يقول الفنان الفلسطيني عزام أبو السعود” إن العمل اليدوي الخاص بالتعشيق وتلوين الزجاج هو العنصر الأساسي (في الأرابيسك) بعد التصميم وتحويله إلى لغة تفهمها الآلة والحاسوب، ومن ثم تعشيقه بالزجاج أو استخدام الزجاج الملون وإنارته داخلياً. علما بأن الإنارة كانت عبر التاريخ من خلال الشمس ورسالتي هي الإبقاء على هذا الفن ومنعه من الاندثار”.
ويجمع فن الزخارف العربية “الأرابيسك” ما بين الخشب المحفور والزجاج الملون والمعدن والرسومات الهندسية الجميلة، لعمل لوحات تزين شبابيك المنازل والأماكن الدينية والمؤسسات.وعلى مدى التاريخ، استخدم هذا النوع من الفن لتزيين شبابيك المنازل والمؤسسات والأماكن الدينية بما فيها المساجد والكنائس بمدينة القدس.ولكن هذا الفن تراجع على مدار السنين في المنازل المقدسية ولكنه بقي في المساجد والكنائس التاريخية بالمدينة المقدسة. حيث نجد في مصلى قبة الصخرة بالمسجد الأقصى أعظم أثر موجود في العالم لفن الزخارف العربية، وهو التعريف الصحيح لكلمة أرابيسك، فما نراه في قبة الصخرة من الخارج خصوصاً في المداميك العليا وآيات القرآن الكريم هي ترميم عثماني حيث تم استبدال الفسيفساء التالفة بالقيشاني الموجود حاليا”، كما أنّ البيوت في مدينة القدس كانت فيها شبابيك ملونة، وفي منازل الأثرياء كانت الشبابيك الملونة مكثفة، ولكن القدس تعرضت لزلازل عدة عبر التاريخ، وهو ما أدى لتهديم جزء كبير من الفنون الخارجية التي كانت تزين منازل القدس، ومعظمها كان من الخشب المحفور والزجاج الملون” وذلك كما يقول الفنان أبو السعود.
فن إسلامي مسيحي
ويضيف أنّه ما زالت العديد من المساجد والكنائس بالقدس الشرقية تستخدم هذا الفن في تزيين شبابيكها، معتمدة على انعكاس أشعة الشمس عليها لإضفاء جمالية كبيرة عليها”،موضحاً أنّ “التداخل الإسلامي المسيحي موجود بالقدس، حتى في زخارفنا، ونعرف أنه عام 1922-1924 تم بناء كنيسة الجثمانية في القدس وتسمى كنيسة كل الأمم، لتشارك دول عديدة في بنائها جالبين لها فنانين من كل أنحاء أوروبا”. وأردف قائلاَ أنّ “الفنانون تأثروا بفن الشرق حتى في بنائهم وزخرفتهم للكنيسة، وعندما شاهد أهل القدس عملهم استخدموهم لتزيين بيوت أثرياء فلسطينيين، وهذا ما نشاهده مثلاً في زخارف العديد من المنازل في الناصرة وعكا والرملة والمدن الأخرى”، وأعلن هدف مشروعه القائم عللا “إنشاء متحف يعيد تعريف الزائرين بفنون الحفر العربية الإسلامية والمسيحية على حد سواء” مبينا أنه في هذا السياق أقام معارض في القدس ورام الله والخليل، معرباً عن أمله أن ينقل معرضه إلى مناطق أخرى من العالم، ويأمل أخيراً”أن يتم تدريب عدد من شباب وفناني القدس وفلسطين للإبقاء على هذا الفن، لأن الإسرائيليين يحاولون أسرلة المظهر العام لمدينة القدس وإضفاء مظهر أكثر يهودية على المدينة وشوارعها”.
