الشهيد سامي الصوص

معتقدات دينية أصيلة

العمل في خدمة ابناء الشهداء عملاً مقدساً.

2022-11-02

ولد الشهيد  سامي سمير القزويني الصوص بتاريخ 14/1/1980، أبصر الشهيد نور الحياة في حي الأمين في الشام في منزلٍ يغمره دفء العائلة، فالمنزلُ وما حواه من تربية تجاوزت التأديب والتهذيب، وربط الأواصر العائلية بالمعتقدات الدينية الأصيلة، وإنشاء علاقة تفرعت منها علاقات مختلفة تزيد من حميمية العائلة، كل ذلك ساهم في تشكيل شخصيّته الفذة منذ الصغر.‏

شخصية متدينة واعية

أسس والده الدكتور الجراح  في أولاده، كلٍّ على حدة، شخصية مستقلة مبنية على أسسٍ واضحة من التدين والثقافة والوعي، كما وأثرت البيئة الشامية التي حافظت على الكثير من التفاصيل الحياتية عليهم، وبموازاة ذلك كان للامتداد القومي والإسلامي جذور راسخة في قلوبهم، دفعت بالشهيد للبحث في كيفية تخطي حدود مكانه ليكون واحداً من الرجال الذين يقاتلون العدو الصهيوني.

‏ ترسيخ الفهم العميق بأهل البيت(ع)

خطى الشهيد باكراً جداً في طريق المشاركة وإثبات الوجود في حلقات الأنشطة والاحتفالات الخاصة بأهل البيت(ع) في المدرسة، وبعد تخرجه التحق بطاقم المدرسين ليكون بذلك مربياً للأجيال من الصغر وحتى الشباب.‏ بدا سامي في عمله شخصيةً قيادية وصاحب رسالة ومشروع واضحين، فهو يريد تثبيت العلاقة مع أهل البيت(ع) في نفوس تلامذته، فسعى إلى ترسيخ الفهم العميق لها في نفوسهم، وقد آمن بالعمل الجماعي والمُنَظّم، فكان يقسم العاملين معه إلى مجموعات، ويوزع عليهم الأدوار بحيث يعرف كل فرد منهم مهمته وحدوده.

‏ لطفٌ إلهي

كان حلمه الأول أن يلتحق بالمقاومة الإسلامية على الرغم من معرفته صعوبة، لا بل استحالة، هذا الأمر، ولكنه حمل حلمه في شغاف قلبه، وجاهر به أمام الأصدقاء المقربين، وحانت الفرصة التي لم تخطر في باله يوماً، فالتقى بوفدٍ من مؤسسة الشهيد، ووفقه الله عز وجل للانضمام إلى صفوف عاملين فيها خدمةً لعوائل الشهداء والأسرى، ولم يصدق أن حلمه قد تحقق، فتخلّى مقابل التحاقه بهذا العمل عن كثير من مغريات الدنيا، فهو كان يستطيع العمل بالشهادة الجامعية التي يحملها مقابل راتبٍ جيد جداً، ولكنه كان دائماً يردد أمام رفاقه، الذين استغربوا لأمره، أن العمل الذي يقوم به عمل مقدس.

خدمة أبناء الشهداء

لم يرَ أحد سامي سعيداً بالقدر الذي عاشه أثناء عمله في المؤسسة، فقد انقلبت حياته رأساً على عقب، وعمل ليل نهار، فهو لم يعد يريد أيما شيء سوى خدمة عوائل الشهداء وأبنائهم، بدأ سامي العمل كمندوب تكفل في مؤسسة الشهيد، وحتى بعد أن تزوج – منذ حوالي السنة قبل استشهاده – لم يتغير أي شيء في توقيت عمله المستمر.

‏ استشهد في 12/9/2008 كما تمنى في خدمة أبناء الشهداء مؤكداً بذلك أن من يطلب الشهادة بنية صادقة يرزقه الله إياها أينّما كان.‏

الوفاق/ خاص