مركز أبحاث أمريكي.. الهجمات الأمريكية تزيد من دافع اليمنيين للرد

في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاؤهما دعم الكيان الصهيوني ضد العمليات الشجاعة للقوات المسلحة اليمنية من خلال قيامهما بقصف المواقع اليمنية في الأيام الماضية، أعلن مركز أبحاث أمريكي في مقال أن هذه العمليات ضد اليمن لم تحل أي مشكلة، وهي لم ولن تمنع العمليات اليمنية في البحر الأحمر أو في أي مكان آخر ضد مصالح أمريكا و"إسرائيل".

2024-01-16

أشار مركز الأبحاث الأمريكي المعروف بـ “معهد فن الحكم المسؤول” في مقالته بعنوان “الهجمات الأمريكية ضد اليمن لن تحل شيئا”، وأكد على ثبات اليمنيين في مواجهة المزيد من الهجمات الشديدة، وأن الحلول العسكرية لا يمكنها التعامل مع الفوضى الحالية، والحل الوحيد في هذا السياق هو تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.

 

 

تصاعد التوترات نتيجة للهجمات الإسرائيلية المستمرة على غزة

 

وفقا لهذا المقال، تستمر الحرب في غزة في التوسع مع الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد أهداف في اليمن أواخر الأسبوع الماضي، وبطبيعة الحال، لا ينبغي لنا أن نخطئ، ويجب أن نعلم أن هذه التوترات هي نتيجة للهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، واستهدف اليمنيون مرارا وتكرارا السفن الإسرائيلية التي كانت وجهتها “إسرائيل” (فلسطين المحتلة) في البحر الأحمر، وشنت الولايات المتحدة هجوما جويا على مواقع هذا البلد ردا على العمليات اليمنية.

 

 

العمليات اليمنية في البحر الأحمر هي رد على العدوان الإسرائيلي على غزة

 

وأضاف المركز الأمريكي المذكور أن ما يفعله اليمنيون في البحر الأحمر هو في الواقع رد على الهجمات الإسرائيلية القاتلة على غزة، ولذلك، كلما توقفت الهجمات الإسرائيلية على غزة، ستتوقف أيضاً العمليات اليمنية في البحر الأحمر، وبناء على ذلك، لا بد من القول إنه إذا كان هناك حل مستدام للصراعات في منطقة البحر الأحمر، فإن هذا الحل سياسي وليس عسكري، ولا يشمل اليمن فقط، بل يشمل الإسرائيليين والفلسطينيين أيضا، وما نعنيه بهذا الحل هو تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.

 

 

الهجمات الأمريكية تحفز اليمنيين على القتال

 

وحسب هذا المقال، فإن “إحياء الردع” هو المنطق الذي كثيرا ما تتحدث عنه الولايات المتحدة في هذا النوع من الهجمات، كما أن من يدعمون الهجمات الأمريكية الأخيرة على اليمن يتمسكون بنفس المنطق، لكن ما يُنسى في هذه الأثناء هو أن اليمن، إن لم يكن أكثر من أمريكا، يحاول الحفاظ على قوة الردع واستعادتها، فهو ليس أقل من ذلك، وهذا يعني أن الهجوم الأمريكي على أهداف يمنية سيزيد من دافع اليمنيين للانتقام، وبالتالي، بدلاً من إجبار اليمنيين على التراجع، ستزيد الولايات المتحدة من دافعهم لتكثيف العمليات والانتقام.

 

وتابع هذا المعهد الأمريكي بالإشارة إلى تنسيق فصائل المقاومة في المنطقة والهجمات المستمرة للمقاومة العراقية على القواعد الأمريكية تزامنا مع عدوان واشنطن على اليمن، أكد أن هناك الكثير من الأدلة التي تثبت أن اليمنيين سيردون على الهجمات الأمريكية بدلاً من الاستسلام، وهم يرحبون بشدة بأي مواجهة مسلحة مع أمريكا، وبالإضافة إلى مواقفهم الجادة الداعمة للفلسطينيين، فإن اليمنيين لا يمانعون في تقديمهم كأحد اللاعبين الإقليميين البارزين، وبناء على ذلك، ينبغي لنا أن نتوقع تصعيد عمليات اليمن في البحر الأحمر أو أشكال أخرى من رد فعل هذا البلد على هجمات الولايات المتحدة.

 

وفي استمرار لهذه المذكرة، ليس من الواضح إلى أي مدى ستؤدي الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة ضد اليمن إلى تفاقم الوضع، لكن الدليل على الإجابة على هذا السؤال هو أن السنوات الطويلة للحرب السعودية المدعومة من الولايات المتحدة ضد اليمن فضلا عن الحصار الشديد جدا الذي فرض على هذا البلد، ولم يجبر اليمنيين على الاستسلام والتراجع وعدم الرد على الهجمات السعودية فحسب، بل قاوم اليمنيون هذه الهجمات حتى النهاية، ولذلك فإن الهجمات الأمريكية الأخيرة ضد أهداف في اليمن لا يمكن أن تكون حلاً لمشكلة الشحن في البحر الأحمر.

 

 

التحذير من عمليات انتقامية ضد أمريكا حول العالم

 

وحسب المركز البحثي الأمريكي، باختصار، فإن السياسات الأمريكية ضد “إسرائيل” واليمن تشكل منطق هجمات اليمن على السفن في البحر الأحمر، وبهذه الطريقة، تعني الهجمات الأمريكية على اليمن زيادة في دعم واشنطن لتدمير “إسرائيل” لغزة، وهو ما يبعد أمريكا عن سياسة إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.

 

وفي النهاية، كتب المركز البحثي، بالإضافة إلى ذلك، أن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة الآن تضعف استعداد الدول العربية للتعاون مع الولايات المتحدة في قضايا أخرى وتزيد من احتمال شن هجمات انتقامية ضد الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، والعالم يشد على يد من يحمل هذا البلد المسؤولية، فالإبادة الجماعية معروفة في كل أنحاء العالم.

 

أ.ش