سحب جائزة الدراما من كاتبة بريطانية بسبب دعمها لفلسطين

السياسات الأحادية في الثقافة.. حرية التعبير الكاذبة في اوروبا

تشرشل: أنا أقف إلى جانب دعمي لحركة المقاطعة والفلسطينيين.

2022-11-22

الوفاق/ إن نضال الشعب الفلسطيني ضد منظومة الاستعمار- الاستيطاني الصهيوني مستمر منذ مطلع القرن الماضي حتى اليوم إلا أن الكيان الصهيوني يستمر بقمعه للفلسطينيين واستعماره للأرض دون رقيب أو عتيد وذلك بسبب فشل بعض الحكومات على المستوى الدولي بمحاسبة هذا الكيان الغاصب، واستمرار الشركات والمؤسسات العالمية بمساعدتها في جرائمها ضد الفلسطينيين وانتهاكاتها للقانون الدولي.

وانطلاقاً من فشل الحكومات و”المجتمع الدولي” وأصحاب القرار في وقف الاضطهاد الصهيوني المركّب ضد الشعب الفلسطيني، أصدرت أغلبية المجتمع المدني الفلسطيني نداءً تاريخياً في عام 2005 موجهاً لأحرار وشعوب العالم، يطالبهم بدعم مقاطعة الكيان الصهيوني كشكل رئيسي من أشكال المقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية، وكأهم شكل للتضامن العالمي مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه.

تحظى حركة مقاطعة الكيان الصهيوني BDS بدعم من قبل اتحادات ونقابات وأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني الدولي وحركات شعبية وغيرها من الجهات التي تمثل الملايين من الأعضاء عبر كافة قارات العالم، كما تؤيدها شخصيات مؤثرة في الرأي العام. أدناه عينة مختارة من الشخصيات والمؤسسات الداعمة للحركة عالمياً.

إن تأثير حركة مقاطعة الكيان الصهيوني (BDS) تتصاعد بشكل ملموس بفضل الحملات الممنهجة والاستراتيجية حول العالم.

“لا للتطبيع الفني” مع العدو الصهيوني.. هذا شعار لجميع الأحرار في مختلف أنحاء العالم.. مسلم أو غير مسلم.. فلسطيني او غير فلسطيني.. عربي او غير عربي.. جميع الأحرار من جميع فئات المجتمع، منهم الرياضيون والفنانون والأدباء والكتّاب حتى في أعلى مستوى ينادون بمقاطعة الكيان الصهيوني الغاصب الذي يرتكب المجازر أمام أعين الجميع، والإستكبار العالمي والدول الأوروبية التي تدّعي بحقوق الإنسان وحرية الرأي، تتخذ سياسة أحادية الجانب، وكأنهم عميان أمام هذه المجازر!

ولكن ما نراه هو أن وجدان كل إنسان حر لا يقبل هذا الظلم والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، فيوم بعد يوم يزداد الأشخاص الذين يقاطعون هذا الكيان الغاصب في مختلف الساحات الدولية والرياضية والفنية وغيرها، فيقومون بالدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم بأقدامهم وأقلامهم، بأي ثمن كان، حتى لو يواجهون مشاكل في هذا الطريق، كما حصل أخيراً بما واجهته الكاتبة المسرحية البريطانية “كاريل تشرشل” وسحبت مؤسسة “ساوتشيل شتوتغارت”، جائزة الدراما الأوروبية لعام 2022 والتي تبلغ قيمتها 75 ألف يورو، من هذه الكاتبة بسبب دعمها لفلسطين ومقاطعة الكيان الصهيوني.

وجاء سحب الجائزة، بعد أن تراجعت لجنة التحكيم التي عينتها شركة المسرح في وقت سابق من هذا الشهر، عن قرارها وألغت جائزة هذا العام، قائلة إنها “أبلغت بمعلومات لم تكن معروفة من قبل”، وهي توقيعات الكاتبة على عرائض لحركة المقاطعة ودعمها لها.

وأيدت وزيرة الفنون الألمانية، بيترا أولشوفسكي، خطوة سحب الجائزة من الكاتبة تشرشل، متهمةً إياها بـ “معاداة السامية”.ورداً على إلغاء الجائزة، قالت تشرشل: “أنا أقف إلى جانب دعمي لحركة المقاطعة والفلسطينيين”.

وانتقدت شخصيات وفنانون بريطانيون إلغاء جائزة مرموقة مدى الحياة للكاتبة المسرحية كاريل تشرشل بسبب دعمها لحقوق الفلسطينيين، معتبرين أن هذه الخطوة “مفزعة”.

كما أدانت شخصيات بارزة في المسرح والسينما البريطانية، حجب جائزة للكاتبة المسرحية كاريل تشرشل، بسبب دعمها لحقوق الفلسطينيين، حيث أدان 170 فناناً وممثلاً بريطانيّاً قرار سحب الجائزة، حيث وقعوا على خطاب مفتوح يوم الخميس الماضي، وأعربوا عن فزعهم من القرار.

وذكرت الرسالة: “هذا الهجوم على حرية الضمير يثير أسئلة عاجلة حول نمط التخويف والإسكات”.

وأضافت: “إذا كانت الأشكال الفنية الوحيدة التي تعتبر “آمنة” للمؤسسات هي تلك التي ليس لديها ما تقوله للمحرومين والمضطهدين من هذه الأرض والتي تصمت في وجه القمع الذي تفرضه الدولة، فسيتم إفراغ الفن والثقافة من المعنى والقيمة”.

وقال المحامي البريطاني جيفري بيندمان: إن سحب جائزة الدراما الأوروبية من كاريل تشرشل على أساس دعمها لحركة دعم المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، ينتهك بشكل واضح حقها في حرية التعبير الذي تحميه المادة 10 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

وفي عام 2019، أقر البرلمان الألماني، اقتراحاً يدين حركة المقاطعة على أنها “معادية للسامية”، وكتبت “سبعة أطفال يهود” في عام 2009 في أعقاب عملية “الرصاص المصبوب” العسكرية الصهيونية على قطاع غزة، والتي استمرت ثلاثة أسابيع استشهد خلالها ما لا يقل عن 1،383 فلسطينياً، من بينهم 333 طفلاً، وفقاً لمنظمة العفو الدولية.

وتعد تشرشل، أحد أكثر فناني الدراما المعاصرين تأثيراً وأهمية في المملكة المتحدة، حيث كتبت أكثر من 30 مسرحية، تناول العديد منها ملف “إساءة استخدام السلطة”.

وحصلت الكاتبة المسرحية تشرشل، في أبريل الماضي، على جائزة الدراما الأوروبية لعام 2022 تقديراً لعملها في حياتها، وهي جائزة مقدمة من مؤسسة “ساوتشبيل شتوتغارت” برعاية وزارة العلوم والبحوث والفنون في بادن فورتمبيرغ الألمانية.

السياسة الأحادية في الثقافة

هناك مقاطعات كثيرة موجّهة للكيان الصهيوني، منها مقاطعة مهرجان أندلسيات الأطلسية، ومهرجان حيفا الدولي للأفلام، ومؤتمر معهد “غوتة” الألماني وغيره الذي كتبنا عنه سابق في مقال آخر، لكن ما نراه اليوم ويلفت الإنتباه هو أن كيف تدعي أمريكا والدول الأوروبية بأنها تدافع عن حقوق الإنسان وحرية الرأي، في حين أنها تتخذ سياسة أحادية حتى في الثقافة، وهكذا تواجه الفنانين والأدباء الذين يدعمون فلسطين ويقومون بمقاطعة الكيان الصهيوني، والكاتبة البريطانية “كاريل تشرشل” ليست الأولى في هذا المجال، بل هناك نماذج أخرى منها سحب جائزة “نيلي زاكس” من الكاتبة البريطانيّة كاملة شمسي، بسبب مساندتها المعلنة لـ “حركة مقاطعة الكيان الصهيوني وسحبِ الاستثمارات منها وفرضِ العقوبات عليها” (BDS) السلميّة من أجل الحقوق الفلسطينيّة، وكذلك حرمان الفنان اللبناني وليد رعد من جائزة “نيلي زاكس” الأدبية بقيمة 9900 دولار التي كان من المقرر أن يتسلمها، بسبب دعمه لحركة مقاطعة الكيان الصهيوني، فالسؤال الموجّه الى هذه الدول هو أنه أين العمل من الكلام؟؟!! ولماذا تتخذون سياسة الكيل بمكيالين؟! أما تدّعون بحرية التعبير؟!!!