وقال الإعلام الصهيوني: إن “قوات كبيرة تجري عمليات تمشيط بحثاً عن منفذي عملية إطلاق النار على المستوطنة”.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى في جنين، أنها استهدفت، مساء الجمعة مستوطنة “شاكيد” وحواجز ومواقع صهيونية بوابل كثيف من الرصاص مما أدى إلى إيقاع إصابات في صفوفهم.
وقالت كتائب شهداء الأقصى في جنين في بيان مقتضب: استهدافنا جنود العدو مساء الجمعة في الثكنات العسكرية المحيطة بمعبر الجلمة وحاجز عانين برصاص القناصة.
وأضافت: أنها استهدفت فجر السبت جنود العدو بوابل كثيف من الرصاص والعبوات المتفجرة محلية الصنع في محيط مخيم جنين.
وقبل عملية مستوطنة “شاكيد”، استُشهد شاب فلسطيني من مدينة كفر قاسم، فجر الجمعة، بعدما نفّذ عملية إطلاق نار ودهس أدّت إلى إصابة ضابطين في شرطة الاحتلال الصهيوني.
هذا ورغم ما احتوى عليه قرار الاحتلال باحتجاز جثمان الشهيد الأسير ناصر أبو حميد، وقبله التسبب في استشهاده من خلال الإهمال الطبي، والعمليات الفدائية والاستشهادية في الضفة المحتلة، فإن التقديرات الصهيونية المتزايدة في الأيام الأخيرة حذرت من أن هذه الأحداث سوف تتسبب في تجدد نشاط مجموعات عرين الأسود في نابلس، والمجموعات المقاومة في جنين، ما يوضح أنه لا فراغ في واقع الصراع القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أي أنه في اللحظة التي يتم فيها القبض على أحدهم، أو يستشهد، فإنه يتم الكشف على الفور عمن سيحل محله.
* الشهيد أبو حميد رمزًا للنضال الفلسطيني
خبير في الشؤون الفلسطينية بصحيفة عبرية، ذكر أن أبو حميد لم يكن مجرد مقاوم فلسطيني عادي، لأنه نجح في حياته، وبعد استشهاده، سيصبح رمزًا للنضال الفلسطيني ضد الكيان المحتل، وإلى حد كبير لانتفاضة الأقصى، ورغم أنه لم يستشهد برصاص قوات الاحتلال، بل مريضا بالسرطان، “لكنه أصبح بطلاً في الشارع الفلسطيني، يريد الكثيرون الآن تقليده، وأن يكونوا مثله، وهنا تكمن مشكلة حقيقية من وجهة نظر الحكومة الصهيونية”، بحسب تعبيره.
ونقل الكاتب نتائج آخر استطلاع في الشارع الفلسطيني أظهر أن “72٪ من الفلسطينيين يؤيدون قيام مجموعات مقاومة مثل عرين الأسود، وعارض 80٪ استسلام عناصرها، وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية”.
*ما زال في جعبة المقاومين المزيد من المفاجآت للاحتلال
وتوقع 60٪ أن يتوسع نشاطها، ولا يقتصر الأمر على مدن الضفة الشمالية في نابلس وجنين فقط، وهذا يعني من وجهة النظر الصهيونية أنه لا يوجد فراغ في واقع الصراع الصهيوني الفلسطيني، لا يوجد توقف، وكل مطلوب تقبض عليه القوات الصهيونية، أو تعدمه، فسيظهر من يحل محله على الفور، أي أنه سيكون لأبو حميد من يخلفه، حيث إنه يوجد أربعة من أشقائه في سجون الاحتلال يقضون محكوميات بالسجن المؤبد، بحسب الكاتب.
وتشكل هذه الاعترافات الصهيونية التي لا تخطئها العين أن استشهاد ناصر أبو حميد داخل سجون الاحتلال إنما يصب مزيدا من الزيت على نار التصعيد العسكري القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإذا ذهب ناصر فسيأتي بعده ألف ناصر، هذه هي القناعة السائدة في أروقة الاحتلال، رغم أنه يحاول إخفاءها كي لا يظهر ضعيفا أمام رأيه العام الداخلي، لكن الوقائع الميدانية على الأرض تؤكد أن انتهاء أمد المواجهة بعيد عن الرؤية حتى الآن، وما زال في جعبة المقاومين المزيد من المفاجآت للاحتلال.
*اعتقالات شمال غرب رام الله
إلى ذلك اندلعت مواجهات، صباح السبت، مع قوات العدو الصهيوني جنوب نابلس، في حين طالت اعتقالات الاحتلال أحد الأسرى المحررين شمال غرب رام الله.
وقالت مصادر فلسطينية: إن المواجهات اندلعت بين الشبان وقوات العدو في بلدة أوصرين جنوب نابلس.
وفي بلدة بيت ريما برام الله، اعتقل جيش العدو أسيرا محررا، أثناء مروره على حاجز “حلميش”، المقام على أراضي قرية النبي صالح.
واستولت قوات العدو، على مركبة عند مفترق قريتي رمانة وزبوبا غرب جنين.
ونصبت قوات العدو عدة حواجز عسكرية على شارع جنين حيفا في محيط قرى وبلدات تعنك وعانين ورمانة وزبوبا والعرقة، وشنت أعمال تمشيط وتفتيش في محيط قرى طورة ويعبد ونزلة الشيخ زيد جنوب غرب جنين.
واندلعت -فجر السبت- اشتباكات شديدة بالأسلحة الرشاشة بين مقاومين وقوات العدو في جنين.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل المطارد ماهر تركمان في منطقة الهدف بمحيط مخيم جنين في محاولة لاعتقاله.
وخلال لحظات، أطلق المقاومون وابلاً من الرصاص من عدة محاور صوب قوات الاحتلال التي أجبرت على الانسحاب من المكان.
*أسيرتان فلسطينيتان تعانقان الحرية
من جهة اخرى، نالت الأسيرة دينا نايف جرادات البالغة من العمر 23 عامًا الحرية مساء الجمعة، بعدما أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عنها.
وقال مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور: إن الاحتلال أفرج عن الأسيرة جرادات على حاجز الجلمة شمال جنين، بعد اعتقال دام 4 شهور ونصف، حيث كانت تقبع في سجن “الدامون”.
وأشار إلى أن الأسيرة جرادات تعاني من مرض نادر يسمى “الاستسقاء الدماغي”، وهي بحاجة كل فترة إلى سحب السوائل المتراكمة في الدماغ، حيث جرى نقلها عدة مرات لمشافي الاحتلال أثناء فترة اعتقالها.
كما أفرجت عن الأسيرة ياسمين جابر من القدس المحتلة، بعد اعتقال دام 30 شهرًا.
وفي السياق، أفاد نادي الأسير الفلسطيني أن 29 أسيرة ما زلن يقبعن في معتقل “الدامون”، من بينهن الطفلتان نفوذ حماد وزمزم القواسمة.