فيما تتواصل التحريضات الغربية المُغرضة ضد ايران..

المُنتهك لحقوق الإنسان لا يحقّ له إدانة الآخرين

الدول الغربية تشن حملاتها العدائية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

2022-11-02

الوفاق- “من كان بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة”، هذا المثل ينطبق على التكتل الغربي الذي تتزعمه أمريكا، حيث لا تنفك الدول الغربية عن شن حملاتها العدائية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ظلّ الحرب والهجمات الإرهابية التي تتعرض لها وأعمال الشغب المُدبرّة من الخارج، وهي تواصل توجيه الإتهامات الصلفة الى ايران بشأن احترام حقوق الإنسان.
ففي ظل المؤامرة العابرة والفاشلة التي تتعرّض لها الجمهورية الإسلامية، لم تبق دولة أوروبية وغربية إلاّ وأعربت عن تعاطفها مع مثيري الشغب والمعادين للثورة، ولم تأل جهدا إلا وبذلته لتأجيج الأوضاع وتحريض الشارع لإثارة الفوضى والشقاق والخلافات بين أبناء الشعب الواحد، ولكن على الطرف المقابل يمكن لأي مهتم في الشأن الدولي والمراقب لمجرياته، أن يدرك بأن الدول الغربية ذاتها هي التي تدعم الارهاب وتنتهك حقوق الانسان في العديد من المجالات.
فمن جانب تستضيف ألبانيا وبضوء أخضر أوروبي أمريكي زمرة المنافقين الإرهابية وترعى نشاطاتها وتدعمها بكافة السبل والإمكانيات، في حين تحتضن كل من السويد وألمانيا التنظيمات الكردية الإنفصالية والإرهابية التي تدعو للتقسيم والشقاق بين الدول على أراضيها، وتدعم نشاطاتها أيضاً بكافة السبل، وهو أمر أدانته العديد من الدول وعلى رأسها تركيا، التي أبدت غضبها في العديد من المرات ولوّحت بإتخاذ اجراءات ان لم تكف أمريكا وإستراليا اللتان ما تزالان تصدران البيانات حول الأوضاع في ايران، وتصرّان على التدخل في الشؤون الإيرانية الداخلية، فلديهما تاريخ أسود وحاضر أكثر ظلاماً في إنتهاك حقوق الإنسان، حيث تعيش الأقليات ذات الأصول الآسيوية والإفريقية في أجواء مشحونة بالحقد والعداء من قبل المتطرفين الأمريكيين، وفي إستراليا يعيش اللاجئون في ظروف قاسية وأجواء من الترهيب والتهديد والتمييز الفاضح، ناهيك عن الظروف المزرية والمؤسفة التي يمرّ بها السجناء في هذا البلد.
مواقف تدخلية لشحن الأجواء
في السياق، اعتبر المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني أمس الاثنين، أن تدخلات الدول الغربية وخاصة كندا ومواقفها غير المسؤولة أدت لاستغلال الاحتجاجات من قبل مثيري الشغب، وقال: نرفض التدخلات الغربية في شؤوننا الداخلية والإجراءات غير البناءة من جانب هذه الدول.
وقال أيضا عن عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الداخلي في إيران ورد فعل إيران: ان اجتماع ما يسمى ( آريا فورميولا)، هو اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن ، وعقد الاجتماع بناء على طلب الولايات المتحدة الامريكية وألبانيا (المضيفة لزمرة المنافقين الارهابية) في قاعة غير القاعة الرئيسية لمجلس الأمن. وهذا الاجتماع هو لممارسة الضغوط السياسية ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية ، واستمرارا للتدخلات الاجنبية الواضحة وخاصة الحكومة الامريكية ، المرتبطة بـالتطورات الداخلية في إيران. وتابع المتحدث باسم الخارجية : لسوء الحظ ، لا تزال الإمبراطورية الإعلامية للحكومة الأمريكية تُستخدم في خدمة مثل هذا الهدف، ومن خلال تشويه وقلب الحقائق المتعلقة بإيران ، والسعي لتوفير بيئة سياسية للإرهاب، وتقوم بتشكيل هذه اللقاءات والتوجهات السياسية ضد إيران.
كما أشار إلى الضغوط الأمريكية على دول مثل نيوزيلندا وكوريا الجنوبية لوقف العلاقات والمفاوضات الثنائية، وأضاف: إننا نعتبر السلوكيات المتسرعة والعاطفية والقرارات المتأثرة بالاملاءات الخارجية تصرفات غير مسؤولة وغير بناءة. وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي أشار المتحدث باسم الخارجية إلى تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، والتي قالت الأحد: إن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يدرسان إدراج الحرس الثوري في قوائم الإرهاب، قائلا: نحث ألمانيا على عدم التضحية بالمصالح بين طهران وبرلين لأهداف سياسية قصيرة المدى. وتابع كنعاني: أن أي خطوة ألمانية لوضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب ستكون غير قانونية وغير بناءة.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن تصريحات السلطات الألمانية بشأن قرار فرض عقوبات على الحرس الثوري هي استمرار للإجراءات غير المسؤولة لهذه الدول تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وناجمة عن نهجها الخاطئ تجاه إيران حكومةً وشعباً.
الحرس الثوري مؤسسة رسمية
وأكد كنعاني أن الحرس الثوري هو مؤسسة عسكرية رسمية إيرانية، ومثل هذا الإجراء غير قانوني،معربا عن أمله في أن تركز الحكومة الألمانية والحكومات الأخرى على تداعيات إجراءاتها غير البناءة وألّا تضحي بمصالحها المشتركة من أجل المصالح السياسية العابرة والقرارات العاطفية. وفي إشارة إلى التصريحات الأخيرة لرئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي قال: إن أوروبا “المتميزة” هي “حديقة”، والعالم من حولها “غابة” قادرة على غزو الآلية الأوروبية الراسخة” قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن أولئك الذين يدعون أنهم من سكان الحدائق ويعتبرون الآخرين من سكان الغابات، التزموا الصمت وتناسوا دعم حقوق المرأة وحقوق الإنسان وحقوق الطفل.
دور الغرب في تأجيج العنف
وأضاف كنعاني، أنهم ينسون دورهم في تأجيج العنف والاضطراب وخلق أرضية لمثل هذه الأعمال الإرهابية ويتجاهلون مسؤوليتهم. وتابع: لولا دور إيران والفريق الشهيد قاسم سليماني في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، لكانت الدول التي تدّعي حقوق الإنسان منشغلة حتى الآن بالجرائم الناجمة عن هذه الحركات الإرهابية.
واعتبر كنعاني التصريحات الغربية حول حقوق المرأة تدخلاً ممزوجا بالنفاق، وقال: لماذا يدعم هؤلاء الذين يتحدثون عن حقوق المرأة العقوبات الأمريكية أحادية الجانب والامتثال الأوروبي للعقوبات الأمريكية ضد إيران التي لا تميز أحد وتشمل النساء والفتيات الإيرانيات، مؤكدا أن المرأة في الثقافة الإسلامية والإيرانية تتمتع بمكانة متميزة وبارزة تنبع من التاريخ والحضارة الإيرانية.
وتابع: أن هذه العقوبات الطويلة وغير المسبوقة التي فرضتها الحكومة الأمريكية، تشمل الأطفال والمرضى، معتبرا أن ادعاءاتهم بشأن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والقوميات الإيرانية غير واقعية ولا تتماشى مع الحقائق في البلاد.
إستراليا تناقض نفسها
وفي إشارة إلى خرق أستراليا لالتزاماتها المتعلقة بحقوق السجناء ومنعها وفد الأمم المتحدة المختص بالاطلاع على ظروف السجون ومراكز الاعتقال، من دخول سجون عديدة قال كنعاني: إن الحكومة الأسترالية تطالب دائما باحترام حقوق الإنسان، ولها مواقف تدخلية في شؤون حقوق الإنسان في الدول الأخرى. لكنها غير مبالية بحقوق اللاجئين في هذا البلد وتنتهك حقوقهم.
وتابع کنعاني: إن أستراليا تنتهك أيضا حقوق السكان الأصليين وهناك العديد من التقارير الرسمية حول انتهاكات حقوق طالبي اللجوء في مراكز الاحتجاز في هذا البلد، وآخر مثال على ذلك هو منعها وفد الأمم المتحدة من دخول سجون عديدة.
وصرح أن هذا يدل على عدم تطابق الأقوال والأفعال، وهذا ما نراه في عدد كبير من الدول التي تطالب باحترام حقوق الإنسان لكن تستخدمها كأداة لفرض آرائها السياسية على الآخرين.
غرفة عمليات حربية ضد الشعب
وقال المتحدث باسم الخارجية بخصوص أداء قناة اينترنشنال الممولة سعوديا خلال الأحداث الأخيرة في إيران: لم نطرح بشكل مباشر خلال المحادثات الثنائية الأخيرة بين طهران والرياض مسألة السلوك الإعلامي الذي تنتهجه قناة اينترنشنال ضدنا، لكن وزارة الخارجية أعلنت بشكل قاطع وجهة نظرها في هذا الصدد عبر القنوات الدبلوماسية.
وأضاف كنعاني: أن أداء هذه القناة أشبه بغرفة عمليات حربية ضد الشعب الإيراني، ونشاطها يشبه أنشطة الإعلام الإرهابي، وفي هذا الصدد، اتخذت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إجراءات بشتى السبل، وستتخذ إجراءات قانونية ضد هذه القناة وستعلن نتائجها لاحقا.