أكبر حدث تكنولوجي في قلب طهران

إنطلاق الدورة السادسة عشرة لمعرض النانو والدورة الأولى لمعرض «فرإيران»

الوفاق/ افتتحت، صباح الأحد (۱۱ نوفمبر)، الدورة السادسة عشرة لمعرض تكنولوجيا النانو، والدورة الأولى لمعرض «فر إيران» التقني بحضور حسين أفشين نائب رئيس الجمهورية للشؤون العلمية والتكنولوجية والاقتصاد القائم على المعرفة، وعماد أحمدوند أمين سرّ لجنة النانو والميكرو.

ويُعدّ معرض النانو المنصة الأبرز لاستعراض مسيرة إيران العلمية والصناعية على مدى عقدين، حيث تتجسّد الإنجازات في منتجات ملموسة تغيّر حياتنا اليومية. تعمل اليوم 400 شركة نانوتكنولوجية داخل إيران، تقود ثورة الابتكار وترفع راية المنافسة العالمية للبلاد.

 

هذه الشركات تركّز على البحث والإنتاج والتسويق للمنتجات النانوية، فساهمت مساهمة كبيرة في رفع مكانة إيران عالمياً، وسجّلت إنجازات في الطب والمواد المتقدّمة والطاقة والبيئة.

 

يعرض المعرض ابتكارات في الصناعة والطب والزراعة والطاقة والبيئة والبناء والنقل والنسيج والمعدّات المتقدّمة، ويستضيف جلسات متخصصة تجمع العلماء والمستثمرين والصناعيين لنقل المعرفة واكتشاف احتياجات السوق وبناء شراكات دولية.

 

وعُرض في الدورة الأولى لمعرض «فر إيران» ثمانون منتجاً معرفياً في مجالات النفط والصحة والذكاء الاصطناعي والزراعة والمياه، بينما يستضيف معرض النانو السادس عشر مئات المنتجات النانوية.

 

 

* خطوة كبيرة في توفير العملة الأجنبية وتطوير التكنولوجيا المحلية

 

وقال حسين أفشين، نائب رئيس الجمهورية للشؤون العلمية والتكنولوجية والاقتصاد القائم على المعرفة، خلال افتتاح المعرض: افتُتح اليوم معرض “فر إيران” بهدف تجميع وعرض أبرز إنجازات الشركات القائمة على المعرفة في البلاد. وفي هذا الحدث الوطني، عُرض 80 منتجًا قائمًا على المعرفة تم اختيارهم من بين 650 مشروعًا تم تقييمها.

 

ووفقًا لإعلان نائب رئيس الجمهورية للشؤون العلمية، فإن هذه المنتجات مجتمعة تحقق تخفيضًا في استهلاك العملة الأجنبية يزيد عن مليار وثلاثمائة وخمسين مليون دولار للبلاد. وأضاف: كانت معايير اختيار الأعمال الحصول على التراخيص الرسمية في عام 2024، وامتلاك تقنيات متقدمة، والتأثير الاقتصادي والاجتماعي، والموقع الاستراتيجي في سلسلة الإنتاج الوطني، ويحمل كل منتج بطاقة تعريفية دقيقة تشمل توقيت الحصول على التراخيص، والتطبيقات، ومقدار التوفير في العملة الأجنبية.

 

وقال أفشين: إن الإنتاج المحلي للعديد من هذه المنتجات لم يمنع فقط خروج العملة الأجنبية، بل ساهم أيضاً في زيادة فرص العمل وتسهيل وصول المواطنين إلى التقنيات الحديثة، مما مهّد لتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف: على سبيل المثال، أحد الأدوية المعروضة الذي يبلغ سعر نظيره الأجنبي نحو مليار تومان، يُنتج الآن داخل البلاد بنفس الفعالية وبسعر يقارب 20 مليون تومان. وتابع: الهدف الرئيسي من إقامة هذا المعرض هو عرض قدرات شباب إيران وتعزيز الثقة الوطنية في مجال التقنيات المتقدمة. كما يُعدّ هذا الحدث فرصة ليتعرف المسؤولون والمديرون التنفيذيون في البلاد على الطاقات الحقيقية للاقتصاد القائم على المعرفة، ويتابعوا بجدية أكبر مسار التحول نحو اقتصاد قائم على العلم والابتكار.

 

وأعلن نائب رئيس الجمهورية أن الشركات التي تأهلت إلى هذا المعرض ستحظى بدعم خاص مالي وبنيوي، يشمل تسهيلات لتطوير المنتجات، وزيادة الإنتاج، وتجهيز البنى التحتية المخبرية، وتسهيل عملية الحصول على دعم صندوق الابتكار والازدهار.

 

 

*أكبر حدث نانوي سنوي في إيران

 

وانطلقت الدورة السادسة عشرة لمعرض تكنولوجيا النانو الدولي من ١١ إلى ١٤ نوفمبر في قاعة الخليج الفارسي بأرض المعارض الدولية في طهران، بمشاركة أكثر من ١٢٠ شركة ومؤسسة. هذا الحدث ليس مجرد معرض، بل نافذة مفتوحة على عشرين عاماً من التحوّل: من المختبر إلى السوق، من الفكرة إلى المنتج الذي يلمسه المواطن يومياً.

 

في ١٥ دورة سابقة، شاركت أكثر من ألف شركة، طُرحت مئات المنتجات، وُلدت شراكات، وانطلقت صادرات، وتعلّم الجمهور معنى كلمة «نانو». كثير من عمالقة السوق اليوم بدأوا هنا: عرضوا أول نموذج، سمعوا أول «واو»، ووقّعوا أول صفقة. اليوم، المعرض جسرٌ بين العلم والمال، بين الطالب والمستثمر، بين الحلم والواقع.

 

الجامعات ومراكز الأبحاث والمختبرات الجامعية نسجت جسوراً ذهبية بين العلم والمصنع، فصار المعرض سوقاً للأفكار ومختبراً للعقود البحثية والصناعية. الزيارة ليست مجرد نزهة؛ إنها رحلة في «مسار التحوّل» عبر الطب والطاقة والبيئة والبناء والزراعة والنسيج والمعدّات، حيث يتسلّل النانو إلى حياتنا اليومية دون أن نشعر، ويبني مستقبلاً أكثر استدامة. فلاتر تنقّي الماء، طلاء يمسح نفسه، قماش يقتل الجراثيم، كريم واقٍ نانوي، عازل حراري فائق… كلها تجعل كلمة «نانو» تلامس يديك وتدخل بيتك. الطلاب والباحثون يغتنمون المختبرات الوطنية، الاستشارات الفنية، ورش التدريب، ويحوّلون أفكارهم إلى شركات ناشئة.

 

 

* يوم الاستثمار النانوي

 

تُكرّم الجوائز الشركات الرائدة وتضيء الطريق نحو الأسواق العالمية، بينما تُطلق مشاريع التعاون الدولي في البحث والتطوير والتصدير. يوم الاستثمار النانوي يناقش: كيف تنمو الشركات الناشئة؟ لماذا تخاف البنوك من الابتكار؟ أدوات تمويلية جديدة تجعل المستثمر يقول «نعم!». جلسة «رأس المال الجريء الشركاتي» تروي قصص نجاح العمالقة الذين احتضنوا المبتكرين الصغار.

 

في النهاية، المعرض ليس مجرّد أجنحة؛ إنه شبكة حيّة تجمع الشركات والجامعات وصناديق الاستثمار والحكومة. هنا يلتقي البحث بالسوق، والمال بالحلم، واليوم بالغد. في عصر اقتصاد المعرفة، معرض النانو هو «عرض المستقبل الإيراني».

 

 

المصدر: الوفاق