بعد تسليمها ثاني ناقلة نفط

رابع سفينة تحمل صادرات إيرانية تغادر إلى فنزويلا

تشير الدراسات الإقتصادية إلى أن شحن البضائع عن طريق البحر له تأثير كبير على شحنات التصدير للمصدّرين الإيرانيين

2022-12-24

غادرت السفينة الرابعة التي تحمل شحنة الصادرات الإيرانية إلى فنزويلا، وفقاً لبرنامج الأسطول البحري الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأفادت مجموعة الشحن التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السبت، أنه إنسجاماً مع سياسات الحكومة الثالثة عشرة وتأكيداً على ضرورة زيادة تصدير البضائع الإيرانية الى الأسواق العالمية، فان أول سفينة تحتوي على شحنات تصديرية للمصنعين الإيرانيين تغادر إلى فنزويلا.

ومن المقرر إرسال السفينة التالية التي تحتوي على شحنات تصدير إيرانية إلى فنزويلا في فبراير من العام القادم 2023 إذا اكتملت السعات المتوقعة. كما أعلنت شركة الشحن التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في عدة مراسلات مع الجهات المختصة والغرف التجارية، عن إستعدادها لإنشاء خط منتظم لتصدير البضائع إلى فنزويلا، ولن يكون لدى الأسطول الوطني للنقل البحري أي قيود في هذا المجال.

وتشير الدراسات الاقتصادية التي تم إجراؤها إلى أن شحن البضائع عن طريق البحر له تأثير كبير على شحنات التصدير للمصدرين الإيرانيين، وما يقترح للتجار والمصدرين من طرق أخرى وهي مزيج من البر وسكك الحديد لنقل البضائع المصدرة إلى فنزويلا يؤدي بالإضافة إلى زيادة الوقت، ارتفاع التكاليف الجانبية أيضاً، وإذا كانت هناك زيادة في الطلب على شحن البضائع إلى هذا البلد، فان شركة الشحن التابعة لإيران ستخفض بالتأكيد تكلفة الشحن باستخدام سفن ذات حمولة أعلى.

* ثاني ناقلة نفط تبحر إلى فنزويلا

يذكر أنه تمّ يوم السبت (13 حزيران/ يونيو) تسليم ناقلة النفط العملاقة الثانية من طراز “أفراماكس” المصنعة من قبل شركة الصناعات البحرية الإيرانية “صدرا” بحضور الرئيس الايراني ونظيره الفنزويلي، حيث تم التوقيع على وثائق تسليم الناقلة بين مسؤولي شركة “صدرا” والجانب الفنزويلي.

ويعود ماضي صنع ناقلتي النفط “أفراماكس” إلى العام 2007، حيث تم حينها توقيع عقد بين الحكومتين الإيرانية والفنزويلية لصنع 4 ناقلات نفط بطاقة إستيعابية تبلغ 94 ألف طن لكل منها. وفي مرحلة لاحقة وبناء على طلب من الجانب الفنزويلي، فقد تم تغيير الطاقة الإستيعابية الى 113 ألف طن، وبالتالي أجريت تغييرات في أبعاد وخصائص الناقلة، وتم بعد عام من ذلك إعداد المشروع النهائي لصنع 4 ناقلات نفط “أفراماكس”.

وفي العام 2009، تم البدء بصنع أول ناقلة من ناقلات النفط الأربعة بالخصائص التالية: الطول 250م، العرض 44م، الارتفاع 21م، طاقة الإستيعاب 113 ألف طن ما يعادل 800 ألف برميل، قدرة المحرك 21 ألف كيلوواط، عدد المولدات 3، طاقة كل مولد 900 كيلوواط، السرعة 15 عقدة بحرية.

وتبلغ مساحة سطح الناقلة العملاقة هذه 5/2 ضعف ساحة كرة قدم، وتم نصب أجهزة مختلفة متعلقة بعمليات الشحن والتفريغ للنفط بزنة 3 آلاف و660 طناً من ضمنها مرجلان لتوفير البخار اللازم لتشغيل مضخات نقل النفط. ومن النقاط اللافتة الأخرى في صنع الناقلة، يمكن الإشارة الى حجم العمل الفني المستخدم خلال عملية التصنيع ومنها 328 كم لحام، و56 كم أنابيب، و125 كم كيبلات.

وتم الانتهاء من صنع أول ناقلة من هذه الناقلات في العام 2012 وتم تسليمها لفنزويلا، إلا أن صنع الناقلة تأخر حيث استغرق 10 أعوام.

ووفقاً لما صرح به الرئيس الفنزويلي، سيتم تسليم الناقلة الثالثة في العام القادم 2023، والناقلة الرابعة في العام 2024، حيث تنتهي حينها هذه الصفقة بعد 15 عاماً على إبرامها.

ولابد من القول بأن صنع ناقلات النفط العملاقة هذه من فئة “أفراماكس” قد جعلت ايران ضمن الدول الكبيرة المصنعة للسفن في العالم، وفي الواقع فان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت في أولى محاولاتها لصناعة السفن العملاقة من إثبات قدراتها الفنية والهندسية وكسب رضى الزبائن الأجانب لتصدير الخدمات الفنية والهندسية إليهم، وتوفير المزيد من فرص العمل في الداخل. وفيما لو استمرت هذه الوتيرة في الأعوام القادمة وتمكنت عبر أداء مناسب من استقطاب المزيد من الزبائن، فمن شأن ذلك أن يؤدي الى تثبيت ورقي مكانة ايران في مجال صناعة السفن في العالم.

المصدر: وكالات