ودعوات إسرائيلية للانسحاب من الضفة الغربية

” إشعال وشيك للمنطقة”.. بداية نهاية الكيان الغاصب!

في الوقت الذي سجلت فيه الاحتجاجات الإسرائيلية الداخلية إنجازا مؤقتا بإجبار الحكومة على وقف مشروعها القضائي، فقد صدرت دعوات جديدة لتنظيم احتجاجات موازية، ولكن لتحقيق إنجازات أخرى تتمثل في إجبار الاحتلال على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وفق "خطة ألون" الصادرة عقب احتلال عام 1967.

2023-04-08

وأشار أستاذ في العلوم السياسية بجامعة حيفا، إلى أن “هناك صراعا قويا في هذه الأيام تشهده حكومة الاحتلال في ضوء نجاح الحركة الاحتجاجية في إحراز أدنى تقدم نحو القضاء على الخطر الأكبر على وجود المشروع الصهيوني المتمثل باستمرار الحكم الإسرائيلي في الضفة الغربية، مع وجود مشروع استيطاني واسع النطاق، مع أن أحد أسباب الحفاظ على استقلال المحكمة العليا هو الدعم الذي ستقدمه في المستقبل لخطوة كبيرة ومعقدة للانسحاب من معظم الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وأكد أن “هذا المشروع توسّع بشكل كبير منذ وصول الليكود السلطة عام 1977، وما زال مستمراً حتى يومنا هذا بهدف تخريب “خطة آلون” القائمة على الحدود الأمنية لحكومة الاحتلال دون ضم المناطق المكتظة بالفلسطينيين، ما يعني استمرار الصراع وتهديد اتفاقيات التطبيع القائمة، وإذا وصلنا إلى نقطة اللاعودة في ما يتعلق بعدم الانسحاب من قلب الضفة الغربية، فإن مستقبل المشروع الصهيوني سينتهي” على حد تعبيره.

*اعتراف صهيوني بتبدد” الردع”

وفي الوقت الذي ما زالت فيه قوات الاحتلال مصابة بصدمة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وفقا لتقارير وتحليلات عبرية، توالت الاعترافات الإسرائيلية بأن ما حصل هو نتيجة ضعف الحكومة، الذي أدى لتدمير الردع الأمني والعسكري.

زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي زعم أن المعارضة ستمنح الحكومة دعما كاملا لرد قاس من قبل الجيش الصهيوني وقوات الأمن ضد مطلقي الصواريخ من لبنان ومن غزة، وصف سلوك الحكومة الحالية بأنه متطرف وغير مسؤول، ما أدى لإلحاق ضرر جسيم بالردع”.

أما وزير المالية الفاشي بيتسلئيل سموتريتش، فعلّق على الأحداث قائلاً إنه “في هذه اللحظات نترك كل الخلافات والاتهامات والاعتبارات السياسية، ونتحد ضد أعدائنا، ولن نتسامح مع الاعتداءات عليها، الهدف المطلوب هو ضربة قاسية للأعداء، وعودة الردع للحكومة” حسب زعمه.

فيما أصدر وزير الحرب السابق، بيني غانتس، بيانا، جاء فيه أن “لدينا بنك أهداف غير مسبوق في لبنان، وقد أجرينا تدريبات مكثفة، وتقدمنا في الدفاعات الشمالية، وإذا كان من الضروري إنهاء هدوء في السنوات الـ17 الماضية، فإننا سنفعل ذلك”.

*وضع منهار من الداخل ومعزول عن الخارج

زعيم حزب يسرائيل، بيتينو أفيغدور ليبرمان، أكد أن “العنوان كان على الحائط منذ ثلاثة أشهر، بسبب ما سببه نتنياهو من جرّ الحكومة إلى وضع مستحيل، لم نشهد قط وضعا كهذا منهارًا من الداخل، ومعزولًا عن الخارج، وقد أدى تآكل الردع الصهيوني وضعف الحكومة إلى قيام” أعدائنا”، على حد تعبيره بخطوة منسقة ومخططة، ومن الواضح أن ما حصل نتيجة تنسيق كامل بين إيران وحزب الله وحماس والمنظمات الأخرى، حسب زعمه، ورغم كل التحذيرات التي وُضعت على مكتب رئيس الوزراء، فقد فضل التعامل مع قضاياه الشخصية، وتصفية الحسابات مع خصومه بطريقة غير أخلاقية وغير مسؤولة، وسيضطر للوقوف أمام لجنة تحقيق ذات يوم، وإعطاء تفسيرات”.

*ذبح القرابين مبرر لكسر الهدوء

من جهتها حمّلت أوساط إسرائيلية قوات الاحتلال مسؤولية اشتعال الأحداث؛ بسبب تساهلها في نوايا المستوطنين اليهود ذبح القرابين، “ما دفع الفصائل الفلسطينية إلى المسارعة لحماية المسجد الأقصى، والنتيجة أن شرطة القدس المحتلة وقعت بشكل غير متوقع في الفخّ، وأعطت المقاومة الفلسطينية مبررا لكسر الهدوء”.

خبير الشؤون العربية بصحيفة عبرية، أكد أنه “لم تكن هناك مفاجآت في واقعنا الشرق أوسطي، مجموعات من المتطرفين حاولوا إشعال النار في المسجد الأقصى، وكان الجميع يعلم أن التصعيد سيأتي، وقد حذر الجميع منه، لكنه جاء أخيرًا، لكن السؤال الوحيد هو ما إذا كانت الأمور ستبقى هكذا في الأيام المقبلة، أو هل ستنتهي هذه الجولة ولن تتكرر قريبًا، خاصة في ضوء نوايا المستوطنين اليهود تقديم القرابين عشية عيد الفصح في المسجد الأقصى، ما ينجح بإنتاج الوقود الذي بدأ منه الحريق المتعمد”.

*سبب معقول

وأضاف أن “سلوك الجماعات اليهودية قابله مسارعة فلسطينية للدفاع عن الأقصى، وبدا واضحا أننا على أعتاب اندلاع حريق آخر، لكن العنصر الأقل توقعا هو رد فعل الشرطة، ورغم وقوع العديد من جولات العنف التي اندلعت حول الأقصى، فإن الشرطة كان من المتوقع أن تتجنب الوقوع في أفخاخ معينة انتظرها الفلسطينيون مطولا، ولذلك فإن قرار الشرطة باقتحام الأقصى، وضرب المصلين والمتظاهرين بعنف شديد أمام الكاميرات، أعطى حماس سبباً معقولاً للسماح بإطلاق الصواريخ من غزة”.

وأشار إلى أنه “ليس من المؤكد أن حماس تتوق لجولة أخرى خلال شهر رمضان، لكن الصور التي اعتُبرت في جميع أنحاء العالم العربي بأنها استفزاز من حكومة نتنياهو، أجبرت المنظمات الفلسطينية على الرد، والسماح بإطلاق النار على الأهداف الإسرائيلية، مقابل أننا رأينا عددًا من اليهود يتوقون لرؤية تصعيد في قطاعات أخرى أيضًا، وقد وقعت خلال الليل عدة حوادث إطلاق نار نفذها مقاومون ضد أهداف إسرائيلية”.

وأوضح أنه “كما في السنوات السابقة، استخدم الفلسطينيون هذه المرة المعلومات التي نُشرت في وسائل الإعلام العبرية حول نية مجموعة “أمناء جبل الهيكل” تقديم ذبيحة عيد الفصح في المسجد الأقصى، رغم أن الشرطة منعتهم منذ سنوات، لكنهم يقيمون مراسيمهم على بعد كيلومتر واحد منه، وبحسب كل المؤشرات، فإن المنظمات الفلسطينية تنوي السماح للمسلمين بالاحتفال بشهر رمضان”.

وتزعم المحافل الإسرائيلية أن قيادة الفصائل الفلسطينية تسعى لإشعال النار في الضفة الغربية، كي توضح ارتباطها بالمسجد الأقصى، وكمدافعة عن الإسلام والمقدسات، وصحيح أن الاحتلال زعم إحباط العديد من الهجمات المخطط لها في شهر رمضان، لكن تسود مخاوف من تكرار سيناريو معركة سيف القدس التي وقعت في مثل هذه الأيام من 2021، مع احتمال قائم جدًا أن المواجهة الرئيسية لا تزال أمام الاحتلال.

 

المصدر: وكالات

الاخبار ذات الصلة