ينهمك الرجل الخمسيني محمد الحميدي في أحد أزقة مخيم دير البلح وسط قطاع غزة بإعداد أفران الطينة البدائية لإعداد الخبز.
يقول الحميدي لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إنه عكف على هذا العمل منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مع شحّ غاز الطهي وانعدام الكهرباء وتوقّف المخابز عن العمل.
وتحوّلت أفران الطينة التقليدية إلى إحدى أدوات الصمود والثبات، وعناوين التكاتف الفلسطيني لمواجهة الواقع الصعب الناجم عن عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 96 يوماً.
البديل
ويدخل إعداد أفران الطينة – قال حميدي- في مرحلتين، الأولى تجهيز ما تعرف بالبلاطة من الإسمنت، والثانية بناء الفرن من الطين، مشدداً على أهمية جودة الطين المستخدم.
وأشار إلى أن هناك أحجاماً مختلفة للأفران فمنها الصغير والمتوسط والكبير.
وباتت أفران الطينة الحلّ الأنسب المواطنين في قطاع غزة في هذه الحرب لإعداد الخبز، والخيارات أمام الناس معدومة والجميع لجأ إليها مع شحّ غاز الطهي وانعدام الكهرباء وإغلاق المخابز.
المواطن سامي علي يقول إنه اضطر لبناء فرن من الطين فوق سطح منزله لإعداد الخبز بعد الأوضاع التي لحقت بالقطاع.
وأضاف أنه يواجه معضلة توفير الخشب والورق لاستخدامه في إشعال النار داخل الفرن، واصفاً ذلك بالعملية المعقّدة نظراً لاعتماد الجميع على هذا النوع من الأفران.
وأشار إلى أنه يرسل أطفاله للبحث عمّا تيسّر من أخشاب وأوراق وكرتون لاستخدامها في عملية إعداد الخبز.
وأكد أن ما يفعله الناس بإعداد الخبز على أفران الطين يدخل في معركة الصمود على الأرض مع حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
تكاتف غزّاوي
وشدّد على أن هناك حالة تكاتف واضحة حيث يساعد الأهالي بعضهم بعضاً في إعداد الخبز، وتتشارك النساء في إعداد الخبز لعدة منازل وخبزها مرة واحدة.
ويقول: هناك منازل لا يوجد فيها أفران الطين نظراً لعدم إمكانية ذلك، فيعمل من لديه فرن على استقبال الناس والجيران لإعداد خبزهم عبرها.
وتسبّب عدوان الاحتلال باضطرار السكان للعودة إلى تراث الأجداد للبقاء والصمود في وجه الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
وتشن “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حرباً مدمّرة على قطاع غزة، ما أدى إلى حتى الآن إلى أكثر من 90 ألف شهيد ومفقود وجريح، 70% منهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن تدمير مئات آلاف الوحدات السكنية والتهجير القسري لنحو 2 مليون نسمة.
أ.ش