في مدنة كناباد بمحافظة خراسان؛

منزل الشيخ محمّد تقي بهلول الكنابادي

دار مسكن الشيخ محمد تقي بهلول كنابادي هو مبنى مستطيل الشكل ابعاده 25× 15 متر، وبني مائلا باتجاه الشمال الشرقي والجنوب الغربي، وارتفاعه يبلغ 3 أمتار.

2023-01-25

ويشتمل الدار على قسمين صيفي وشتوي. ومن اجزاءه الرئيسية حوض الماء مثمن الشكل في وسط جانبه الشرقي، وسقف هذا الحوض بشكل ملوي وبثمانية قطع. وهذا الحوض على شكل صليب وقبة على شكل متعرج وعمقه مترين و20 سنتيمتر، وتوجد اعلاه مفرغة هواء ويستفاد منه كصالة جلوس في فصل الصيف.

الشيخ محمّد تقي بهلول الكنابادي هو أحد أشهر الشخصيات الدينية المعاصرة في مدينة “كناباد” وقد ولد في عام 1893 م وحفظ القرآن الكريم وهو في سن الثامنة، ثم درس العلوم الدينية، ومنذ نعومة أظافره كان يرتقي المنبر للوعظ والخطابة والعزاء، وفي سن السابعة والعشرين هاجر إلى مدينة مشهد المقدسة ليواصل طلب العلم فيها.

كان هذا العالم مجاهداً ومناضلاً ضد النظام البهلوي البائد، حيث عارض بشدة قرارات الملك الجائر رضا خان بهلوي ذات الطابع الغربي والتي رام منها محاربة الإسلام وطمس معالمه في إيران، وهذه المواقف الإلحادية جعلت الشيخ البهلول ينتفض ضده ويقيم مجالس النصح والإرشاد والتوعية بغية احتفاظ الناس بدينهم، وتوالت الأحداث وطاردته السلطات في كل مكان لذلك هرب إلى أفغانستان، وهناك أيضاً كانت له مواقف سياسية معارضة لنظام الحكم العلماني لذلك سجن لمدة ثلاثين عاماً.

كما سافر إلى العراق ومصر وكان متبحراً في العلوم الدينية وقواعد اللغة العربية وتأريخ الأنبياء والشعر، ويقال إنه أنشد ما يقارب 200 ألف بيت شعر وحفظ أكثر من 50 ألف بيت، وقد عمر طويلاً وحتى أواخر أيام حياته كان يزاول رياضة السباحة وتسلق الجبال، وقد توفي عن عمر ناهز 105 أعوام حيث تعرض لضربة في رأسه بعد أن شد الرحال نحو مدينة “بم” في محافظة كرمان بغية مساعدة المنكوبين بالزلزال العنيف الذي ضربها لذلك رقد في المستشفى لفترة وتوفي في عام 2005 م بإحدى مستشفيات العاصمة طهران، ودفن في مسقط رأسه “كناباد” ومرقده اليوم مزار للمؤمنين.

وهناك الكثير من المعالم الطبيعية والأثرية والشخصيات في مدينة “كناباد” وكلها تعكس تراث هذه المدينة وتأريخها العريق.

 

المصدر: الوفاق / خاص