في يومها العالمي:

اللغة العربية.. لغة كاملة وجسر للتواصل الثقافي

العربيةُ لغةٌ كاملةٌ عجيبةُ، تكادُ تصورُ ألفاظُها مشاهدَ الطبيعةِ، وتمثلُ كلماتُها خطراتِ النفوسِ.

2022-12-18

يصادف اليوم، اليوم العالمي للغة العربية، حيث يحتفل العالم في كل عام  18 ديسمبر/كانون الأول بهذه اللغة العريقة.

إن هذا اليوم مبارك لكل العرب والمستعربين في كل أنحاء العالم، ويوم للاحتفاء بلغة الضاد الجميلة، التي ننطق ونتواصل بها بشغف وفخر.

لقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي: “إن الذي ملأ اللغاتِ مَحَاسِنَاً.. جعلَ الجمالَ وسرّه في الضاد”. ولغة الضاد هي قلب الأمة العربية النابض ولسانها الناطق ومفتاح هويتها وقاموس أسرارها، وأهم أدوات التفكير والتواصل لأبنائها. العربيةُ لغةٌ كاملةٌ عجيبةُ، تكادُ تصورُ ألفاظُها مشاهدَ الطبيعةِ، وتمثلُ كلماتُها خطراتِ النفوسِ، وتكادُ تتجلى معانيِها في أجراسِ الألفاظِ، وواحدة من أهم اللغات المعاصرة، والتي تنتشر في نطاق جغرافي واسع يمتد على قارتين، ويتحدث بها ملايين الناس، تنضوي تحت لوائِها مِللٌ ونِحَلٌ مختلفةٌ وبلاد عديدةُ.

ولغة ضاربة بجذورِها في عمق التاريخ وتكيفت مع مختلف الأزمِنة والأمكِنة، فحافظت على مكانتها، بل وزادها ذلك انتشاراً، و أكثر اللغات السامية التي بقيت أقرب إلى الأصْلِ، وإن كانت أحدثَها نشأةً وتاريخاً، وواحدة من أقدم اللغات في العالم وأكثرها ثراء من حيث الألفاظ والتراكيب والأساليب البيانية.

استَخدَمت العديدُ من اللغات الأجنبية بعض الكلمات من العربية وأخذتها منها. هي لغة تتوفر على عدد ضخم من المفردات التي تتعلق بنفس الكلمة، والتي تؤدي إلى نفس المعنى، وهذا الأمر تفتقد إليه معظمُ اللغات الأخرى، وتضم مجموعةً من الأصوات المتعددة، فهناك الترقيق والتفخيم والإدغام وغيرها. كما أن الاشتقاق من الخصائص التي تُميزُ العربيةَ عن غيرها من اللغات، حيث يمكن اشتقاق اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المُشبَّهة باسم الفاعل واسم التفضيل وأسماء المكان والزمان والآلة من المصدر حسب رأي البصريين، أو من الفعل حسب رأي الكُوفيين.

اللغة العربية وعاءٌ لحضارة واسعة النطاق، عميقة الأثر، ممتدة التاريخ. هي لغة نَقَلت إلى البشرية في فترة ما أُسُسَ الحضارةِ وعواملَ التقدم في كل العلوم الطبيعية والرياضيات والطب والفَلَك والموسيقى وغيرها. هي من اللغات الرسمية في الأمم المتحدة، منذ اعتماد قرار الجمعية العامة رقم 3190 قبل أعوام، باعتبارها من اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

للغة العربية دور تاريخي هام في تعزيز التبادلات والتفاهم بين الشعوب المختلفة وتكثيف التبادل بين الحضارات المتنوعة، بل وتسريع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، وهي في الحقيقة جسر ثقافي بين الشعوب العربية وغيرها، بل حتى بين الشعوب التي لم تكن لغتها الأصلية العربية، وهي لسببين، أولاً العربية لغة القرآن وهي منتشرة في جميع البلدان الإسلامية، وثانياً لأن العربية لغة عريقة، تمتد جذورها الى مئات بل آلاف السنين الماضية.

نرى استخدام اللغة العربية في كثير من بلدان العالم وفي الكتب والروايات والآداب التي يتم البحث العلمي والأدبي والفني فيه، كما أن هناك رسالات جامعية كثيرة في مختلف أنحاء العالم تتطرق الى الأدب العربي او العلوم القرآنية والفقهية وغيرها.

اللغة العربية من اللغات التي يتم تدريسها ودراستها في كثير من جامعات دول العالم، وعلى إثر ذلك يتم مناقشة الرسالات في هذا المجال، وكذلك ترجمة الكتب من العربية الى اللغات الأخرى، وبالعكس، وهذا هو احد الطرق الذي يؤدي الى تبادل الثقافات والتقارب بين الشعوب، وبما أن اللغة هي وسيلة لنقل الثقافات، ولكن نرى أن هناك دورا هاما للغة العربية، فالجامعات العربية ومراكز دراسة اللغة العربية تلعب دورا هاما في هذا المجال.

اللغة العربية منتشرة في مختلف أنحاء العالم، ولكن باللهجات المختلفة، من العراق الى لبنان واليمن وتونس وغيرها، وحتى في إيران أعزائنا في محافظة خوزستان يتحدثون باللغة العربية، في الحقيقة أصبحت اللغة العربية، لغة لا يمكن التخلي عنها، وهي لغة تجري في جميع مجالات الحياة، ويحتفي العالم في كل عام بهذه اللغة العريقة.

يأتي الإحتفال هذا العام بهذه اللغة تحت عنوان “مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية”، ومن المؤكد أن هناك للغة العربية دور هام في الحضارة والثقافة بما أن هناك حضارات عريقة وقديمة كانت لغتها العربية، ففي هذا اليوم العالمي نتمنى السلام والتواصل الثقافي الأكثر لجميع الشعوب الحرّة، في نشر ثقافة الإسلام والسلام ومقاومة العدوان.

المصدر: الوفاق