الشيعة والسنة جناحا العالم الإسلامي

الحوار الإسلامي – الإسلامي ضرورة ماسة.. متى يرى النور؟

الحوار الإسلامي - الإسلامي ضرورة ماسة، خاصة مع وجود مشتركات كثيرة، وأولها القرآن الكريم، والنبي محمد (ص).

2022-11-09

الوفاق/خاص/ الحوار هو مفتاح التلاقي وتذويب الخلاف، ونحن نعيش في عالم نحتاج للحوار أكثر من أي زمن سابق، ولابد للمذاهب من أن تتحاور.. ولابد أن يكون هذا الحوار صريحاً وشفافاً.. خاصة الحوار الشيعي – السني الذي في ظل الظروف الراهنة، يُعتبر من أهم الحوارات والعالم الإسلامي الى أمس الحاجة الى هذا الحوار.

الحوار الإسلامي – الإسلامي ضرورة ماسة، خاصة مع وجود مشتركات كثيرة، وأولها القرآن الكريم، والنبي محمد (ص)، فالأمة الإسلامية كأمة واحدة، عليها أن تترك الخلافات وتكون يد واحدة تقف في وجه الأعداء الذين يريدون نبذ الإسلام واستعباد المسلمين.

مما لا شك فيه أن جامعة الأزهر في مصر لطالما كانت من أهم المراكز العلمية والدينية في العالم الإسلامي، وتخرّج من هذه الجامعة العديد من الشخصيات الدينية بالعالم السني، وهي كمركز إسلامي مهم تجري فيها دائماً حوارات حول مختلف القضايا بالعالم الإسلامي والشخصيات الإسلامية.

ومواقف الشيخ أحمد الطيب الذي تمّ تعيينه في منصب شيخ الأزهر بعد وفاة السيد “محمد الطنطاوي” عام 2010 ، مهمة جداً خاصة في الآونة الأخيرة، وفي السنوات التي ازدادت فيها الخلافات بين الشيعة والسنة.

شيخ الأزهر يدعو الى حوار اسلامي

سمعنا أن شيخ الأزهر يدعو من البحرين علماء الشيعة إلى “حوار إسلامي”، معرباً عن استعداده لعقد حوار مع علماء الشيعة، بهدف نبذ “الفتنة والنزاع الطائفي”، في وقتٍ تشهد عدة دول في المنطقة والعالم توترات على خلفية مذهبية.

وتوجّه الطيب في كلمة ألقاها في ختام ما یسمى ملتقى البحرين للحوار “الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني”، بحضور البابا فرنسيس في قصر الصخير الملكي، بنداء إلى “علماء الدين الإسلامي في العالم كله على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم، للمسارعة إلى عقد حوار إسلامي-إسلامي جاد من أجلِ إقرار الوحدة والتقارب والتعارف، تُنبَذ فيه أسباب الفرقة والفتنة والنزاع الطائفي على وجه الخصوص”.

وقال شيخ الأزهر: “هذه الدعوة، إذ أتوجه بها إلى إخوتنا من المسلمين الشّيعة، فإنني على استعداد، ومعي كبار علماء الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، لعقد مثلِ هذا الاجتماع بقلوب مفتوحة وأيد ممدودة للجلوس معاً على مائدة واحدة”.

وحدد شيخ الأزهر هدف الاجتماع بـ “تجاوز صفحة الماضي وتعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المواقف الإسلاميَّة”، مقترحاً أن تنص مقرراته “على وقف خطابات الكراهية المتبادلة، وأساليب الاستفزاز والتكفير، وضرورة تجاوز الصِراعات التاريخية والمعاصرة بكلِّ إشكالاتها ورواسبها السيئة”.

وأكد الطيب أنه “يحرم على المسلمين الإصغاء إلى دعوات الفرقة والشقاق، وأن يحذروا الوقوع في شرك العبث باستقرار الأوطان، واستغلال الدين بإثارةِ النعرات القومية والمذهبية، والتدخل في شؤون الدول والنيل من سيادتها أو اغتصاب أراضيها”.

وتوجّه شيخ الأزهر بـ “نداء إلى علماء الدين الإسلامي في العالم كله على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم، إلى المسارعة بعقد حوار إسلامي- إسلامي جاد، من أجلِ إقرار الوحدة والتقارب والتعارف، تُنبَذ فيه أسباب الفرقة والفتنة والنزاع الطائفي على وجه الخصوص”.

الدكتور شهرياري يعرب عن تضامنه

وكلمة الطيب الموجهة لعلماء الشيعة واجهت ردود فعل ايجابية من قبل علماء الشيعة، فأعرب الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية “حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري”، عن تأييده وتضامنه مع خطاب شيخ الازهر “احمد الطيب”، الذي اكد فيه على ضرورة “الحوار الاسلامي – الاسلامي”.

ووجّه رسالة الى شيخ الأزهر جاء في قسم منها: “مرة أخرى يرتفع صوت الأزهر الشريف ممثَّلا بفضيلتكم داعياً إلى الحوار الإسلامي – الإسلامي، ومهيباً بعلماء السنة والشيعة للحوار وإلى إزالة عوامل تعكير الأجواء مما ورثناه من عصور الفرقة والانحطاط والهزيمة أمام العدوان على العالم الإسلامي.

إن استعدادكم لإحتضان هذا الحوار بعلمائكم وحكمائكم يدل على أن هذه الدعوة جادّة وتريد أن تبلغ أهدافها بإخلاص وصدق نيّة وقربة إلى الله سبحانه وتعالى.

نحن في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية طالما أعلنا عن مساندتنا لنداءاتكم الحضارية الرائدة الداعية إلى تأليف القلوب وتجاوز عوامل التجزئة القومية والطائفية وتغليب مصالح الأمة على المصالح الشخصية الضيقة. ونعلن اليوم عن تضامننا مع دعوتكم وعن وضع كل إمكانياتنا لنجاح مشروعكم”.

تعليقات علماء المسلمين

من جهة أخرى نرى أن تجمع العلماء المسلمين في لبنان أصدر بياناً، مؤكدا فيه على أن “هذه الدعوة أثلجت صدورنا وباتت ضرورة ماسة في هذه الظروف، خاصة بعد بروز تيارات تكفيرية تعمل على شق عصا المسلمين”.

ومن جهتهم عقّب رجال الدين وشخصيات بحرينية معارضة على اقتراح شيخ الازهر “احمد الطيب” خلال كلمته بمؤتمر “التعايش والسلام”، و الى الحوار الشيعي السني  معربين عن ترحيبهم لهذه الدعوة ومؤكدين في الوقت نفسه على ان “الأزمة التي يعيشها البلد لا تنجم عن خلافات مذهبية بين مواطنيه الشيعة والسنة، وإنما هي أزمة سياسية بامتياز”.

الشيعة والسنة جناحين للعالم الإسلامي

نرى أن الدكتور أحمد الطيب، یرفض دعوة احد الدعاة السعودیین ” أحمد بن سعد بن حمدان الحمدان الغامدي” بأن یسحب الأزهر اعترافه بالمذهب الشیعي “الإثنى عشري” بأنه مرفوض ولا یمکن لأحد ان یقبله، مشیراً الى ان موقف الأزهر الثابت هو تحقیق الوحدة بین المسلمین.

ويضيف د. أحمد الطیب في تصریحات خاصة نشرتها صحیفة “الوطن” الکویتیة ان السنة والشیعة هما جناحا الامة الاسلامیة، وانه عبر أربعة عشر قرنا هي عمر الاسلام لم یحدث ان اقتتل السنة والشیعة، لافتا الى ان ما یحدث بینهما الآن هو محاولة للنیل من المسلمین عبر سلاح التقاتل المذهبي.

ويقول د. احمد الطیب ان الازهر لا یفرق بین سني وشیعي طالما ان الجمیع یقر بالشهادتین فذلک یأتي ضمن منهج الأزهر الشریف في نشر مفاهیم الاعتدال الفکري والعقائدي.

وفي حديث لصحيفة “النهار” اللبنانية، يرفض تكفير الشيعة ويقول سأصلـي خـلفهم في النجف الأشرف، ويلفت الشيخ الطيب الى أنه “يخطط لفتنة اليوم يراد لها ان تنبعث في بلاد أهل الاسلام في وقت نحتاج فيه الى وحدة الأمة الاسلامية لكل دولها”.

ويتابع بالقول: “نحن نصلي وراء الشيعة فلا يوجد عند الشيعة قرآن آخر كما تطلق الشائعات والا ما ترك المستشرقون هذا الأمر فهذا بالنسبة لهم صيد ثمين”.

ويرى شيخ الازهر انه “لا يوجد خلاف بين السني والشيعي يخرجه من الاسلام انما هي عملية استغلال سياسي لهذه الخلافات”، معلنا انه “سيزور النجف اذا ذهب الى العراق”، ويعرب عن استعداده لزيارة أي مكان اجتمع فيه المسلمين مع بعضهم والنجف الأشرف بصفة خاصة.

وكتبت الصحف العراقية أنه من المقرر ان يزور امام الازهر الشيخ احمد الطيب العراق، وسيلتقي الامام السيستاني في النجف الاشرف، وزعامات دينية سنية وشيعية اخرى، مع ان دعوات سابقة قد وجهت لإمام الازهر من قبل جهات وشخصيات سياسية ودينية عراقية في اوقات سابقة، الا ان شيئا لم يتحقق لأسباب مختلفة.

متى نرى النور؟

ففي هذه الأجواء التي كانت خلال الأعوام الماضية وعدّة مرات سمعنا من شيخ الأزهر لكي يكون هناك حوار اسلامي – اسلامي، وأن تكون هناك جلسة مشتركة بين علماء الشيعة والسنة، ويجلسون على مائدة واحدة، ولكن كل مرّة لا يتحقق الموضوع، ولم نرى على أرض الواقع حدوث ذلك، فيبقى السؤال :ما هو السبب في هذا التأخير وعدم التحقق، رغم أنه يواجه إقبالاً على ساحة الكلام وإصدار البيانات، ولماذا عندما يصل موعد الحضور، لا يحضرون؟ فالحوار الإسلامي – الإسلامي، متى يرى النور؟