وأردف الرئيس بزشكيان موضحاً: يجب أن يواجه الأطفال المشكلات حتى يتعلموا مهارة حلها. وأكد أن الصدق هو الشرط الأول لإنشاء روابط مستدامة في المجتمع، وقال: يجب أن نكون جميعًا صادقين مع بعضنا ونتكلم بالصراحة. إذا تبلور هذا الصدق داخل الأسرة، فإن الروابط التي تنشأ ستكون محصّنة لا يخترقها أي فيروس أو مشكلة، وستتكون علاقات لا تنفصم.
واختتم الدكتور بزشكيان كلمته معرباً عن فخره بالعيش في مجتمع قائم على المعتقدات الإلهية، وقال: لا يمكن تغيير المجتمع بالتحذيرات والأوامر، القرآن الكريم والأحاديث تؤكد أن من يريد إصلاح المجتمع يجب أن يبدأ بإصلاح نفسه أولًا. يجب أن تُرى رسائلنا في سلوكنا. إذا استطعنا إصلاح أنفسنا سنصبح نموذجًا طيبًا للمجتمع، نموذجًا يُقتدى به بحماس وشوق.
*إيران مُستعدّة لتقديم المساعدات لأندونيسيا
في سياق آخر، أعرب رئيس الجمهورية، في رسالة وجهها إلى الرئيس الأندونيسي برابوو سوبيانتو، عن عميق تعازيه ومواساته لحكومة وشعب إندونيسيا إثر وقوع كارثة الفيضانات والانهيارات الأرضية المؤلمة في إقليم سومطرة، والتي أودت بحياة عدد من المواطنين المسلمين وأصابت آخرين. وأعرب الرئيس بزشكيان، في رسالته، عن أسفه الشديد لفقدان الأرواح وإصابة المواطنين الإندونيسيين المسلمين جراء هذه الكارثة الطبيعية المؤسفة، معرباً عن أمله بأن تُرفع آثار هذه البلية وتبعاتها في أسرع وقت ممكن بعناية الله تعالى، وأن تعود الأوضاع إلى طبيعتها. وأكد رئيس الجمهورية استعداد إيران التام والشامل لتقديم كل أشكال المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين في المناطق المنكوبة.
* الحدود التي يعبر منها التجارة والعلم والثقافة لن يعبر منها الإرهاب
ولدى لقائه مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مساء أمس الأول، أكّد الرئيس بزشكيان، على حساسية الظروف التي يمر بها العالم الإسلامي حالياً، وقال: في الوقت الذي يسعى فيه الأعداء المشتركون للشعوب الإسلامية إلى زيادة الضغوط، نتوقع من الدول الإسلامية أن تسهّل الأمور لبعضها البعض وأن تتجنّب تعقيد القضايا. وأضاف: إيران وتركيا أخوة لبعضهما البعض، ومن الضروري تطوير علاقاتهما، ونحن نؤمن أن الحدود التي يعبر منها التجارة والعلم والثقافة، لن يعبر منها الإرهاب والسلاح أبداً.
ووصف الرئيس بزشكيان العلاقات التاريخية والثقافية والأخوية بين البلدين بأنها عميقة الجذور وأصيلة وتمتلك طاقات واسعة للتطوير، مضيفاً: إذا تحركت الدول الإسلامية في إطار إرادة موحدة تعتمد على الوحدة والتقارب وتبادل الخبرات، فلن تستطيع أي قوة أن تخلق مشاكل لشعوبها.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن جزءًا من الأزمات الراهنة في المنطقة هو نتاج مؤامرات وبث الخلافات من قبل بعض الجهات التدخلية، وأكد أن هدف هذه التيارات هو فرض نواياها وسياساتها الخاطئة على المنطقة وعرقلة مسيرة تطور وتقدم الدول الإسلامية.
كما استحضر الدكتور بزشكيان تجربة أوروبا، وقال: الدول الأوروبية رغم تاريخها الطويل من الحروب والنزاعات، تمكنت اليوم من تقليص الحدود، وإنشاء هياكل مالية وسياسية مشتركة، وتوحيد شرايينها التجارية وطرق مواصلاتها، والعالم الإسلامي الذي يتمتع باشتراكات ثقافية وحضارية أعمق بكثير، قادر بالتأكيد على تجاوز الخلافات وسلك طريق التعاون المنسجم والتنمية الجماعية عبر ربط تيارات التجارة والمعرفة والثقافة.
من جانبه، نقل فيدان تحيات رئيس بلاده الحارة إلى الدكتور بزشكيان، وأبلغه رسالة خاصة من الرئيس التركي تتعلق بضرورة توسيع التعاون التجاري والاقتصادي والإقليمي بين البلدين.
وكان قد استقبل أمين المجلس الاعلى للأمن القومي علی لاریجاني، وزير الخارجية التركي وأجرى معه محادثات.
وشدد الجانبان، خلال لقائهما مساء الأحد، على ضرورة التنسيق بين إيران وتركيا لإدارة الأزمات الإقليمية. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول مجموعة من القضايا الأمنية الإقليمية المهمة. وفي ختام هذا اللقاء، دعا وزير الخارجية التركي علي لاريجاني إلى القيام بزيارة رسمية إلى تركيا.
كما أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، خلال لقائه فيدان، بأن الكيان الصهيوني وأميركا يعارضان تقوية ووحدة ونمو وتقدم الدول الاسلامية. وأشار قاليباف إلى الظروف الإقليمية الخاصة والمليئة بالمتغيرات، قائلاً: إن التعاون السياسي والاقتصادي بين إيران وتركيا اكتسب أهمية خاصة في السنوات الأخيرة، ويجب اليوم على البلدين المسلمين والصديقين والمؤثرين في العالم الإسلامي والأمة الإسلامية أن يضعا هذه العلاقات في مسار التطوير والتقدم بقوة أكبر.