بعد اختفائه لعشرات السنین

 كلب الماء یظهر من جدید في هور العظيم

اكتشف نشطاء البیئة 19 رأسا من كلب الماء النادر في الجزء الایراني من هور العظيم بمحافظة خوزستان.

2022-11-12

الوفاق/ خاص

یعتبر هور العظیم من أغنى المواقع الطبيعية في ایران تنوعاً بيئيا وأحيائياً. حيث الطيور المهاجرة في مواسم الشتاء والأخرى المستوطنة، ومئات الأنواع من الأشنات والهائمات والأسماك والحيوانات المختلفة ولعل أهمها كلب الماء.

كلب الماء أو القضاعة، حيوان برمائي يستوطن الأهوار وهو نوع من القضاعات ناعمة الفراء التي تنتشر في الهند وجنوب شرق آسيا.

وهناك رأي يقول بأنه ثعلب من أصل أوروبي وهذا الرأي مرفوض من بعض المتخصصين رفضاً قاطعاً، فكلب الماء او (جليب الماي) بالعامية يشبه (القطة) ولكنه أكبر منها حجماً بكثير، رأسه مدور وذيله غليظ ونهايته مدببة وطوله أكثر من متر، أسنانه حادة وأصابعه ملتصقة بغشاء رقيق يساعده على التجذيف والسرعة الفائقة يكسو جلده الفرو الناعم والثمين ويستعمل لصنع الملابس الفاخرة يجيد الصيد والسباحة والغطس لمسافات طويلة يطلق صفيراً عند خروجه من الماء. يتواجد في الأهوار النائية الموحشة والتي يصعب على الإنسان الوصول اليها ليكون في مأمن من الصيادين والأخطار التي تهدده يجعل من الجزر الطافية والصغيرة مقراً للاستراحة بعد عودته من الصيد.

يعتبر كلب الماء والذي يعرف أيضاً بقضاعة ماكسويل من الضواري المائية النادرة والمسـتوطنة والمهددة بخطر الانقراض في ایران والعراق والتي لا تزال تتواجد بأعدادٍ قليلةٍ جداً في الأهوار.

تم اكتشاف هذا النوع لأول مرة في العراق عام 1956 وقد تعرّض للإبادة نتيجة لعمليات الصيد الجائر والأسر غير المشروع من البرية إضافة إلى تجفيف مواطنه الطبيعية.

وفي ایران عثر الناشط في مجال البیئة – باقر الموسوي – علی عائلة من كلیب الماء في هور العظیم، مؤخرا، وصورها اكثر من مرة.

الأهوار الایرانیة التي يتواجد فيها كلب الماء هي: (هور العظیم وهور شادكان) حیث يتخذ من الممرات المائية ذات التيار القوي ملعباً للسباحة والصيد ويحبذ الأسماك الصغيرة أما الأسماك الكبيرة فيصطف معها ويقطع زعانفها الأمامية والخلفية حتى يشل حركتها فيقتلها ثم يسحبها بأسنانه إلى الجزرة التي تتواجد فيها أنثاه وصغارها الجياع، الذين هم بانتظاره.
يتكاثر في شهر شباط من كل سنة وقد تلد الأنثى أكثر من جرو وهناك تفاهم وتحابب ومودة بين الذكر وأنثاه ولا يفارقها مطلقاً إلا في الأيام الأولى للولادة فتبقى الأنثى مع صغارها لتعتني بهم وتعلمهم السباحة والغطس والصيد وتحرسهم من الأخطار التي تهددهم، ويذهب الذكر ليوفر لهم قوتهم اليومي من الاسماك حتى تكبر الجراء وتصبح كلاباً وتعتمد على نفسها في العيش والتزاوج.