هناك ثورة حقيقيّة وجديّة اليوم في مواجهة الاحتلال الصهيوني

مجموعات المقاومة تتكاثر: كل نقاط التماس مشتعلة!

"كتيبة جنين" والمجموعات المتنامية تمثّل الجيل الشاب من "المقاومة العسكرية الحديثة"

2022-11-13

كتبت مروة ناصر

شدّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة على أن “هناك ثورة حقيقيّة وجديّة اليوم في مواجهة الاحتلال الصهيوني، في الضّفة الغربيّة المحتلة، وأن الشباب الفلسطيني يجتمع في بوتقة من الكتائب التي تنتشر على امتداد الضفَّة وتعطي نموذجاً في الوحدة”. وقد تشكلت مجموعات المقاومة في مختلف مناطق الضفة منذ عملية “نفق الحرية” في أيلول / سبتمبر الماضي وهو ما اعتبره النخالة “مرحلة جديدة في الجهاد”.

يستند هذا الجهاد الى المبدأ الثابت وهو إشغال واستنزاف الاحتلال وإبقاء “جذوة الصراع مشتعلة” وتصعيد الاشتباك اليومي لإرباك جيش الاحتلال. لذلك تتكاثر مجموعات المقاومة لتغطي أغلب نقاط التماس مع الاحتلال.

كذلك تواجه هذه المجموعات المتنامية في الدوائر الضيقة سياسة عزل الاحتلال لمناطق الضفة وأطراف هذه المناطق التي قد تمنع وصول شباب المجموعة “المركزية” الى كافة الأحياء، وبالتالي لا تخلُ أي نقطة من شباب مجاهدين يتولون استهداف الاحتلال فيها.

في الأشهر الأخيرة، برزت مجموعات مقاومة جديدة، تعود الى سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) وتتفرّع من كتيبة جنين:

_ مجموعات جبع

تقع بلدة “جبع” على الطريق الرئيسي بين مدينتي جنين ونابلس وتبعد عنهما 20 كيلومتراً أي أنها في منتصف الطريق بين المدينتين. تشكّلت فيها “مجموعات جبع” والتي عملت على استهداف مستوطنتي “دوتان” و” ترسله”، وقوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة.

الى جانبها، تعمل أيضاً مجموعات الشهيد القائد أمجد الفاخوري التابعة لكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح)، وقد خاضت المجموعتين العديد من العمليات المشتركة.

_ مجموعات قباطية

تقع بلدة قباطية على بُعد حوالي 6 كلم عن مدينة جنين وتعتبر من أكبر التجمعات السكانية في محافظة جنين، تنشط فيها مجموعات “قباطية” التي تؤكد في بياناتها على جهوزيتها للتصدي لقوات الاحتلال التي تقتحم البلدة وتحاصر منازل شباب قبل اعتقالهم. بالإضافة الى استهدافها لحاجز “الجلمة” العسكري رداً على عدوان الاحتلال في نابلس في إطار التلاحم بين كلّ مجموعات المقاومة في مختلف المناطق.

_ كتيبة بلاطة

تعود تسمية هذه الكتيبة الى مخيم بلاطة الذي يقع عند أطراف نابلس، وهو من أكبر المخيمات في الضفة الغربية. تعمل كتيبة بلاطة بالتنسيق مع مجموعة “عرين الأسود” التي تتمركز في البلدة القديمة في نابلس. وتستهدف هذه الكتيبة أيضاً “قبر يوسف” الذي يقتحمه المستوطنون لأداء طقوسهم التهويدية. وقد استشهد في التاسع من شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2022 أحد مجاهديها وهو مهدي حشّاش، ابن الـ 15 عاماً، خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم.

 

توثيق العمليات

تعتمد سرايا القدس وهذه المجموعات على العمليات المصورة التي توثق أعمال المقاومة وتقطع الطريق أمام أي روايات مضللة يسوق لها الاحتلال ضد المقاومة. وفي هذا السياق ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية أن “كتيبة جنين” وهذه المجموعات المتنامية تمثّل الجيل الشاب من “المقاومة العسكرية الحديثة” التي تنشط على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة “تيك توك” من خلال توثيق إطلاق النار ضد جنود الجيش ويتأكدون من نشر مقاطع الفيديو وارفاقها بتفاصيل الأحداث والتواريخ. وأضافت الصحيفة أن “كتيبة جنين” غذّت ظاهرة المقاومة المسلحة في الضفة الغربية منذ عام ونصف، وأعطت زخماً لظهور مجموعات مسلحة في مدن أخرى منها نابلس وطولكرم وطوباس.

وإن تعزيز هذه المقاومة وتطويرها وتوسيع رقعتها هدف تسعى اليه “الجهاد الإسلامي”، اذ قال النخالة “نبذل كل ما نملك من أجل تصعيد هذه الانتفاضة، وعلينا أن ندفع بها في كل اتّجاه… إخواننا يعملون لتطوير قدرة المقاومة في الضفة الغربيّة، وتمدّدها إلى فلسطين المحتلّة عام 48”.

الخنادق