ومسرحية جديدة تزعم إستهداف ايران لناقلة اسرائيلية

الحرب المركبة ضد ايران تحتدم!

تسلسل الأحداث في الأيام الأخيرة يشير الى وجود تنسيق غربي-عبري مُكثّف لشحن الأجواء ضد البلاد.

2022-11-20

الوفاق/محمد أبو الجدايل- تكثّفت خلال الأيام الأخيرة السيناريوهات التي يحيكها أعداء الجمهورية الإسلامية لتأجيج الأوضاع وشحن الأجواء ضد البلاد، فلم تأل أي فوهة معادية للثورة الإسلامية جهدا إلاّ وبذلته منتهزة الأوضاع التي تمرّ بها البلاد للتضييق على النظام بشكل أكبر، والتشدق بوجود أجواء من الإجماع الدولي ضد ايران.

فلو قمنا بتجميع أجزاء اللغز الذي كما يبدو أن حلّه بسيط جداً لمن يتابع مستجدات الأمور على الساحة الدولية، فجملة التطورات تشير دون أدنى شك للتحشيد الذي يدبّره المحور الغربي-العبري-العربي ضد ايران ويكشف عن الحجم المهول للحرب المركّبة التي يشنّها الأعداء على ايران، ففي إطار الحرب الناعمة تكثّفت الضغوط الغربية في جانب ملف ايران النووي، ومن جانب آخر تواصلت التدخلات الغربية السافرة في شؤون ايران الداخلية حيث وجّهت وعلى خطى حلفائها الغربيين استراليا إنتقادات لاذعة ضد طهران، وتشدّقت بالدفاع عن حقوق الانسان في ايران، في حين تستضيف الدول الغربية العديد من الفصائل الارهابية المعادية لإيران وللعديد من الدول الأخرى، من قبيل زمرة المنافقين والتنظيمات الإرهابية الإنفصالية، وبموازاة هذه التطورات أطلق الكيان الصهيوني مسرحية جديدة كان بطلها هذه المرّة ناقلة نفط لرجل أعمال اسرائيلي، وعنوان المسرحية ايران تستهدف أمن الملاحة في المنطقة بحسب ما تمليه تلك التمثيلية.

*الملف النووي.. رأس حربة الهجمة الناعمة

وفي سياق تسلسل الأحداث، كشف دبلوماسيون غربيون أن واشنطن وبرلين وباريس ولندن تقدمت بمشروع قرار جديد أمام مجلس محافظي الوكالة الذي عُقد هذا الأسبوع، يدين إيران لعدم تعاونها في قضية المواقع غير المعلنة.

تثير هذه القضية توترا بين إيران، وكل من الوكالة ودول غربية تتقدمها الولايات المتحدة (المُخرّب الأكبر للإتفاق النووي) وفرنسا وبريطانيا وألمانيا (المتواطئون في مؤامرة تخريب الإتفاق)، وهي أطراف في اتفاق عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي الذي انسحبت منه واشنطن بشكل أحادي جائر في 2018.

*مزاعم لا تنتهي

وتزعم الوكالة أن إيران عليها أن تقوم بتوفير أجوبة تقنية “ذات صدقية” تفسّر العثور في مراحل سابقة، على آثار لليورانيوم في ثلاث منشآت إيرانية، في حين أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أرسلت تقارير متنوعّة واستقبلت وفودا عدّة من الوكالة الدولية التي أكدت في وقت سابق وبالوثائق أن ملف ايران النووي سلمي بالكامل، ولا توجد أي دلائل على إنحرافه نحو تصنيع أسلحة نووية، لتأكيد عدم صحّة تلك الرواية الغربية التي حاكتها كل من أمريكا واسرائيل. وفي وقت سابق، ردّت الجمهورية الإسلامية على قرار لمجلس محافظي الوكالة في حزيران/يونيو ينتقد إيران بذريعة عدم تعاونها في المسألة، وقامت السلطات بوقف العمل بعدد من كاميرات المراقبة العائدة للوكالة في منشآتها.

*سياسات غير بناءة.. والردّ بالمرصاد

تعقيباً على التحشيد الغربي ضد ملف ايران النووي السلمي، قال وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، الأربعاء،

على هامش اجتماع مجلس الوزراء، وفي معرض ردّه على سؤال حول محاولة الجانب الأوروبي إصدار قرار ضد إيران في مجلس المحافظين: وجهنا الرسائل اللازمة للأطراف الأوروبية وأكدنا لهم أنه في حال لم تتوقّف السياسات غير البنّاءة سنتخّذ إجراءات رادعة، وتابع: نتبادل الرسائل مع الأمريكيين بصورة دائمة وكان آخرها خلال الساعات الـ72 الأخيرة، لافتا إلى أن الأمريكيين يرسلون لنا عبر بعض وزراء الخارجية أنهم على عجلة من أمرهم لإحياء الاتفاق النووي، إلاّ أن المبعوث الأمريكي الخاص بشؤون ايران (روبرت مالي) يقول لوسائل الإعلام كذباً، إن التوصل الى الاتفاق النووي ليس ضمن أولويات واشنطن. واعتبر أمير عبد اللهيان، أن هدف الأمريكيين واضح جداً وهو ممارسة الضغوط لنتنازل عن خطوطنا الحمر.

*إلغاء زيارة وفد الوكالة الدولية

في السياق أيضاً، لم يقف رئيس منظمة الطاقة الذرية “محمد إسلامي” موقف المتفّرج إزاء التحشيد الغربي ضد البلاد، حيث أكد أن إنتهاج سياسة الضغوط القصوى وتوجیه الاتهامات ضد الجمهورية الإسلامية من قبل الغطرسة العالمیة والکیان الصهيوني یعود إلی إدمانهم علی هذه السیاسات البالیة، قائلا: إن إيران ترفض المسودة الحالية لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي أول ردّ منه على الموقف الغربي، أعلن إسلامي إلغاء زيارة وفد الوكالة الدولية الى طهران، وقال: لا يوجد لدينا برنامج حول استضافة وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران حاليا، وإن وزارة الخارجية تتایع استمرار المفاوضات وأن هذه القضیة قيد الاجراء بطرق مختلفة. وأوضح: إذا كانت لديهم نوايا حسنة واذا کانوا یرغبون في مواصلة المفاوضات، لما قدموا قرارًا بهذا الحجم.

*ملف الأوضاع الداخلية

في سياق تطورات الأوضاع داخل البلاد، والمساعي الغربية لتأجيجها وإستدامتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، صباح الأربعاء، إنّها نقلت إلى السفير الأسترالي “التحذيرات اللازمة من تصريحات رئيس الوزراء إزاء الأحداث الداخلية في إيران”. وفي وقت سابق، أدانت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونج، الاستخدام المميت وغير المتناسب للقوة ضد مثيري الشغب في إيران، بحسب زعمها.

وقالت الخارجية الإيرانية ردّا على هذا الموقف الإسترالي الذي جاء متناغماً وربما مستنسخاً من نظيره الأمريكي، أنّ رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز “يتبع نهجاً خاطئاً، بناءً على معلومات غير صحيحة لا تخدم علاقات البلدين”. وأكدت أنّ “أستراليا غير مؤهلة أخلاقياً لتقديم مواعظ عن حقوق الإنسان، فيما ملفّها حافل بالانتهاكات”.

ورأت أنّ استقبال الحكومة الأسترالية للجماعات الإرهابية والانفصالية، والتزامها الصمت حيال الهجوم على مرقد شاه شراغ في مدينة شيراز، يعكس “ازدواجية معاييرها”.

*نشاطات الإرهابيين

وبالتزامن مع هذه التطورات ايضاً، إدّعت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها يوم الثلاثاء المنصرم، أن المزاعم حول دعم الولايات المتحدة لمنظمة “مجاهدي خلق” المعادية في الخارج، كاذبة تماما. وأكد بيان الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لا تقدم أي نوع من المساعدة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية ولا تعتبرها حركة ديمقراطية ولا تمثل الشعب في ايران، كما شدد البيان على أن المزاعم القائلة بأن الولايات المتحدة تدعم أو تدرب منظمة مجاهدي خلق في ألبانيا خاطئة تماما، إلاّ أن المعطيات المتوفّرة على الأرض تشير لما يغاير الرواية الأمريكية هذه، حيث تقوم العديد من الدول الغربية على رأسها أمريكا بإحتضان تجمّعات ومؤتمرات التنظيمات الإرهابية والإنفصالية المعادية، إذ إستضاف الكونغرس الأمريكي وبتخطيط وتناغم بين كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري العدوين اللدودين لبعضهما، قادة الإرهابيين المعارضة للثورة الإسلامية مريم رجوي، منذ أقل من شهر، وجلسوا معا ليستمعواً لخطابها وتخرّصاتها المعادية لايران.

*هجمة غربية شعواء

وأمس الثلاثاء، دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني غياب العقلانية الأوروبية، بعد فرض التكتل القاري والمملكة المتحدة عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية على خلفية الاحتجاجات.

وأعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين الماضي، فرض عقوبات جديدة على 29 مسؤولاً إيرانياً، منهم وزير الداخلية أحمد وحيدي، و3 كيانات، من بينها قناة “برس تي في” الرسمية الناطقة بالإنكليزية.

كذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين الماضي، السفير الألماني لدى طهران هانس إدو موتسل، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، وذلك في أعقاب انتقادات قوية من المستشار الألماني أولاف شولتس للسلطات في طهران، بسبب الاحتجاجات الأخيرة.

*ملف شيطنة ايران أمام الرأي العام

وبموازاة تلك التطورات، تعرّضت ناقلة نفط مملوكة للكيان الصهيوني لهجوم، يوم الأربعاء في بحر عمان، في حين اتهم مسؤول أمني إسرائيلي بارز إيران بالوقوف وراء الهجوم، بحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس. ونقلت الوكالة عن مسؤول دفاعي بالمنطقة مزاعمه أن الناقلة “باسيفيك زيركون” ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة “إسترن باسيفك شيبينغ”  ومقرها سنغافورة، مشيرة إلى أن الهجوم يأتي وسط توترات مع إيران.

*مسرحية إسرائيلية

ولكن ما إن وقع الهجوم، حتى سارعت مصادر في البلاد لتأكيد عدم صحّته، حيث أكدت مصادر مطلعة أن استهداف ناقلة النفط إنما هي مسرحية إسرائيلية نفذت بالتعاون مع بعض حكومات المنطقة، بهدف اتهام إيران والتأثير على مجريات التحضير لألعاب كأس العالم في قطر، علاوة على محاولات تل أبيب لشيطنة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ظلّ الأحداث التي جرت في ايران ولإذكاء نيران الحرب المركبة المندلعة ضد البلاد. وتؤكد المصادر أن إيران كانت قد طمأنت قطر بأنها ستبذل كل جهدها لتنظيم هذه الألعاب في أجواء هادئة، والعمل على إنجاحها، مشيرة إلى أن الكيان الإسرائيلي الذي ينتهج سياسية زعزعة الأمن في المنطقة إلى جانب الدول التي قاطعت قطر، وخاصة السعودية والإمارات، لن تدخر جهدا في مناصبة قطر العداء. هذا وادعت مواقع صهيونية نقلا عن مزاعم مسؤولين في الكيان، بأنهم يتهمون إيران بالوقوف وراء الهجوم على ناقلة النفط في بحر عمان.