للشعر دور هام في نصرة القضية الفلسطينية

شعراء ضد التطبيع.. فلسطين أيقونة شعرية

فلسطين مغرية جداً، اسماً ووطناً وحقيقة وقضية لأي شاعر.

2022-11-08

الوفاق/ خاص/ أقيم الأسبوع الماضيفي لبنان حفل اختتام جائزة فلسطين العالمية للآداب، حيث تمّ تكريم الفائزين والكتّاب الذين يدافعون عن القضية الفلسطينية بقلمهم وبكتاباتهم.

كذلك سيقام مؤتمر آخر تحت عنوان: شعراء ضد التطبيع وبأي ذنب قُتلت، وجاء في الدعوة الموجهة من قِبَل أمانة المؤتمر: “من أجل المقاومة ومقارعة الإستكبار والظالم المتمثل بالكيان الصهيوني وأذنابه ومن أجل الطفل وحلمه بالحياة، أمانة المؤتمر الدولي الثالث لشعر القدس والحوزة الفنية بالتعاون مع المؤسسات والمنتديات الأدبية في كل أنحاء العالم يقيمان الحملتين العالميتين تحت عنوان: شعراء ضد التطبيع وبأي ذنب قُتلت.

وتشمل محاور المؤتمر: الطفل الفلسطيني واليمني والعراقي والسوري والأفغانستاني وحلمهم بالحياة، بني صهيون قتلت الأطفال وأحلامهم، التطبيع خيانة القرن، التطبيع ومستقبل الطفل الفلسطيني، التطبيع واستباحة دم  الشعوب، التطبيع والظلم على الشعوب، التطبيع وقتل أحلام الطفولة، بأي ذنب قُتلت، وشروط المشاركة مفتوحة للجميع مع الإنتباه للموازين الأدبية والشعرية وأن يكون النص جديد ومختص لهذه المسابقة، وفترة استلام النصوص الشعرية باللغة العربية الفصحى والدارجة (الشعبية) حتى تاريخ 6 نوفمبر الجاري”.

هذه المؤتمرات والحملات الثقافية والأدبية التي ضد التطبيع، ومن أجل دعم فلسطين والشعب الفلسطيني، نراها تزداد يوماً بعد يوم في العالم وخاصة في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، بدعم من قِبل جميع أحرار العالم، وطبعاً الشعراء يشاركون بقريحتهم الشعرية في هذا المجال، فاليوم نتطرق الى هذا الموضوع، شعراء ضد التطبيع.

الشعر والتطبيع

في سياق الشعر وفلسطين لا بد من الإشارة إلى أن فلسطين تحوّلت من اسم وطن محتل إلى رمز لكل الأوطان المحتلة والحقوق المسلوبة ولكل قضايا الحق.

ان فلسطين مغرية جداً، اسماً ووطناً وحقيقة وقضية لأي شاعر، كي يتخذ منها موضوعاً لقصيدته، فالشعراء الأحرار منذ احتلال فلسطين بعقود وضعوا فلسطين في قلب قصائدهم واتخذوها أيقونة شعرية، وهناك دور هام للشعر في نصرة القضية الفلسطينية، عبر الأبيات التي ضد التطبيع، وهذا هو فعل مقاومة مطلوب دائما في إطار تعزيز الوعي بأهمية مقاومة التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني بكافة أشكاله وفي كل زمان ومكان.

والشواهد كثيرة جدا، فمنها مثلاً، قصيدة الشاعر “زياد مشهور مبسلط” تحت عنوان: ” سحقــا ً يادعاة َ التطبيع”، جاء فيها:

يامن تلهث ُخلف َسراب ِغمام ٍ

عمت َصباحا، عمـْت َمساء ً

في َمقطوعة ِشعـْر أو نثـْر ٍ أو َعذب َكلام ِ

أتـُطَبــع ُ مع ْمَن لايفهـم غير المفرَدَة ِالحـُبلى

في ُمعْجـَم غدْر ٍأو ِسيـَر ِالإجرام ِ؟!

من يكرَه ُصوت َهديل ِالطيّر الأبيض في َدوحـَتنا؟!

يقتـُل ُحقدا ًفي َقريتنا ِسرْب حمــام ِ

سحقا ًلثقافة تسطيح ِمآسينا

هزُلـَت هرطـَقـَة الأقلام ِ

ما بين البَسمة والخدعة والأسطورة والأكذوبة والأوهام ِ

وَغباء الأحلام ِ

بئس َ التطبيع على أطلال ِظلال ِجدار الفصـْل ِ

بين َ سنابل ِ قمـح ٍ

تذرف َدمـْع َ فراق ِخطوط الحقـْل ِ

هل سيعيد التطبيع الزيتون المحروق المذبوح على سفـْح الجبـَل؟!

اصمت ياسيّد تطبيع الثعلـَب والذئب ِ

اصمت، لا تتكلـّم ْ

وكذلك أقيمت في السنوات الماضية مسابقات أدبية بعنوان “شعراء ضد التطبيع” لجميع الشعراء من فلسطين وخارجها.

وفي غزة، حيث كانت المسابقة تأتي في سياق الردّ الثقافي على موجة التطبيع مع الاحتلال ومشروع الضمّ.

واختارت اللجنة المكونة من أساتذة مختصين، الشاعر العراقي “مهند يحيى حسن” عن قصيدته “رصيف القلق”، التي يقول في بدايتها:

ياغارقا ًفي دُجى الفـَوضى بمنْ تثق؟

والكـون ُحَولك بالأحقاد ِيَحتـرق

والظلم ُمنفلت ٌوالناس ُمُســــــرفة

إنْ لمْ تجد سببا ًللظلم ِتختلــــــق

وأُقصي الحَّقُ من دُنياك َفأحترقت

حتى استبدَ على شطآنــــها القلق

تقاذفتك خـُطـــــــى البلوى مُعربدة

وأمعنت ْفي بقايا الصَبر ِتخترق

و كذلك الشاعرة الفلسطينية “سمية وادي” عن قصيدتها “أيكةٌ في خاصرة الجرح”، والشاعر السوري ” أحمد كركوتلي” لقصيدته “يا بني صهيون”.

وفي المقابل نرى أن روح المقاومة ومواجهة التطبيع دخلت في كثير من الشعراء حتى لو يتم اعتقالهم من قبل الدول المطبّعة مع الكيان الصهيوني، فمنهم الشاعر البحريني ” عبد الحسين أحمد علي”، حيث ذكرت مواقع بحرينية، أن السلطات اعتقلت الشاعر عبد الحسين أحمد علي، بعد أيام من نشره قصيدة ضد التطبيع، أعلن فيها تأييده قضية فلسطين ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، حيث أكد أن التطبيع مع العدو محرم، وهاجم من خلالها المطبعين، فقال:

ما أجامل أنا من أحكي هذا اليوم..

خلي يسمع كلامي القاصي والداني،

شعبنا شعب دوم يساعد المظلوم

ولا ينكس رأسه المنهزم واطي

بحريني الإباء والشرف والنوماس

ما ترضى تبايع مجرم وجاني

بحرين الفخر يرتفع بيها الرأس

ما تساوم حقير اليوم متواني..

شعبنا ما يطبع مع يهود ارجاس

محتلين دولة وحرم رباني..

يا سامع للكلام اسمعني زين الله

محرم التطبيع والتحريم رحماني

وكذلك نرى شعراء أحرار لا يشاركون في المؤتمرات التي يشارك فيها الصهاينة، فمنهم الشاعر التونسي صبري رحموني.

حيث استبعدت إدارة مهرجان الشعر العالمي في مديين بكولومبيا مشاركة شاعرة إسرائيلية بعدما قرر الشاعر التونسي صبري رحموني الانسحاب من المهرجان لوجودها، طالبةً من الشاعر إعادة النظر والإستمرار في المشاركة، ومؤكّدة على أنّ “طريق الصواب هي دعم الشعب الفلسطيني” بحسب الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية للكيان الصهيوني.

ووجّهت الحملة، التحيّة للشاعر العربي التونسي صبري رحموني، وشكرته على موقفه الملتزم تجاه القضية الفلسطينية والرّافض للتطبيع مع العدو الصهيوني.

وقال الشاعر رحموني في معرض توضيحه للمنظّمين عن خيار انسحابه من المهرجان: “لا أستطيع المشاركة مع من يحتلّ أرضنا”، مضحّياً بذلك بفرصةٍ عالميةٍ يستغلّها الكثيرون في تبرير ممارساتهم التطبيعية، متذرعين بقلّة الفرص المثيلة وأهميته.

وهكذا قضايا لم تكن قليلة في عالمنا اليوم، فهناك شعراء كثيرون يواجهون التطبيع والأجرام التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وكثرة هذه الأشعار والمشاركة الواسعة لهؤلاء الشعراء تُعبر عن عُمق مشاعر الشعوب العربية تجاه فلسطين وشعبها ومقدساتها، وأن هذا الكيان الغاصب سيبقى منبوذاً ومعزولاً، وأن العلاقة معه ستبقى دائماً قائمة على الرفض والمقاومة بكافة أشكالها وفي مقدمتها المقاومة الثقافية.

وفي النهاية يمكننا أن نقول تغلغلت القضية الفلسطينية في وجدان جميع أحرار العالم وتفاصيل يومياته، ما يجعلنا نؤكّد على أهمية توثيق التاريخ الشعري، بل الثقافي عموما للقضية في وجدان الشعوب الحرّة.