فيما تواصل الجمهورية الإسلامية جهودها لدعم جارتها الشرقية..

لماذا تحاول أمريكا الإيقاع بين ايران وحكومة طالبان؟

كاظمي قمي: نؤمّن جزءاً كبيراً من احتياجات أفغانستان..

2022-12-12

لم تأل الجمهورية الإسلامية الإيرانية جهدا لدعم الجار الشرقي أفغانستان الذي تتشارك ايران بحدود يصل طولها الى 600 ميل تقريباً بكل ما لديها من إمكانيات، حتى في ضوء الحظر الجائر المفروض عليها والضغوط القصوى التي أثقلت كاهلها، ذلك لأنها ترى أنه من واجبها دعم أشقائها المسلمين لا سيما من دول الجوار في ظلّ الظروف والإحتلال الذي مزّق بلدانهم، لكن رغم الدعم المطلق الذي تقدّمه الجمهورية الإسلامية لا سيما انها تحتضن أكثر من 4 ملايين لاجئ أفغاني يتمتّعون بحقوق جيدة جداً في كافة المجالات، تواصل أمريكا مساعيها للوقيعة بين طهران وكابول، خصوصاً من خلال إشعال الفتنة بين الشيعة والسنة.

ومنذ أن سيطرت طالبان على السلطة في كابول، عقب الإنسحاب الفاشل لأمريكا وحلفائها المهزومين من هذا البلد، سعت واشنطن لإشعال الأوضاع في هذا البلد وزعزعة استقرار البلاد لإظهار عجز حركة طالبان عن توفير الأمن في البلاد وإعادة الإستقرار إليها.

*إخفاقات أمريكا بعد انتصار الثورة

في السياق، اشار الممثل الخاص لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية لشؤون أفغانستان الى محاولات أمريكا الرامية لإثارة صراعات عرقية ودينية، وقال: إن أمريكا تحاول خلق جو من عدم الثقة بين إيران وطالبان.

وقال حسن كاظمي قمي مساء الأحد في برنامج تلفزيوني بعنوان “العلاقات الإيرانية الأفغانية؛ من العلاقات الاقتصادية إلى التعاون لأمن الحدود” عن إخفاقات أمريكا بعد انتصار الثورة الإسلامية: أمريكا المتغطرسة لا تسعى لمصالح الشعوب. واعتبر الممثل الخاص لرئيس الجمهورية الاسلامية في شؤون أفغانستان، السبب الرئيسي لفشل أمريكا في أفغانستان هو عدم دعم الشعب الافغاني لها، وقال: لن يسمح الأمريكيون بتشكيل حكومة قوية في دول مثل أفغانستان.

*عدم الاستقرار والفوضى

وأضاف كاظمي قمي عن انسحاب أمريكا من أفغانستان: عدم الاستقرار والفوضى هذا هو ما أرادت أمريكا أن تثبت من خلاله أن غيابها سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في أفغانستان. واضاف: أن القوات العسكرية الاميركية فرت من افغانستان، لكن تدخل الاميركيين في شؤون أفغانستان لم ينته بعد، فنظام التجسس الأمريكي لا يزال نشطًا، ولا تزال اميركا تسيطر على المجال الجوي لأفغانستان.

*إشعال فتيل حروب عرقية ومذهبية

واوضح كاظمي قمي انه خلال العام وعدة أشهر الاخيرة حاولت أمريكا بشدة عبر حرب نفسية اشعال فتيل حروب عرقية ومذهبية، ووقعت أحداث مرة مثل حادث بلخ وبعض الحوادث الحدودية، واضاف: ان أمريكا وحلفاءها مثل بريطانيا وبعض الدول العربية تحاول إثارة الفتنة بين ايران وأفغانستان. وأضاف: إن ما فعلته إيران خلال هذه الفترة هو المساعدة في كبح الإرهاب وتقليص عدد المهاجرين وخلق تقارب إقليمي في مجال مكافحة الإرهاب وتشكيل حكومة شعبية في أفغانستان.

يشار الى أن الجمهورية الإسلامية ساهمت بإطلاق الحوار الأفغاني الأفغاني على المستوى الإقليمي، وجمعت العديد من الدول المحيطة بأفغانستان لاسيما بعد خروج الأمريكان، لدعم الشعب الأفغاني وحلّ مشاكله، وفي إشارة إلى قمة العام الماضي في باكستان حول افغانستان، قال كاظمي قمي: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثارت موضوع الحوار الأفغاني الأفغاني لأنها تعتقد أنه السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب.

*مساعي دول الجوار

وفي آخر التطورات بشأن حلّ الأزمة الأفغانية، اتفقت حكومتا باكستان وإيران على زيادة تعاونهما لتعزيز السلام وتحقيق أهداف التنمية في المنطقة، وخاصة التعاون في إعادة السلام والاستقرار إلى أفغانستان، حيث التقى كاظمي قمي الخميس المنصرم بوزیرة الدولة للشؤون الخارجية الباكستانية حنا رباني كهر. وشدد الطرفان خلال هذا اللقاء على ضرورة إرساء السلام والاستقرار في أفغانستان وناقشا آليات التعاون الثنائي في مجال دفع أهداف التنمية الإقليمية والسلام والاستقرار في أفغانستان إلى الأمام.

وبينما تواجه أفغانستان العديد من التحديات المعقدة، يواصل المجتمع الدولي تجاهله لأوضاع الأفغان، بل ويفرض الضغوط على أكثر بلد يدعمهم ويساعدهم المتمثّل بايران.

*ايران تدعم أفغانستان إقتصادياً

فلا يعدو انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، عن كونه انسحاباً عسكرياً من البلاد، إذ إنّ أميركا لا تزال تُحكم قبضتها على البلاد، وتتحكم فيها وفق ما تشاء، من خلال العقوبات القاسية التي تفرضها.

بعد وصول حركة “طالبان” إلى السلطة في إثر الانسحاب الأميركي من أفغانستان، أوقفت المؤسسات المالية الدولية مساعداتها للبلاد، وجمّدت واشنطن نحو 9,5 مليار دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني، الأمر الذي “منع ملايين الأشخاص في أنحاء أفغانستان من الوصول إلى السلع الأساسية التي يحتاجون إليها من أجل البقاء على قيد الحياة”، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

*الواقع الإنساني الكارثي والتجاهل الغربي

وسارعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لفتح أبوابها الإقتصادية لحكومة طالبان، من أجل تأمين مستلزمات مواطنيها، إذ إنّه، في ظلّ العقوبات الأميركية والأوروبية على البلدين، لم يعد هناك خيارٌ أفضل من التقارب واللجوء، أحدهما إلى الآخر.  وتتجلى طبيعة العلاقة الإقتصادية بين أفغانستان وإيران في مقاطعة نمروز، حيث تُنقل البضائع، من البطاطس إلى الأسمدة والوقود، عبر الصحراء من إيران إلى أفغانستان، في الفترة من آب/أغسطس إلى كانون الأوّل/ديسمبر، استوردت إيران بدورها أيضاً سلعاً بقيمة 45 مليون دولار عبر غربي أفغانستان، بزيادة قدرها 20% عن الفترة نفسها من العام الماضي، في وقت تقلص الاقتصاد الأفغاني بنحو 40%.

أرقام تكشف عن جهود ايرانية كبيرة لدعم الإقتصادي الأفغاني في ظلّ محاولات غربية لتجويع الشعب الأفغاني، وإرغامه على الإستجداء بالغربيين بعد إنسحابهم من البلاد.