القائد الصغير...

الشهید حسين فهميده

الطفل البطل "محمد حسين فهميده" الذي خلق ملحمة خالدة في تاريخ الثورة الإسلامية والدفاع المقدس.

2022-10-31

“إنّ قائدنا هو ذلك الطفل – ذو الإثني عشر عاماً، صاحب القلب الصغير، الذي يفوق المئات من ألسنتنا وأقلامنا فضلاً – الذي حمل قنبلته ورمى بنفسه تحت دبابة العدو ففجّرها، محتسياً شراب الشهادة”. بهذه العبارة وصف الإمام الخميني العظيم(قدس) هذا الطفل البطل “محمد حسين فهميده” الذي خلق ملحمة خالدة في تاريخ الثورة الإسلامية والدفاع المقدس، وهذا المجاهد الشجاع الذي أصبح مدرسةً وقدوةً للأجيال القادمة يُقتدى به في الذود عن الإسلام.

مولده ونشأته

===================

ولد الشهيد في عام 1967م في قرية من قرى مدينة قم المقدسة، وترعرع في أسرة ريفية ملتزمة بالإسلام، ثّم انتقل عام 1979م مع أهله إلى مدينة كرج.

الشهيد والثورة

==============

رغم صغر سنّه إلاّ إنّ شهيدنا لم يدّخر جهداً في نصرة الثورة الإسلامية، لهذا لمّا بلغت الثورة ذروتها كان يذهب إلى قم ويجلب البيانات الثورية ويوزّعها في كرج. وقد تعرض للأذى والضرب على أيدي المعارضين للإمام الخميني(قدس) لكنه تصدى لهم بكل حزم وتحمل كل الإهانات والأذى في هذا المجال.

الالتحاق بجبهات الحق ضد الباطل

===========================

مع بدء الحرب المفروضة وصدور أمر من الإمام(قدس) بالتعبئة الشعبية، بذّل الشهيد كل ما في وسعه للالتحاق بالقوات الشعبية. يقول والده:” لقد كنا قليلاً ما نرى الشهيد في المنزل بعد صدور أوامر الإمام بتشكيل جيش العشرين مليوناً، وكنّا نتصور أنه يذهب إلى السينما أو للتنزه وما شابه، إلاّ أننا اطلعنا بعد ذلك أنه يقوم بنشاطات دينية وثورية وتعبوية، في المساء أذيع خبر في التلفاز بأنّ طفلاً يبلغ 13 عاماً رمى بنفسه تحت دبابة للعدو فأدى إلى تدميرها واستشهاده، فقالت أمّه: “والله إنّه إبني حسين”، وبعد بضعة أيام أبلغنا الإخوة في الحرس الثوري نبأ استشهاده.

العروج الملكوتي

================

عندّما أصيب زميله في الخندق بطلقةٍ نارية، نقله حسين إلى الخلف، وعندما رجع إلى موقعه شاهد خمس دبابات عراقية تتقدم، فما وجد بُدّاً إلاّ أن ربط الحزام الناسف على ظهره وتحرك نحوها، فأصيب بطلقةٍ نارية في رجله، لكنه وصل إلى أوّل دبابة، وفي عملية استشهادية فجّر نفسه تحته، فدُمّرت الدبابة، واحتسى الشهيد شراب الشهادة.

سجاياه المعنوية

==============

كان الشهيد في المنزل سنداً ومعيناً لوالديه، وكما يقول والده :”إنني لا أستطيع بيّان روحيته، فمنذ أن عرفناه، علمنا أنه يعيش في عالمٍ آخر لا يعلم به إلاّ الله ونفسه فقط. أخبر والدته بمكان قبره قائلاً لها:” قبري في جنة الزهراء، القطعة 22، الصف 11″. وليس غريباً أنّ يُخبر هذا الطفل الذي لم يبلغ التكليف، ليس فقط عن استشهاده بل حتى عن موضع قبره حيث دفن في الموضع الذي ذكره. التقت عائلة الشهيد في لقاءٍ خاص بالإمام الخميني (قدس)، وتخليداً لذكراه سُميّ يوم استشهاده في “8 آبان 1360هــ.ش [1980م]” بيوم التعبئة الطلابية.

الوفاق/خاص

الاخبار ذات الصلة