الهدف الرئيس: تحرير فلسطين والقدس

التعبئة الساعد القوي في الدفاع عن القيم الإسلامية

باستان:العدو يستسهل حربه الناعمة عبر الأجواء الافتراضية ووسائل الإعلام، ونحن علينا أن ننفذ فعالياتنا في هذا الميدان.

2022-11-02

يبدأ أسبوع التعبئة في الجمهورية الإسلامية في إيران، في الذكرى السنوية لليوم الذي أصدر فيه الإمام الخميني(رض) مرسوماً بتشكيل تعبئة المستضعفين في (5 آذر 1358 ه ش، الموافق لـ 26 من تشرين الثاني 1979.

ما هي التعبئة؟

التعبئة هي فئة مضحیة من الناس ولأجل الناس، تشارك في میدان الدفاع وفي میدان العلم وفي ساحة الفن وفي البناء وفي السیاسة وفي الثقافة وفي مساعدة المستضعفین والمحتاجین، وفي الإنتاج، وفي التقنیة، وفي معالجة مختلف قضایا البلاد، وهي حرکة شعبیة لأجل الناس ومنبثقة من الناس ومن الشرائح كلّها، من النساء ومن الرجال ومن الشباب ومن الشیوخ ومن الناشئة ومن الطبقات والقطاعات المختلفة.

وهي تُعد تجسيدٌ للوحدة المقدّسة بين مختلف أفراد الشّعب، وكافّة الساحات التي تشارك فيها كانت ساحات وطنيّة؛ وساحات مرتبطة بالشّعب كلّه – مثل ساحة الدفاع المقدّس (الحرب المفروضة)، وساحة الإعمار والخدمات العامّة.

مشاركة كافة أبناء الشعب في أعمال التعبئة

شارك العديد من أبناء الشعب الإيراني في التعبئة، منهم من برز في ميدان الجهاد مثل الشهيد باقري والشهيد كاظمي والشهيد بروجردي وآخرين، ومنهم من برز في ميدان العلم  مثل العلماء رضائي نجاد، وأحمدي روشن، وشهرياري، وعلي محمدي و…، فهؤلاء الشهداء العلماء أنجزوا أعمالاً كبرى في مضمار العلم والتقانة، وخاصةً في الشؤون التقنية النووية بالغة الدقة، وقد اطلع الجميع على إنجازاتهم ، هؤلاء كلهم عناصر تعبوية في الواقع.

الهدف المركزي للتعبئة

يُعد الهدف المركزي من تشكيلها هو من أجل الدفاع عن الجمهورية الإسلامية في مختلف الميادين، وتكوين جيش الـعشرين مليون لتحرير فلسطين والقدس المحتلة، وذلك عبر إعداد وتجهيز القدرات القتالية اللازمة، ضمن قوات منظمة، كي تكون مؤهلة للمشاركة في العمليات العسكرية، إضافةً لمساعدة الحكومة في عملية البناء والإعمار، وفي حالات الكوارث الطبيعية والأحداث غير المتوقعة.

وعلى الرغم من كل الاستحقاقات التي واجهتها إيران منذ تأسيس التعبئة، مثل الحرب المفروضة عليها عام 1980 التي استمرت ثماني سنوات، وما رافقها من صراع مع الولايات المتحدة الامريكية، إلا أن بوصلة أهدافها بقيت وما زالت موجهة باتجاه هدف الأمة المركزي ألا وهو تحرير فلسطين والقدس من الاحتلال، عبر إزالة الكيان الإسرائيلي من الوجود.

الهدف الرئيسي جذب المؤيدين لها في أنحاء العالم، لذلك نرى اليوم أن هذه التعبئة بات لها منظمات مماثلة في العديد من البلدان، خاصةً في ساحات محور المقاومة من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين واليمن، وهم جاهزون لتحقيق هذا الهدف.

مهام أو مسؤولية التعبئة

إنّ من أهم المسؤوليّات التي تقع على عاتق قوات التعبئة هو الذود عن المبادئ الإسلامية المسلّم بها. إنّ جذور تأسيس التعبئة هي جذور إسلامية، فالإنسان على صلة مع الخالق، الإنسان المستعد إلى التضحية والتفاني في سبيل الآخرين، هذا الوجه الأكبر الذي يميز بين الفكر الإسلامي والفكر الليبرالي، الفكر الذي يعمل فقط على مصلحة الإنسان في حين يعطي الفكر الإسلامي الأولوية إلى عمل الإنسان في سبيل الله.

وهذا ما جاء أيضاً في كلمات الإمام الخميني (قدس) الذي أكّد على المبادئ الإسلامية التي لا تقبل التغيير، لذا تعتبر مراقبة والاهتمام بالمسار الذي تسلكه الثورة والنظام من أهم مهام التعبئة لمنعه عن الانحراف عن مساره الصحيح؛ والتدخل لمنعه وتصحيحه.

انتشار التعبئة في كل الميادين

التعبئة حركة متسعة تشمل وتهتم بجميع المجالات والقطاعات فهي متواجدة في المؤسسات العسكرية والمدنية وفي القطاعات المختلفة، في المزارع والمصانع والورش وفي القرى والمدن، وفي الحوزات العلمية والمدارس والجامعات، لهذا نرى المشاركة الفعالة والواسعة من مختلف شرائح المجتمع  فيها، من طلبة الجامعات إلى طلبة الحوزات وأساتذة الجامعات ومعلمي المدارس والتلاميذ والعمال والمزارعين والتجار وسائر الشرائح المتنوعة  في البلاد، ولكل من هؤلاء قسم في التعبئة يتابع سير عمله ومن هذه الأقسام منظمة التعبئة الطلابية في المدارس.

الوفاق تلتقي بمسؤولها الأستاذ مجتبى باستان

للتعريف بأنشطة التعبئة الطلابية التقت جريدة الوفاق بمسؤولها الأستاذ مجتبى باستان حيث قال: ” كنا نعد فعاليات كثيرة ليوم 30 أكتوبر / تشرين أول وخاصة ً للشباب، ولكن أدت ممارسات التيار التكفيري والأمريكي الإرهابي إلى إثارة أحزان الشعب الإيراني وألبسته السواد، وآمل أن يتلقى أعداء الشعب نتائج أعمالهم الشريرة الهدامة. لقد هدفت ممارسات الاستكبار لنشر الارهاب وانعدام الأمن في بلدنا، لذا أعددنا برامج توعوية للشباب أحدها برنامج (عالم بدون ظلام)، الذي يتوجب على الطلاب فيه الإجابة على سؤالين عبر الفضاء الافتراضي: السؤال الأول هو من هم الذين أقدموا على قتل أبناء الشعب اليمني والسوري والأفغاني والعراقي؟ أمّا السؤال الثاني فما هي المسافة التي تفصل بين أمريكا والجمهورية الإسلامية الايرانية، وما الذي تسعى أمريكا وراءه في منطقة جنوب غرب أسيا؟ لهذا الغرض عملنا على تصميم اتفاقية للطلاب، وسنقوم بمساعدة المعلمين والتربويين بتنفيذ برامج توضيحية وتربوية للشباب، وسنعمل أيضاً جميعنا من مدرسين وتربويين وطلاب على إحياء ذكرى الشهداء ال36 ألفاً من قوات التعبئة”.

وأضاف حول مدى تأثير الأحداث الأخيرة على الطلاب :” أعتقد أن هناك قلة قليلة جداً من الطلاب متأثرة بالمظلة الإعلامية للعدو، لذا سنقيم في هذا الخصوص ورش إيضاحية وتوجيهية للطلاب”.

أمّا فيما يتعلق بكيفية انتساب الطلاب للتعبئة الطلابية فقال “: في الأصل نعتبر التعبئة ثقافة وحضارة، ونؤمن في السنوات الأربعين الثانية للثورة بمقولة (تعبئة المدرسة) طبقاً للإعلان الثاني للثورة، بمعنى أن الطلاب كلهم تعبويين، لأنّ التعبئة هي ثقافة وفكر، ونحن نستقبل في المنطمة الطلاب الذين ينظمون ملفات مشاركة فيصبحوا بذلك أعضاء في تنظيمنا، كما أن كل من له أفكار ثورية أو ينبض قلبه حباً بالثورة وإيران هو الآخر تعبوي”.

وأشار الى فعالية راهيان نور والسائرين في طريق النور، معتبراً أن الفعالية لا تقتصر فقط على السائرين وحدهم، وإنّ السائرين في طريق النمو والتطور هم في إطار السائرين في طريق النور. وحول الإمكانيات التي يمكن للتعبئة استخدامها في الحرب الناعمة ضد البلاد، قال:” هناك حديث مفاده أينما رماك العدو فارمه بالمكان نفسه، وهذا يعني أن الأولوية في المناخ الحالي هي لوسائل الإعلام والأجواء الافتراضية، فالعدو يستسهل حربه الناعمة وغير الناعمة عبر الأجواء الافتراضية ووسائل الإعلام، ونحن علينا أن ننفذ فعالياتنا في هذا الميدان بشكلٍ ايجابي ومبكر وشامل، وقد قمنا بتنفيذ عدة أنشطة في إطار الأجواء الافتراضية حيث أحرزنا نجاحات باهرة، وبمّا يتعلق بالأحداث خلال الأربعين يوماً الماضية، وعن الفجوة التي حصلت بين بعض الطلاب، وكيف يمكن علاج ذلك، أوضح إنّ عدد هؤلاء قليل جدا ً، وأنّه سيكون للتعبئة في المستقبل فعاليات وبرامج لإعادة هؤلاء إلى المسار الثوري الإسلامي والعدو لم يخلق فاصلة بين أبناء الشعب، بل يوجد بعض الأمور المبهمة وشرخ بسيط  يتوجب علينا إزالته وهذا يتطلب جهداً  في مسار الايضاح الجهادي.”

عبير شمص/ الوفاق/ خاص