على خلفية تحريضاته الأخيرة...

علييف يزيّف التاريخ وينتهك حسن الجوار

قد تُسبب تصريحات رئيس جمهورية أذربيجان بتأجيج المشاعر العدائية بين الشعبين الجارين.

2022-11-14

هجمة جديدة بعيدة عن السياق التاريخي والمنطق العاقل لحسن الجوار ما تزال تصدر من الجار الشمالي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، الجار الذي كان جزءا من البلاد في يوم من الأيام، حيث تطرق الرئيس جمهورية أذربيجان إلى وحدة أراضي البلاد وقضية تقسيم المناطق المأهولة بالسكان الأذريين، محاولاً تأجيج الشقاق والإنقسام بين أبناء الشعب الإيراني.

فبعد سنوات من الدعاية والمزاعم لجمهورية أذربيجان، استدعت ايران السفير الأذربيجاني في طهران. يوم الخميس 10 تشرين الثاني\نوفمبر، وأبلغته احتجاجاً رسمياً للحكومة. ويأتي استدعاء علي زاده بعد التصريحات التهديدية لرئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف في مدينة شوشا قره باغ، ومزاعم وسائل الإعلام الحكومية الأذرية حول وحدة الأراضي التي يقطنها الأذريين في إيران.

حيث أكد رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، في تصريحات عدائية ليست الأولى من نوعها تنم عن عداء ضد ايران، على دعم بلاده لما زعم أنها احتجاجات الإيرانيين الناطقين بالأذرية في إيران، وإدعى في كلمة ألقاها في اجتماع قمّة منظمة الدول الناطقة بالتركية الـ9 الذي إنعقد في سمرقند بأوزبكستان، إنه يوجد حوالي 40 مليون أذربيجاني خارج حدود جمهورية أذربيجان، لا يستطيع أطفالهم وشبابهم الدراسة بلغتهم الأم فحسب، بل إن تقاليدهم وثقافتهم هي أيضًا محدودة للغاية، في إشارة للإيرانيين الناطقين بالأذرية.

ووصف إلهام علييف، يوم الأربعاء، خلال كلمة ألقاها في شوشا، الحكومة الإيرانية بأنها منافقة وداعمة لاحتلال كاراباخ بسبب علاقتها بأرمينيا. وذكر أن إجراء مناورات على طول نهر آراس ومعارضة ممر زنغه زور دليل على دعم أرمينيا. كما وادعى استخدام القوة العسكرية ضد أرمينيا وداعميها (إيران). وفي إشارة إلى الأحداث الداخلية في إيران، أيد علييف ضمنياً هذه المسألة ووصف إيران بأنها غير آمنة.

*نوايا مشبّعة بالعنصرية

تصريحات الرئيس الأذربيجاني المُشبّعة بالعنصرية ونوايا بث الشقاق والخلاف، تأتي في الوقت الذي لم يبدي فيه علييف أي تعاطف مع شهداء الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم داعش على المرقد المقدس في مدينة شيراز مؤخراً، والذي كان العقل المدبر له من مواطني جمهورية أذربيجان من المنتسبين للتنظيم الإرهابي، وتأتي أيضاً في وقت يمارس فيه الإيرانيون الناطقون بالأذرية كامل حقوقهم القانونية والتي يشهد لها كل من يعيش في ايران او يزورها.

وسائل الإعلام الأذربيجانية، خلال البرامج التحليلية، في بداية قسم الأخبار، تناولت تصريحات علييف بشكل مغرض وتحريضي الى أبعد الحدود، بشكل يبدو معه كأن القومية الأذرية المكون المُتجذّر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ القدم تعاني الويلات والظلم والقهر في ظلّ حكم طهران.

*التوتر في شبكات التواصل الاجتماعي

بالطبع، كان علي زاده، سفير أذربيجان، قد أدلى سابقاً بادعاءات إقليمية بشأن أذربيجان الإيرانية على صفحته الشخصية على تويتر. وجاء ادعاؤه الأخير الأسبوع الماضي عندما نشر صورة وكتب: ليالي تبريز جميلة أيضاً.

كما نشر السيد عباس موسوي، السفير الإيراني في جمهورية أذربيجان، مقطع فيديو من قرية لاهيج ، مسقط رأس الحاج أبغول سليمانوف عالم الدين المدافع عن الحجاب، وكتب: هذا رجل عجوز من لاهيج، في قلب جبال القوقاز، يتحدث الفارسية العذبة من مازندران.

كما أعادت حركة الوحدة التركية نشر مشاهد فيديو لتجمعات مجموعة صغيرة من خصوم إيرانيين واستخدام أباريق مطاطية وأحذية غالش خضراء وبيضاء وحمراء أمام السفارة الإيرانية في باكو. حيث أن الأبريق وغالش رمزان للتخلف والضعف في هذا البلد.

*التوتر الإعلامي

خلال الحرب النفسية، تطرقت وسائل الإعلام الأذربيجانية، خلال البرامج التحليلية، في بداية قسم الأخبار، في البرامج التلفزيونية إلى وحدة أراضي إيران وقضية تقسيم المناطق المأهولة بالسكان الأذريين.

طبعاً التوترات لم تنته عند هذا الحد، واجه فريق المصارعة الوطني الإيراني الأول في بطولة باكو ظلماً خلال المباراة ضد تركيا وأذربيجان، وعرقل منظمو المباراة الجهاز الفني كما وتعرض بعض لاعبي المنتخب الوطني الإيراني والمتفرجين في جمهورية أذربيجان للإهانة.

وذروة هذه التوترات حدثت خلال اليوم الأخير من المصارعة، عندما تغلب اللاعب الإيراني علي أكبر يوسفي على خصمه “بيكا كاندلاكي” بنتيجة 6 إلى 4 في فئة وزن 130 كغ وقام بجولة فرحاً بانتصاره مع العلم الوطني الإيراني، وهو الأمر الذي عرّضه لبعض الهجمات اللفظية من قبل بعض المواطنين الأذربيجانيين.

*تهديد الأمن القومي الإيراني

بحسب بيان حرس الحدود في الجمهورية الإسلامية، فقد تم اكتشاف شحنة أسلحة وذخائر وعبوات ناسفة وضبطها على حدود أراس ومحافظة أذربيجان الشرقية، ووفقاً لإعلان وزارة المخابرات، فإن مواطناً وهابياً من جمهورية أذربيجان هو الشخص الذي نسق الهجوم الإرهابي في شاه شراغ، بشيراز. حيث وصل إلى مطار الإمام الخميني (رض) في طهران عبر مطار حيدر علييف في باكو. كما ونشرت تقارير من ذات الوزارة تظهر أن المسيّرة الصهيونية التي استخدمت في العملية الإرهابية في دماوند (بإيران) التي استهدفت الشهيد محسن فخري زاده حلّقت من قاعدة سيتالشاي الجوية في جمهورية أذربيجان.

*إنتقاد لاذع لعلييف

في السياق أيضاً، انتقد نائب رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي نيكزاد، تصريحات الرئيس الاذربيجاني حول وحدة الاراضي الايرانية، مؤكدا بانها لا اساس لها. جاء ذلك في تعليق ادلى به النائب نيكزاد على حديث النائب سيد البرز حسيني بشأن تصريحات رئيس جمهورية آذربيجان الهام علييف بشأن وحدة الأراضي الايرانية: الرئيس الأذربيجاني أدلى بتصريح بشأن الدول الناطقة باللغة التركية. أقترح عليه أن يقرأ معاهدة “كلستان” ليعرف اي ارض من اي ارض انفصلت، فهذه التعليقات حول وحدة أراضي الدول المجاورة لا تليق برئيس جمهورية آذربيجان. وتابع قائلا: لو لم يتم تنفيذ معاهدة “كلستان” لما كان (الهام علييف) رئيسا لأذربيجان الآن. المتوقع من وزارة الخارجية ان ترد على هذه التصريحات.