أحسنوا العناية بالبذار لانتاجٍ أفضل

 المرحلة الأدق.. الطفولة

الاطفال أذكياء جدا ولا يمكن الكذب عليهم او الاجابة عن تساؤلاتهم بطريقة خاطئة، ﻷن الطفل يبقى يفكر ويفكر ويربط المعطياتوقد يؤسس لتحليلات خاطئة وغير منطقية

2022-12-25

بقلم: د.بتول عرندس

الطفل كالعجينة البيضاء، نظيف لها ما نريد من ألوان واضافات ﻷن تشكيلها وتعديلها سهلٌ جداً قبل خبزها، أي في مرحلة الشباب، حين تبرز بناءً على ما تم اعدادها له. وبالطبع فإن المرحلة ما قبل الإبتدائية، او المتعارف عليها بمرحلة رياض الأطفال، هي المرحلة الأدق ﻷنها مرحلة تأسيسية لتأسيس الطفل أكاديمياً وعلمياً. في هذه المرحلة يكون للطفل عقل جديد نقياً، يستقبل كل القيم والمفاهيم الوافدة. لذا لا بد أن يعتني المربون بحساسية هذه السن والسعي الى رفد الطفل بالأسياسيات التربوية والقيمية اللازمة، بناءً على القاعدة: كل ما بنيّ على صواب وبإخلاص كبر ونجح، مثل الشجرة، كلما اعتنينا بها وسقيناها ودعمنا الأغصان الملتوية وثبتناها، كلما كبرت وأينعت واعطت ثمراً شهيا.

أسلوب التلقين لا ينفع وحده، فتحتاج هذه المرحلة الى الكثير من أساليب الدعم والتحفيز وايصال المعلومة بوسائل ايضاحية كإتباع منهجية التعليم باللعب. وتتميز هذه المرحلة بالحساسية فيكون الطفل حساساً جداً ويتلقى بدرجات متفاوتة، فقد يستوعب طفل ما مفهوماً ببطىء ويحتاج الى عدة أنشطة استيعابية، لا بد على الطرفين الأهل والمربين الالتفات لها. من هنا دائماً، نشدد على حاضنات رياض الأطفال بأن يراعين هذه الفروقات وعدم التذمر او الشكوى او تحبيط الطفل، فالتربية مسؤولية وأمانة تحتاج الى الكثير من الصبر.

كذالك لا بد من التنبه الى أن الاطفال أذكياء جدا ولا يمكن الكذب عليهم او الاجابة عن تساؤلاتهم بطريقة خاطئة، ﻷن الطفل يبقى يفكر ويفكر ويربط المعطيات وقد يؤسس لتحليلات خاطئة وغير منطقية.

اذاً، حاضنة الاطفال عليها ان تصبر وتحتاط في طريقة تعاملها من الطفل، والرعاية بالجميع دون تمييز ﻷن هذه المسألة مزعجة جداً وتولد لدى الطفل حالة من النفور والبعد عن المجموعة. وقد يصبح مشاغباً للفت النظر، بحيث ان كل تصرف يتصرفه الطفل له مدلولات ومعاني. وبعكس المراحل المتقدمة، يكون الطفل بحاجة الى تعاون الأهل مع المربيات ﻷن الطفل لا يزال غير قادر على تحمل المسؤولية ويحتاج الى أهم فيتامين وهو الحب. الطفل هنا بحاجة الى الكثير من الحب والاشباع العاطفي.

ليتخرج الطفل من هذه المرحلة ناجحاً وسليماً، هناك ثمة استراتيجيات وأنشطة لا بد أن نتابعها كأهل وكمربيات في رياض الأطفال، ونذكر منها ﻷهميتها:

– التلوين والعمل اليدوي المساعد على تنمية عظلات اليد.

– التجربة والاكتشاف المساعد على تنمية مهارات الاستكشاف والبحث.

– الاسلوب القصصي ومسرح العرائس المساعد على تنمية المخيلة الإبداعية والتخيلية.

– الأسلوب القرآني المساعد على تنمية النطق ومخارج الحروف السليمة وكذلك تثبيت المفاهيم الدينية.

– العصف الذهني وحل المشكلات يساعد الطفل على أن يصبح مسؤولاً.

– الرحلات والدروس غير الصفية تكسر الروتين.

من الناحية النفسية لا بد من مراعاة قابلية الطفل العالية للتوجيه السلوكي العملي‏ وتلقائية المشاعر والعواطف النفسية لديه وعدم القدرة على السيطرة العقلية عليها. ومعظم الأطفال في هذه المرحلة يمتلكون روح الصداقة والعمل الجماعي مع الأقران وحب الاستكشاف والمعرفة وكذلك الرغبة في تطوير المهارات الفردية. ولكن لا بد من الالتفات الى حاجة الطفل إلى المثال والقدوة الواقعية كحاجته ألى الطعام والغذاء الصحي والنوم والعلاج والأمان. كما ويبدو جلياً حاجة الطفل الى اكتساب المهارات اللغوية المتنوعة كالقراءة والكتابة، ناهيك عن حاجته الى تعزيز مكانته واعتباره فهو بحاجة الى الكثير من المحبة والمدح والقبول.

هذه المرحلة لا بد وأن تتخللها سلطة ضابطة وقوانين تأديبية، ليفهم الطفل ما هو الصحيح.