فنانة فلسطينية تحيي التراث الفلسطيني في فنها

في مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم جنوب القدس، تعيش الفنانة البصرية شذى صافي في "المحطة المؤقتة" التي تصر على مغادرتها يوما ما للعودة إلى قريتها المقدسية المهجرة عام 1948 "جرَاش".

2023-05-27

بعد 4 عقود من عام النكبة، ولدت صافي في الأردن لأب مناضل وأم تنحدر من القرية ذاتها، وكان عام 1996 هو الفارق في حياتها عندما زارت منزل جدتها لأمها في مخيم الدهيشة لأول مرة.

وهناك استمعت لحكايات النكبة التي انسابت على لسان جدّتها غزلان التي انقسم أبناؤها بين أسير ومطارد، ولعبت مع أبناء أقرانها في أزقة المخيم ما لم تلعبه يوما في طفولتها خارج فلسطين مثل “عرب ويهود” و”وقعت حرب بيننا وبينهم”، وتتركز على عمليات الكر والفر بين أبناء المخيم وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

تعلمت شذى صافي الفن بنفسها، مستوحية إلهامها من التاريخ والتراث والمقاومة الفلسطينية والنكبة، التي لم تعشها لكنها عاشت فيها وظهرت في أعمالها الفنية.
وأطلقت شذى صافي اسم “بنت الشمس” على مجموعتها المصنوعة من الطين، وقالت “يمثل الطين أرضي وبيتي وقريتي المهجّرة وشجرة الزيتون التي استظلت بها جدتي لسنوات وهي تغزل وتطرّز ثوبها، وتعبّر الشمس التي جففت المجسمات عن حريتنا وأملنا وقوتنا وحلمنا بالعودة”.

أثواب جدتيْها غزلان وخيرية ووالدتها عدلة كانت مصدر إلهام أعمالها الصلصالية، ومنها انطلقت لسبر أغوار أثواب مسنات المخيم اللاتي هجّرن من القرية ذاتها والقرى المجاورة لها.