما السياحة بأنها مجموعة النشاط الحضاري والاقتصادي الخاص بانتقال الأشخاص إلى بلد غير بلدهم وإقامتهم فيه لمدة لا تقل عن 24  ساعة بأي قصد كان عدا قصد العمل الذي يدفع أجره من داخل البلد المزار.

ظل الاتجاه السائد خلال العصور السابقة بأن الطريق لتحقيق التقارب بين الشعوب هو الدين أو السياسية, أو العلوم الجغرافية بما تتضمنه من حدود للدول والأقاليم, أو عن طريق العلوم الاقتصادية أو الاجتماعية, إلا أنه في الآونة الأخيرة تم الانتباه إلى السياحة بوصفها وسيلة قادرة على جعل العالم أكثر انسجاماً واستقراراً في سياق السلام والتقارب الشعبي الذي يتضمن علاقات جيدة وتنوع وتبادل ثقافي بين الشعوب, ويتلخص موضوع هذه الدراسة في كيفية الاستفادة من صناعة السياحة كأداة لدعم وتحقيق التقارب بين الشعوب والمجتمعات ، وقد اتخذت الدراسة حركة السياحة العراقية الى ايران نموذجاً لها في ها الاتجاه.

كلما اوغلنا عائدين الى عصور التاريخ الاولى نجد ما يدل على انتقال الانسان من منطقة الى اخرى، فقد تعلم الانسان منذ فجر التاريخ انه لكي يبقى على حياته فيجب ان يستمر على التنقل من المنطقة التي يرعى فيها ماشيته متى استنفد منها حاجته الى منطقة اخرى من مناطق الرعي، ولعل آثاراً من هذا الحافز في حياة التنقل باقية في كل منا حتى هذا اليوم. وعلى نحو عام فقد كانت الرحلات التي قام بها الانسان قبل الميلاد ترتكز على ما يأتي:

أ- تحقيق الفائدة (المادية او المعنوية).

ب- حب الاستطلاع.

جـ- الدافع الديني.

د- التقارب بين الشعوب.

 مقومات السياحة في ايران

  تعد ايران من اهم وجهات السياحة العالمية وذلك لاتساع رقعتها الجغرافية واحتوائها على اهم المواقع الاثرية والتاريخية في العالم فضلاً عن غناها بالأماكن الطبيعية الساحرة، وهنالك العديد من الأسباب التي تجعل من إيران دولة يتوافد إليها الزوار من جميع أنحاء العالم، فهي تتمتع بالعديد من المناظر الخلابة، وفيها العديد من المواقع التاريخية التي تعتبر من المواقع الاستثنائية، كما انها تتمتع بمناخات تتيح للزائر بالتمتع بالفصول الاربعة في وقت واحد، بالإضافة إلى الحضارة والثقافة المميزة لها، كما أن طبيعة السكان في تعاملهم مع السياح ودية، فكل ذلك جعلها وجهة سياحية يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم، كما تعتبر إيران من البلدان المنفتحة، حيث توجد فيها المقاهي الشبابية، والمطاعم التي تقدم الأطباق الفارسية بطرق تقليدية وبأسلوب حديث أيضاً، كما وينتشر التراث الفارسي الذي يعود إلى ما يقارب 3,000 سنة في جميع أرجاء البلاد، ويعتبر نقطة جذب للسياح أيضاً. ان الاعلام ومعه السياحة يقومان بدور مؤثر ومشهود فى التقريب بين مختلف الدول وترسيخ التفاهم والصداقة بين الشعوب رغم تباينها الثقافي والحضاري وبالتالي تأسيس علاقات التعاون بينها وتطويره فى شتى المجالات طالما استمر التواصل السياحي والاعلامي.

اهمية السياحة

ذكر الكاتب الايرلندي أوسكار وايلد منذ ما يقارب المائتي عام أن السفر تهذيب للعقل وأنه يلغي الأفكار المسبقة لدينا، وهذا المفهوم يترجمه الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، بتأكيده أن السفر هو فعل ديمقراطي، وأن التحرك بحرية يعد حقاً من حقوق الإنسان وليس رفاهية، وان للسياحة دوراً مهماً ومؤثراً في تقارب الشعوب والتعرف على الثقافات وتعزيز اواصر الصداقة .

وعلى الرغم من كل الأزمات، سواء كانت اضطرابات سياسية او اجتماعية او اقتصادية، أو كوارث طبيعية، فالسياحة تنمو بشكل مطرد، وقطاع السياحة يمثل حالياً نحو خمسة في المائة من قيمة الناتج المحلي الإجمالي في العالم، كما أن واحدة من بين اثني عشرة وظيفة في جميع أنحاء العالم تعتمد على السياحة، إضافة إلى أن ستة في المائة من مجمل الصادرات العالمية من السلع والخدمات متوقفة على حركة السفر. ومن المتوقع أن يصل عدد المسافرين من دولة لأخرى في عام 2020 إلى نحو 1.6 مليار شخص، حسب تقديرات منظمة السياحة العالمية. لكن هذا النمو المتوقع في قطاع السياحة يضع العالم أمام تحديات جديدة.

الجانب الاقتصادي لصناعة السياحة

   تشكل السياحة التي تعتمد على الثقافة صناعة هامة في الكثير من الدول، ليس فقط من ناحية التأثير المباشر على الدخل القومي للدولة؛ بل في التقارب بين الشعوب والتعرف على حضارات وثقافات أخرى وعادات وتقاليد وتراث وفنون، وتعتمد السياحة الثقافية على زيارة السياح للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية والمتاحف، والتعرف على الصناعات التقليدية وحضور الفعاليات الثقافية، ومع تطور مفهوم السياحة الثقافية وجدت منتجات جديدة كالمدن والقرى الثقافية والتراثية التي تجذب أعدادا كبيرة من السياح. وشهدت السنوات الأخيرة ازدهارا ملحوظا في تطور صناعة السياحة الثقافية في الوطن العربي، حيث تمتلك الدول العربية مقومات سياحية مهمة كالمواقع التراثية والأثرية والدينية والطبيعية المتميزة على مستوى العالم، وساهمت الاستثمارات الهائلة في البنية التحتية في دعم هذه الصناعة، مما يؤكد قناعة الدول العربية بأن السياحة مصدر دخل، في حال ازدهارها ونموها.

نتائج السياحة العراقية الى ايران

1- الجوانب الحضارية والثقافية:

    تتمثل هذه الجوانب في انتشار ثقافات الشعوب وحضارات الامم بين اقاليم العالم المختلفة، وان السياحة كذلك تعمل على زيادة معرفة شعوب الارض، بعضها ببعض، وتوطد العلاقات وتقرب المسافات الثقافية فيما بينهم، كذلك تمكّن السياحة من سبر أغوار ماضي الشعوب والتعرف على تاريخها وعراقتها واستشراق مستقبلها من خلال ماضيها وتاريخها.

2- الجوانب البيئية والعمرانية:

    تمكن السياحة من تحقيق الاستغلال الامثل للموارد والمعطيات الطبيعية وتدفع للمحافظة عليها وعدم اساءة استخدامها على اعتبار انها ثروة. كما تعمل النشاطات السياحية على تنظيم وتحديث استخدامات الارض بالشكل الذي يحقق اقصى منفعة ولا تسبب أي اثار بيئية سلبية، فضلاً عن ان النشاطات السياحية تؤدي الى الاهتمام بالبعد الجمالي للمعطيات سواء كانت طبيعية ام من صنع الانسان، وهذا بدوره يشكل دافعاً للمحافظة على هذه المعطيات وصيانتها وترميمها، ولقد اجريت دراسات في اقتصاديات السياحة واختيار المكان والتخطيط والعوامل المؤثرة الحيوية وغير الحيوية والتوسع السياحي والمشكلات وتاثير الجذب السياحي للطبيعة والاثار والفن والتراث واشكال السياحة وانماطها والتسويق ثم الاعلام والتوسع السياحي والآفاق المستقبلية والرعاية والترويح السياحيين والتشجير والطبيعة ودورها الايجابي ثم حول الظواهر والتأثيرات النفسية للسياح وعليهم في المناخات المختلفة وحول النقل والاقامة وغيرها

3- حوار الثقافات هــو عمليــة تبــادل لوجهــات النظــر قائمــة علــى الانفتاح والحوار بــن أشــخاص ومجموعــات مــن أصــول إثنيــة، ثقافيــة، دينيــة، ولغويــة ، مختلفــة فــي إطــار مــن التفهــم والحوار المتبادلين ويرادفــه فــي المعـنـى المصطلحــات التاليــة (حــوار الحضــارات، حــوار الشــمال والجنـوب ) حيـث تعـرّ جميعهـا عـن الحـوار بـن الأديان والحضـارات المختلفـة، الــي تعتمــد ثقافــات متفاوتــة فــي نظرتهــا إلــى الكــون والوجــود، ومــا يســتتبعه ذلــك مــن اختــلاف العقائــد.

ثالثاً: أنواع السياحة العراقية الى إيران:

1- السياحة العلاجية :

    تعتبر السياحة العلاجية في ايران فرصة جيدة لتحسين الوضع الاقتصادي للبلد، إذ تمتاز بوجود مراکز طبية رصينة واطباء کبار حيث يأتيها عدد کبير من المرضی من العراق لغرض تلقي العلاج فيها، فزراعة الشعر وطب العيون وإجراء العمليّات الجراحيّة تجذب السائح العراقيّ، وتستفاد إيران من ظاهرة السياحة العلاجية لتحسين وضعها الاقتصادي، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية التي تواجهها.

   وتتميز السياحية العلاجية في إيران بالعديد من المميزات للسائح العراقي ومنها مايأتي:

– مستشفيات ضخمة مزودة بأحدث التقنيات الطبية المتطورة.

– كوادر طبية ذات خبرة وكفاءة عالية وسمعة عالمية.

–  أجور وتكاليف زهيدة وتنافسية مقارنة بمستوى الخدمات الراقية.

–  نجاح الأطباء في علاج الأمراض المستعصية والاضطرابات النفسية.

– تطور تكنولوجيا النانو وإنتاج الأدوية النانوية لعلاج الايدز والأمراض الصعبة.

– مهارة الأطباء في زراعة الشعر وشفط الدهون وتجميل الأنف وعمليات الليزك.

– وجود الينابيع والعيون الحارة والباردة في مدينة «سرعين» و«رامسر» يساهم في علاج الروماتيزم وآلام الظهر والمفاصل والعظام والأمراض الجلدية.

– مختبرات التحاليل الطبية والإكلينيكية مزودة بأحدث الأجهزة.

– نجاح الأطباء في علاج العقم والإنجاب في معهد رويان للخلايا الجذعية والجنينية.

– مصانع الدواء بخبرتها الطويلة نجحت في إنتاج أدوية لعلاج السكري والأورام الخبيثة.

– بنك الدم في مختلف المدن الإيرانية مزود بطاقم طبي مؤهل.

– معهد رويان للأبحاث والهندسة الوراثية نجح في معالجة السكري بالخلايا الجذعية وكذلك ترميم قرنية العين.

– طب الأعشاب يحظى بإقبال واسع بسبب إنتاج المستحضرات العشبية من النباتات التي تنفرد إيران بزراعتها.

– استنشاق الهواء العليل والطبيعة الخلابة والطقس المميز، كل ذلك  يساعد المرضى على الراحة النفسية والاسترخاء.

– اعتدال أسعار العلاج والجودة الصحية الفائقة جعلا إيران الخيار الأول للسياحة الاستشفائية

2- السياحة البيئية:

  السياحة البيئية تجمع بين النشاط السياحي المرتبط بالتمتع والتمتع برحلة النزهة ، بمجموعة من المبادئ الأخلاقية المتعلقة بالحفاظ على التوازن البيئي، أي ان الحد الأدنى من التأثير البيئي، والاستخدام الواعي والعقلاني للموارد الطبيعية ، واحترام ومراعاة البيئة الاجتماعية والثقافية (المجتمع) التي ترحب بها ، ودعم حقوق الإنسان وظروف العمل العادلة للعاملين في القطاع.

مفهوم السياحة البيئية حديثًا نسبيًا ، ينشأ من صياغة نظرية التنمية المستدامة ، التي تدعو إلى عالم يستخدم فيه البشر استخدامًا مسؤولًا وفعالًا للموارد الطبيعية ، دون المساس بإمكانيات الأجيال القادمة.

وتعد السياحة البيئية هي المسؤولة عن الطبيعة والسعي للحد من الأضرار التي تلحق بالبيئة، إذا كانت المنطقة التي يسافر إليها السياح فيها مقيمون فسوف يساهمون في الازدهار الاقتصادي في المنطقة من خلال شراء المنتجات والحرف اليدوية من السكان المحليين واستخدام منتجعات السياحة البيئية

3- السياحة الدينية :

 إن مدن المراقد المقدسة التي ظهرت بعد فجر الإسلام جاءت معبرةً تعبيراً صادقاً عن جوهر الإسلام وتعاليمه لاسيما في تخطيطها الذي انسجم مع الإسلام وترجمه في هيكل عمراني بديع ، يظل عنصراً مهماً من عناصر الذاتية الثقافية للشعوب وتراثاً حضارياً حياً لا يمكن فصله من متطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية وعبرت مدن المراقد المقدسة عن خصائص المدينة الإسلامية التي استندت في تخطيطها إلى مفاهيم وأسس حية ذات طابع متميز عن غيرها في أي زمان ومكان .

تهتم معظم الدول ذات العرض السياحي الديني بالسياحة الدينية وذلك لأثرها الاجتماعي والنفسي والاقتصادي في آنٍ واحد، وتؤدي العوامل الدينية دوراً مهماً في زيادة سكان المدن وذلك من خلال المراقد والعتبات المقدسة ، إذ نعلم بأن معظم المدن التي نمت وتطورت كانت بسبب المراقد الدينية ، كما هو معروف في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس والنجف وكربلاء بسبب الشوق الذي يجذب المسلمين إلى زيارة الأئمة والمراقد المقدسة الإسلامية الأخرى إذ أصبحت هذه الأماكن الدينية نقطة جذب أو بمعنى آخر تؤثر في استقطاب أعداداً كبيرة من السكان ، وبهذا أصبح العامل الديني أحد العوامل المساعدة على النمو الحضري ونمو المدن وبالتالي أصبحت الحاجة إلى بناء وتوسيع الخدمات المتعلقة بسكان هذه المدن ، ومنها الخدمات الترفيهية والسياحية ذات المغزى الديني والتي تتمثل بالسياحة الدينية ، وهي السياحة التي يقوم بها الناس بزيارة بعض الأماكن للتبرك أو المقدسة للحج أو لأداء واجب ديني أو للتعرف على التراث الديني للدولة، لذلك فأن العامل الديني يُعد عاملاً مهماً وفعالاً في تنمية الطلب السياحي، اذ يسود العالم اهتمامات دينية مختلفة ومتباينة وكل منها يقتصر على شريحة بشرية معينة من دون سواها لها ارتباطها الوثيق بنوع الديانة التي تعتنقها ، فالديانة الإسلامية ترتبط بمكة المكرمة والمدينة المنورة فضلاً عن الديانتين المسيحية واليهودية، ولكل منهما موسمه، إذ تنشأ حركة سياحية دينية لأفواج من السياح إلى تلك الأماكن، وغالباً ما يكون هذا النوع من السياحة لمرة واحدة في السنة خلال مدة محددة وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث الاستقطاب السياحي 

 تتركز السياحة الدينية لدى إيران في مدينة مشهد بإقليم خراسان شمال شرقي البلاد، حيث مقام ثامن أئمة الشيعة علي بن موسى الرضا، والذي يستقبل سنويًا حوالي ثلاثة ملايين سائح أجنبي، معظمهم من المسلمين الشيعة وأكثرهم من البلدان العربية

   يعتمد اقتصاد المدينة ذات الثلاثة ملايين نسمة على قطاع السياحة الدينية، لما توليه الدولة من اهتمام خاص بالمزار، إذ تعتبره منذ انتصار الثورة عام 1979 العاصمة الروحية لها، وهذا بدورة ساهم في نمو ألفين وخمسمئة مركز ومنتجع سياحي حول المزار تختلف اختصاصاتها ما بين الترفيهي والتاريخي والطبي والطبيعي

3- السياحة التراثية:

يشير مفهوم السياحة التراثية بحسب الصندوق الوطني للحفاظ على التراث التاريخي بأنها السفر من أجل تجربة الأنشطة والأماكن والاطلاع على التحف وقصص الناس التاريخية وثقافاتهم ومواردهم الطبيعية وغيرها من الأمور،وفي تعريف آخر للسياحة التراثية بأنها نوع من السياحة الموجهة نحو الثقافة والتاريخ من أجل الاطلاع على الأثار وحضارات الناس في الماضي والحاضر، ومقوماتها هي: المتاحف والمواقع التراثية والفنون الجميلة والتقاليد والمهرجانات الثقافية والموسيقى والصناعات اليدوية والمكتبات وغيرها، وتعد مدينة مشهد المقدسة

أثر السياحة العراقية في إيران في توطيد العلاقات وتبادل الثقافات:

    للسياحة اثر واضح في نقل الثقافات الاخرى الى مجتمعات السياح في اوطانهم حيث يكتسب السائح المعارف في مختلف المحالات في حالة  تركيزه على زيارة المعالم الحضارية والتاريخية وكثيرا ما كان للسياحة دور في اكتساب ودخول عادات وتقاليد جديدة هي معبر عن ثقافة الاخر ،وبالتأكيد ان البعض من هذه العادات والتقاليد لا تنسجم مع ثقافات بعض الشعوب ،لذا التركيز يكون على ما هو ينسجم مع ثقافة مجتمع السائح، بمعنى اخر ان ما هو مقبول ومفيد نعم للاستفادة منه في تطوير التقاليد والعادات المجتمعية ،اي هناك قواعــد عامة مجتـــمعية ومتفق عليها ولذلك لا يــجب ان يكون ما يكتســب خارج حدود هذه القواعد.

    فالبعض من تقاليد وعادات الاخرين هي مساعدة الاخر وتقديم العون ومن عادات الاخرين المطالعة المستمرة حتى عند التنفل بعربات النقل او القطارات او المترو هكذا هي الشعوب المتقدمة والتي تعي اهمية الثقافة وبعدها الثقافي ،وهذا مؤشر ايجابي لمجتمعات من هذا النوع فهو تعبير عن ثقافات هذه الشعوب، وان الاختلاف بين افراد بعض الشعوب يحل بالتفاهم والعتاب دون اللجوء الى العراك والسب والشتم  التي اعتادت عليها بعض الشعوب وهي عادات متخلفة وبالية وبائسة ولا تنسجم مع القواعد المجتمعية العامة التي تحظى بالقبول العام خلاصة ما يمكن قوله ان السياحة لها دور فاعل في كسب الانسان مهارات معرفية ومجتمعية وثقافية وبالتالي يمكن الاستفادة مما هو ايجابي باعتبار السياحة مصدراً من مصادر الثقافة.

الافاق المستقبلية للحركة السياحية الى ايران

يمكن اختصار الآفاق المستقبلية للسياحة الى الجمهورية الاسلامية بما يأتي :

أ- أصبح السفر جزءاً عادياً من طبيعة الحياة لكثير من العراقيين الذين يرصدون جزءاً غير قليل من موازناتهم لهذه الغاية، وبما ان الحركة السياحية تتاثر بالعامل السكاني وحجم السكان واستنادا الى النمو السكاني البالغ 3% فان الحركة السياحة ستستمر في الارتفاع.

ب- سرعة نمو السياحة ستظل مرتهنة بحالة الاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني.

ج- يتوقع ان تزداد اعداد الاسواق السياحية التي يرتفع الطلب السياحي فيها على سياحة الاستجمام وممارسة الرياضة ومعرفة الثقافة المحلية والاماكن الطبيعية.

ه- ستستمر سياحة الاعمال والتجارة على النمو وسيزداد التوجه الى الدمج بين الوسائط من (برية – بحرية – جوية) في الرحلة الواحدة وكذلك الجمع بين سياحة الاعمال والاستجمام في الرحلة الواحدة.

و- سيتم تطوير اشكال جديدة من المنتجعات السياحية الى جانب ظهور مناطق سياحية ذات نوعية خاصة.

ز- نظراً للتطور الهائل والسريع في التكنولوجيا المختلفة فان من المتوقع ان يشهد المستقبل القريب تطورات رئيسة عديدة في مجال السياحة اذ سيشهد القرن الحادي والعشرون تغييرات مميزة ومنها استخدام اسلوب التخطيط العلمي للنشاطات السياحية بحيث يكون هذا التخطيط شاملاً ومستديماً.

ويوصي البحث بالعمل على تنظيم زيارت سياحية بأسعار مناسبة من خلال التوسع في الاستثمار السياحي، والعمل على عقد اتفاقيات مع شركات سياحية اقليمية أو دولية لتنظيم رحلات سياحية إلى إيران وزيارة مواقعها السياحية، فضلا عن العمل على تسهيل اجراءات النقل وتأشيرات الدخول والتبادل السياحي مع إيران بما يضمن راحة ورفاهية السائج العراقي ورفع مستوى الاعلام السياحي عن طريق وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وعن طريق الاعلانات والبوسترات والانترنيت واللافتات الملونة الدالة على موقع المتنزهات والمرافق السياحية التي يتضمنها.

 

 

 

الاخبار ذات الصلة