مسؤولو احدى أهم الجوائز الأدبية يتحدثون للوفاق

جائزة فلسطين العالمية للآداب.. جهاد الأدب والرواية والشعر

الحوراني: عندما تعلن عن جائزة بهذا الإتساع وبهذا الإنتشار، يعني هذا تعميق حضور القضية الفلسطينية في المجالات الأدبية كاف

2022-10-31

الوفاق/ خاص/مختار حداد/ دريد الخماسي/

تستضيف بيروت فعالية “جائزة فلسطين العالمية للآداب” التي تقام الفترة الأولى منها خلال عام 2022، حيث يقام الحفل الختامي للدورة الأولى من الجائزة في العاصمة اللبنانية بيروت، في يوم الأربعاء 2 تشرين الثاني الحالي.

وجائزة فلسطين  العالمية للآداب، هي تظاهرة أدبية مخصّصة بقضية فلسطين ولتعريف وتكريم الكتب الأدبية المنشورة في العالم حول قضية فلسطين ومقاومة الشعب الفلسطيني وتحرير القدس الشريف، وتسلط جائزة فلسطين العالمية للآداب، الضوء على القضية الفلسطينية، فبهذه المناسبة نقدّم لكم نبذة عن مسار جائزة فلسطين العالمية للآداب.

الفكرة الأولية لجائزة فلسطين

تمّ طرح الفكرة الأوّلية لجائزة فلسطين من قِبَل الكُتّاب والناشرين النشطين في الدول الاسلامية، ثمّ نوقشت الفكرة مع انصار القضية الفلسطينية في الدول الأخرى، وتمّ دعوة عدد من الكُتّاب والشُّعراء والناشرين من سائر الدول لعقد ندوة لتأسيس جائزة فلسطين العالمية للآداب.

تركيبة المؤسِّسين ومجلس السياسات

عقدت هذه اللقاءات خلال ندوة في طهران استمرّت يومين وبشكل مُكثّف، حيث تمّت مناقشة العناصر العامّة للجائزة والمصادقة عليها من قِبَل الأعضاء. تشمل عناصر الجائزة مجلس السياسات، والمجلس التنفيذي، وسكرتير الجائزة، ومعلومات عامّة حول كيفية عقد الجائزة، والتي تمّت الموافقة عليها من قِبَل المؤسِّسين.

كما تمّ انتخاب أعضاء مجلس السياسات من سوريا وباكستان وإندونيسيا وفلسطين وتونس والعراق واليمن وايران ولبنان وغيرها.

أهداف الجائزة 

تتمثَّل أهداف الجائزة في تحديد الأعمال المناسبة في هذا المجال، والمساعدة في ترجمة ونشر هذه الأعمال حول العالم، والتعرُّف على الادباء الذين يعملون لدعم الشعب الفلسطيني حول العالم، وتحديد المواهب المهتمّة بالقضية الفلسطينية ومقاومتها، والمساعدة في نشر أعمالهم في جميع أنحاء العالم،وتقرر أن تقام الجائزة مرّة كل سنتين وتُركز على قضية المقاومة وفلسطين.

وفي الدورة الاولى من الجائزة قد وصل 80 كتاباً من بين مئات الكتب التي وصلت الى سكرتارية المهرجان إلى المرحلة النهائية من التحكيم وهذه هي الكتب التي نشرت من عام 2015 حتى عام 2021.

نص وثيقة تأسيس جائزة فلسطين العالمية للآداب

وعندما ننظر الى نص وثيقة تأسيس جائزة فلسطين العالمية للآداب، نقرأ: تشهد الضمائر المستيقظة لدُعاة الحرّية والشعوب الأحرار في العالم المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني ضد أكثر أشكال القمع غير المسبوق وأفظع الجرائم بحقّ الشعب الفلسطيني المظلوم. إنّ إرادة الصهاينة المتغطرسة والهمجية تحاول تدمير الهُويّة العظيمة لفلسطين منذ أكثر من سبعين عاماً، وفي هذا الطريق لم يمتنعوا عن أي نوع من الإجرام والخداع.

وبعد ذلك تطرق الى تضامن الكتّاب والناشرون، حيث جاء في نص الوثيقة:  نحن الناشرون والكُتّاب من مختلف البلدان، مع إحترامنا لشهداء الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية، نعلن عزمنا على نصرة المظلومين ومواجهة الاحتلال وقتل الأطفال والتمييز العنصري والتدمير الكامل لأسس الكيان الصهيوني، وندعو الكُتّاب والشعراء والناشرين حول العالم للانضمام إلى هذا النضال الثقافي والأدبي لدعم فلسطين من البحر إلى النهر وعاصمتها الأبدية القدس.

وتطرق الوثيقة الى انتماء الجائزة ويذكر في النص:  جائزة فلسطين العالمية تنتمي إلى الدول التي تدعم فلسطين وستكون أداة لتشجيع الكُتّاب والشعراء والناشرين في العالم على الدفاع عن فلسطين ودعمها.

أما فيما يتعلق بالإنتاج الأدبي وتحفيز الكتّاب نقرأ: “بالنسبة للإنتاج الأدبي حول محور المقاومة حتى تحرير القدس الشريف، سنقوم نحن إتحادات ومؤسسات النشر والأدب الداعمة لفلسطين وتحرير القدس الشريف بدور مهم في تحفيز الكُتّاب والشعراء والقيام بدور فاعل في تقسيم العمل المترابط بين الدول المختلفة”.

وأخيراً يعلن مؤسِّسو الجائزة عن تأسيسها ويذكرون: “نحن مؤسِّسو جائزة فلسطين العالمية، نعلن أنّ هذه الجائزة الشعبية تأسَّست في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 في إجتماع النقابات والمنظمات الأدبية الداعمة لفلسطين في طهران، وتلتزم أمانتها بتوفير الإجراءات اللازمة لتنفيذ إعلان ونظام جائزة فلسطين العالمية”.

مسار المشاركة واختيار الأعمال

وأما فيما يتعلق بمسار بداية توجيه الدعوة للمشاركة في “جائزة فلسطين العالمية للآداب” التي هي جائزة عالمية غير حكومية تهدف إلى تعريف وتقديم وتقدير من الكتب الأدبية المنشورة في العالم حول قضية فلسطين والمقاومة وتحرير القدس المقدسة بالتعاون مع النقابات الثقافية والأدبية في الدول الإسلامية، والتي تأسست في (تشرين الثاني/نوفمبر 2019) وتقام كل سنتين مرة. وهي جائزة تقدر الكتّاب والشعراء والناشرين في جميع انحاء العام الذين دافعوا عن الشعب الفلسطيني المظلوم بكتاباتهم.

وقامت “جائزة فلسطين العالمية للآداب” في الفترة الاولى بفحص واختيار أفضل عمل إنتاجي من عام 2015 إلى نهاية عام 2021 حول موضوع فلسطين، المقاومة وحرية القدس، وفي الفترات اللاحقة سيتم مراجعة الكتب الجديدة كل سنتين. ولقد تم مراجعة أفضل الكتب والحكم عليها في المجموعات التالية: قصص وأشعار الأطفال، قصص قصيرة، رواية، مذكرات السفر والذكريات.

وأخيراً تم مراجعة جميع الأعمال التي تلقاها الحكّام من دول مختلفة والحكم عليها في غضون شهرين على الأكثر، وستمنح أمانة جائزة فلسطين العالمية العمل المختار في كل مجموعة بعد مراجعة من قبل الحكام من الدول المختلفة.

مسؤولو جائزة فلسطين للوفاق

وفي هذه الأجواء وعلى أعتاب إقامة مراسم إعلام الفائزين وإعطاء جائزتهم الذي من المقرر أن يقام الأربعاء القادم، اغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع الدكتور طراد حمّادة نائب رئيس سياسات جائزة فلسطين العالمية للآداب، الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد كتّاب العرب، وسألناهما عن أهمية ودور جائزة فلسطين العالمية للآداب، وفيما يلي نص الحوار.

حمادة: جائزة فلسطين للآداب من أهم الجوائز العالمية

 

 

بداية التقينا بالدكتور “طراد حمادة” نائب رئيس سياسات جائزة فلسطين العالمية للآداب، وطلبنا منه أن يتحدث لنا عن دور وأهمية جائزة فلسطين، فقال: جائزة فلسطين العالمية للآداب التي نشأت بمبادرة من اتحاد الكتاب في ايران العزيزة واتحاد الناشرين وشارك فيها كتّاب واتحادات من الدول العربية والإسلامية عدة، هي من أهم الجوائز الأدبية المعاصرة التي تستهدف تحفيز الكتّاب على كتابة قصص وروايات وأشعار وكافة الفنون الأدبية حول فلسطين وقضية فلسطين وتحرير فلسطين، وحياة ومظلومية الشعب الفلسطيني، وفضح التآمر الدولي على الشعب الفلسطيني وأيضاً العدو الإستيطاني الإستعماري الصهيوني الذي احتل فلسطين وطرد أهلها وبدّل واغتصب هويتها،  اذن هذا هو الجهاد الأدبي، جهاد الأدب والرواية والشعر والقصة والحكاية وأدب الأطفال، والمذكّرات والخواطر، والإشراقات والإبداعات، من أجل أن تكشف العدو الصهيوني واحتلاله لفلسطين، وتدافع عن قضية فلسطين، وتدافع عن الشعب الفلسطيني، وهي بهذا الأمر تروي وتكتب قصة هذا الشعب وحياة وثقافة هذا الشعب، وفنونه وأخلاقه، وآدابه وسيره.

تدافع عن القدس، والمقدسات ومسجد الأقصى، وبيت اللحم، وتدافع عن المسيح، تدافع هذه بالرواية والشعر، والأدب، هي من أهم الجوائز العالمية، وهي أُسست ودعم الوفق أعلى المقاييس الأدبية المعتبرة في الجوائز الأدبية المرموقة، ونحن نأمل إن شاء الله بعد مرور أن أُنجزت في 2018، نأمل بعد مرور ثلاث سنوات، سوف نحتفل ان شاء الله يوم الأربعاء بتوزيع الجوائز، على الفائزين والكتب الفائزة، ونأمل أن تكون هذه أرض صلبة ومقدمة وهذا مهم من أجل عملنا في السنتين القادمتين، من أجل استقبال أكبر عدد ممكن من الكتابات حول فلسطين بحيث أننا نحفّز الكتّاب المسلمين ومن كافة الدول الإسلامية، والكتّاب العرب والفلسطينيين، بالكتابة عن قضيتهم وفلسطين وعن الدعم وقضية الشعب الفلسطيني.

الحوراني: جائزة فلسطين ترسخ فلسطين في الوجدان العربي والمسلم

 

 

من جهته قال الدكتور محمد الحوراني، رئيس اتحاد كتّاب العرب، فيما يتعلق بأهمية جائزة فلسطين ودورها في بناء رؤية عن الأحداث الثقافية التي من المفروض أن تدور حول موضوع فلسطين: أولاً لابد من القول بأنه في هذا الزمن الذي يواجه فيه الشعب الفلسطيني خصوصاً والشعب العربي والمسلم عموماً حالة او محاولة من قبل العدو الصهيوني وأتباعه لكيّ الوعي وتزييفه ، لابد أن يكون هناك ليس خطوة واحدة وإنما خطوات تقابل هذا العمل وتجعل القضية الفلسطينية، والعدالة الفلسطينية، وإنسانية القضية الفلسطينية، أكثر رسوخاً في الوجدان العربي والمسلم، والوجدان العالمي والإنساني، إن صح التعبير، إنطلاقا من هذا يمكننا القول أن هذه الجائزة بما تحمله من أبعاد ومعان ودلالات، هي محاولة وإن كانت هي في دورتها الأولى، ولكن محاولة يمكن أن تؤتي نتائج ايجابية جداً ويمكن أن تكون ثمارها طيبة جداً على المستوى الفلسطيني والعربي، لماذا؟

لأنك أنت عندما تعلن عن جائزة بهذا الإتساع وبهذا الإنتشار وجائزة لجميع أبناء الأمة للمشاركة او للكتابة، عن فلسطين بشكل مباشر او غير مباشر، فإنما يعني هذا تعميق حضور القضية الفلسطينية في الأجناس الأدبية كافة، في السيرة الذاتية والقصة، في القصص القصيرة وفي الرواية، في أدب الأطفال وهو الأهم، وعندما تتحدث أنت عن القضية الفلسطينية من خلال أدب الأطفال فإن هذا يعني أن تكون هذه القضية حاضرة في فكر وذهن أبناء الأمة، ولاسيما من الناشئة، اذن نحن أمام محاولة جادة لتعميق حضور القضية الفلسطينية، ولتعميق وجودها في أذهان أبنائنا وفي أدبنا، نحن نعلم عندما حدثت نكبة 1976 فكان هناك من قبل بعض الأدباء والشعراء ونذكر منهم نزار قباني مثلا، كانت هناك نكبة أدبية كبيرة اذا صح التعبير وهكذا استمرت الحالة وتوعية الناس حتى أتى نصر تشرين، والآن نحن بأمس الحاجة إذا أردنا أن نحقق نصراً مؤزراً على الصهاينة وأن نقتلعهم من المنطقة وأن نعزز وجودنا الثقافي والأدبي من خلال هكذا مسابقات، حقيقة مسابقة فلسطين العالمية للآداب هي خطوة متقدمة باتجاه تحرير فلسطين ونأمل أن تؤتي أكلها قريباً، بإذن الله.