خاص الوفاق/ مصطفى خرم آبادي
حسب ما أفادته المراكز الرسمية يوجد أكثر من 70% من أتباع الطائفة المسيحية خارج الوطن الفلسطيني بسبب تهجيرهم أوهجرتهم على أساس معاناتهم من الظروف الصعبة التي مرت بهم وبكلّ أفراد الشعب الفلسطيني بعد إغتصاب أراضيهم من قبل الإحتلال الصهيوني المجرم خلال العقود الماضية، وإنّ إجمالي عدد المسيحيين الذي لهم أصول فلسطينية في أنحاء العالم يُقدّر من 500.000 إلى 23.200.000 نسمة. مع إقتراب مولد النبي عيسي(ع) أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع المفكر المسيحي والأب الراهب أنطونيوس حنانياً الجليلي العكاوي ونص الحوار كما يلي:
ما هو تأريخ تواجد المسيحيين في فلسطين بإختصار؟
منذ نشأة الديانة المسيحية ومنذ ظهور المسيح ومولده على الأرض وعندما إبتدأ برسالته تبعه عدد من التلاميذ و أصبحوا رُسلاً وحتى عدد من النساء تبعنه ونشأت المسيحية في فلسطين من شعب بني إسرائيل و كانوا بقيّة قبلت المسيح مقارنة بعدد كبير من هؤلاء الذين رفضوه.
في أي مناطق يعيش المسيحيون الآن في فلسطين؟
يعيشون في كلّ فلسطين وفي معظم القرى والمدن ولهم وجود في كلّ مكان.
ماهي المقدسات المسيحية في فلسطين؟
المقدسات المسيحية في فلسطين، أولها وأعظمها حتى عالمياً هو القبر المقدس وله مراسم مهمه وخاصة جدا في يوم الفصح الذي نحن نسميه يوم القيامة. هذا المكان مهم جدا. أمّا المهد في بيت لحم، وهو مولد المسيح المتواضع ولكي نصل إلى القيامة والنور يوم السبت يجب علينا أن نهتمّ بهذا المكان الذي جلب لنا هذا المسيح. والناصرة أيضاً موطن العذراء مريم المباركة البتول الفائة القداسة وإلى جانب هذه الأماكن الثلاثة لدينا جبل التجلّي في ثابور وهذا في وسط فلسطين حيث تجلّى المسيح وكان معه يعقوب و يوحنا بطرس الذي يُعرف بشمعون صفا في الأوساط الإسلامية. إلى جانب هذه الأماكن المقدسة لدينا قرى ولدينا بحيرة طبرية في الجليل حيث إصطاد المسيح و عدد من تلامذته السمك وأيضاً القرى المحيطة مثل قرية كفرناحوم التي تعتبرمكان الحزن والتعزية.
وفي كتبنا مقدسة جاءت أنّ الكثير من الأنبياء مثل داود وإبراهيم وإيليا النبي الذي نعتقد أنّه صاعد حيّاً إلى السماء على مركبة نارية. على كلّ حال هذه الأرض موطن الكثير من الأولياء والقديسين والصالحين. هذا ردّ مبسّط على سؤالكم.
ماهي الطقوس والأعياد الدينيّة عند المسيحيين الفلسطينيين؟
لدينا طقس الكنيسة القديم وطقس المشرق البيزانطي الرومي ولدينا أيضا الطقس السرياني و هذا أيضا من الطقوس القديمة والطقس القُبطي القديم والطقس الأرمني وكلنا يعرف أن أرمينيا هو أول من قبل المسيحية و فيجب علي أن أذكر أيضاً أنّ هناك عدد من الكاثوليك اللاتين ولديهم أيضاً طقوساً خاصة بهم. الأحباش من الحبشة أيضا لديهم طقوس قديمة وهؤلاء يعيّدون أعياداً كثيرة. الأعياد مشتركة كعيد مولد المسيح والصوم الكبير الذي عادة في الربيع ومن ثمة عيد القيامة أو عيد الفصح وهناك أيضاً عيد الظهورالإلهي ويأتي بعد الميلاد في كانون الثاني و عيد التجلي الذي يأتي في الصيف في شهر أب ولنا أعياد لمريم العذراء و أهم أعيادها مولد العذراء في تشرين الثاني و رقاد السيدة عذراء في شهر أب. لدينا أعياد كثيرة على مدار السنة. أعياد لاتُعَدّ ولاتُحصى ولكن أنا ذكرت الأعياد الأساسية و بالطبع هناك البدء للسنة الكنسيّة في إيلول من كل سنة.
ماهي وجهة نظر المسيحيين تجاه الإحتلال الإسرائيلي؟
نحن لانؤمن بأنّ هؤلاء الإسرائيليين ينتمون إلى اليهودية الحقيقية لأنّ هناك العديد من اليهود المتدينين الذين يرفضون نشأة الكيان الصهيوني بسبب إجرامه وقتله للفسطينيين وإغتصابه للأرض وللبشرإنّما ينظرون و يؤمنون بأنّ المسيح المُنتظَر هو من سيبني أو يُعيد المُلكيّة لشعب بني إسرائيل. أتكلّم عن هؤلاء الذين رفضوا المسيح أما نحن أبناء الكنيسة الفلسطينية ونحن أيضا من شعب بني إسرائيل القديم الذي قبم المسيح ، نومن بالمجيئ الثاني ولابالمجيئ الأول ولكن الطائفة السامرية الإسرائيلية القديمة وهؤلاء اليهود المتدينون يؤمنون بأنهم من الفلسطينيين ويقولون نحن فلسطينيون ولا يؤمنون بهذا الكيان المغتصب والغدة السرطانية التي زُرعت في مشرقنا.
هل يكره المسيحيون الصهاينة بسبب وجود جذر تأريخية ؟
كما قلتُ نحن لانكره اليهود إنما نحن نرفض و نكره الإجرام والنفاق والإحتيال الصهيوني والصهاينة بما أنّهم من البنّاءين الأشرار ، نحن لانؤمن بأنّ لهم جذوراً تأريخية دينيّة لأنّهم بالحقيقة ينتمون إلى منظمة سرّية أشبه بعصابة المافيا ونحن نميّز هنا بين اليهودي الشريف وبين هذا الصهيوني المجرم ولذلك السبب نحن نرفض وجودهم ونرفض إحتلالهم ونهجهم ونكره ما فعلوه ولازالوا يفعلونه ونتمنى من الله عزوجلّ أنيعطينا النصر والقوة لنتخلّص من هذه الغدة السرطانية.
كيف ينظر المسيحيون في فلسطين إلى الجمهورية الإسلامية؟
نحن نحترم ونُجلّ الجمهورية الإسلامية في إيران ونتذكر عندما إستضافوا القائد الرمز والرئيس لدولة فلسطين ياسر عرفات(أبوعمار) وعندما تسلّم سفارة كيان الإحتلال وتحولّت إلى سفارة فلسطين. نحن نتذكر تلك الأيام و نؤمن بأنّ الجمهورية الإسلامية في إيران تحترم القرار الفلسطيني والسيادة الفلسطينية وحرية وإستقلالية القرارات ووجهات النظر الفلسطينية ونحن نؤمن أيضا بأن الجمعهورية الإسلامية تُساند وتدعم الحركات الفلسطينية تساعد وتساند فلسطين بإستعادة أرضها ومقدساتها مع القدس عاصمة لفلسطين. نحن المسيحيّون في فلسطين ننظر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية كداعمتنا و نتمنى من الجمهورية الإسلامية عندما تعمل أو تساند قضيتنا الفلسطينية أن تساند القضية الفلسطينية الوطنية التعددية وكلنا يسعى لحماية تحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية في بلدنا ولايمكننا أن ننكر بأنّ لليهود أيضا أماكن مقدسة وأنا أتكلّم عن اليهود الشرفاء الذين يساندون الشعب الفلسطيني ويقفون معنا.
كمسيحيين فلسطينيين نؤمن بأنّ دعم الجمهورية الإسلامية في إيران هو أكبر برهان على نضوج وإنفتاح هذه الجمهورية على كلّ الأديان وعلى كلّ الملل لأنّ إيران تعكس بصراحة، إرثاً نبوياً شريفاً أميناً لجذوره الفلسطينية ومافلسطين سوى بلد الأنبياء ومكان الإسراء والمعراج إلى السماء.
نصلّي دائما لحماية الجمهورية الإسلامية في إيران من الله عزّوجل وحماية فلسطين وإنتصار الثورة في العالم للأمة ولكلّ إنسان مظلوم لكي يتحرّر ويتمتّع بسلام إلهي و ربّاني.