وفي الجلسة الرابعة لمقر تطوير تقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي حضرها نائب رئيس الجمهورية للشؤون العلمية والتكنولوجيا والاقتصاد القائم على المعرفة، ورئيس منظمة الشؤون الإدارية والتوظيف، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأمين المجلس الأعلى للفضاء الافتراضي، ومحافظ البنك المركزي، ومسؤولو الأجهزة المعنية، شدد الدكتور محمدرضا عارف على ضرورة استثمار جميع الطاقات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تقسيم عمل وطني منظم، مضيفاً: يجب تعويض التأخر الذي لحق بنا في مجال الذكاء الاصطناعي لنصل إلى المرتبة الأولى إقليمياً، ونحن قادرون على أن نصبح دولة مؤثرة ورائدة في المنطقة.
وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى أن مقر تطوير تقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي أنشئ بهدف التنسيق والتعاون ودعم جميع الأجهزة والمؤسسات النشطة في هذا المجال، من أجل تسريع تحقيق الأهداف الوطنية في الذكاء الاصطناعي. ووصف الدكتور عارف البيانات بأنها أكبر تحدٍّ وأغلى سلعة في البلاد حالياً، وأضاف: يجب متابعة إنشاء نموذج حوكمة بيانات فعّال في القطاع الحكومي بشكل جدي.
وأكد الدكتور عارف أن البرنامج الشامل للذكاء الاصطناعي يتطلب إجماعاً ومشاركة كاملة من جميع الأجهزة والمؤسسات، وقال: يجب أن يصل الجميع إلى قناعة بأننا نواجه تحدياً مشتركاً، وأن نتجنب التكرار والموازاة في العمل، خاصة في المجالات التكنولوجية، فكثيراً ما نرى في بعض الأنشطة الأكاديمية والبحثية أن تُركّز كل الإمكانات على تقنية ناشئة جديدة لفترة، ثم تُوقف فجأة، مشدداً على ضرورة منع التكرار والتوقف المفاجئ للمشاريع، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي تُنفق فيه معدات باهظة الثمن.
كما أكد الدكتور عارف على أهمية التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، وأوضح: جميع اللجان والفرق المتخصصة في مقر تطوير تقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي – التي أُنشئت بناءً على تقسيم عمل وطني – يجب أن تولي اهتماماً خاصاً بالتعاون الدولي، خاصة في ظل عضوية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ثلاثة اتحادات واتفاقيات إقليمية مهمة.
وتابع النائب الأول لرئيس الجمهورية: في قمة رؤساء حكومات منظمة شنغهاي للتعاون، أجمع جميع الأعضاء الحاضرين على الأهمية الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، واقترحوا تعاونات مشتركة بمنظور إقليمي في هذا المجال. وإيران، بفضل خلفيتها العلمية القوية، قادرة على أن تكون دولة مؤثرة، للغاية؛ لكننا بحاجة إلى حضور قوي ومعنوي في المنطقة، مشدداً على ضرورة تبادل الطلاب والأساتذة الإيرانيين مع دول المنطقة علمياً.
كما تم خلال الجلسة الرابعة لمقر تطوير تقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي ترأسها النائب الأول لرئيس الجمهورية، تقديم تقرير عن إنجازات الأمانة العامة وهيكل اللجان وأولويات المقر. ووفقاً لهذا التقرير، تم تشكيل سبع لجان متخصصة وفقاً لتقسيم العمل الوطني في البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي. كما تم خلال الجلسة استعراض حصيلة الإجراءات المنفذة من قِبل مقر تطوير تقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وبناءً عليه، سيتم منح التسهيلات المالية منخفضة الفائدة للمشاريع المختارة بهدف تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي. كذلك تم تقديم تقرير عن الخطط التنفيذية للأجهزة الحكومية في إطار تنفيذ برنامج تقسيم العمل الوطني للذكاء الاصطناعي، ومن ضمن ذلك عرضت وزارة العلوم والأبحاث والتكنولوجيا خطتها التنفيذية وإطار التعاون الخاص بها لتنفيذ الاستراتيجيات والإجراءات الواردة في وثيقة مقر تطوير تقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.