إنطلاق أكبر حدث مسرحي في إيران تحت شعار "الأمل والفرح والتعاطف"

مهرجان فجر المسرحي.. عروض فنية زاخرة بالمفاهيم الإنسانية

الوفاق: سقايان: المسرح الفني مليء بالمفاهيم الإنسانية والفنية.. وهو مقرّب القلوب.. المسرح واعد ومفعم بالأمل..

الوفاق/ عالم المسرح، عالم مليء بالحيوية والفن الذي يخاطب المشاهدين مباشرة، وله ميزاته الخاصة التي تجتذب الجمهور، وهناك مهرجانات ومسابقات تُقام حول المسرح في كل عام، ومن أبرزها مهرجان فجر المسرحي الدولي الذي تُشارك فيه مجموعات من مختلف أنحاء العالم.

 

في هذا العام انطلق مهرجان فجر المسرحي في دورته الـ42، والذي يُعتبر أكبر حدث مسرحي في إيران تحت شعار “الأمل والفرح والتعاطف”، لكي نشهد تنافس العروض المختلفة، ويوم الأحد 14 يناير/كانون الثاني تم إزاحة الستار عن ملصقه الذي هو من تصميم حامد مغروري، بحضور كاظم نظري (مدير المهرجان) ومهدي حامدسقّايان (أمين عام المهرجان) وصحفيين ومصورين من مختلف وسائل الإعلام في طهران، وقد تم توجيه رسائل الى كل من يعنيه المسرح من قِبَل وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ومحمود سالاري مساعد وزير الثقافة، ومهدي حامدسقايان، نذكر جزء منها.

 

 

 

 

وزير الثقافة: فن المسرح أقوى المكونات التعبيرية والأدائية

 

وجه محمد مهدي إسماعيلي رسالة إلى مهرجان فجر الدولي للمسرح في دورته الـ42، وكتب فيه: يمكن لهذا الحدث أن يقدم مجموعة واسعة من المعاني الجديرة والمحتوى القيّم في مختلف أنواع العروض لعيون وقلوب المهتمين لثقافة وفن إيران الإسلامية.

 

يعد الفن المرتبط أحد أقوى المكونات التعبيرية والأدائية لإظهار ما كان وما هو كائن وما هو أكثر ضرورة ليكون.

 

هذا النضال المستمر للإنسان في وسط النور والظلام كان دائماً يحدد ويختار بين نجاحه أو فشله؛ وكما حدث بين “أصحاب النار” و”أصحاب الجنة”، فهو يحدث ويستمر دائماً.

 

وفي إيران الإسلامية أيضاً، واستناداً إلى الخلفية الرائعة في مجال الحضارة، كان لأنواع مختلفة من العروض دائماً جوهر بيولوجي بنّاء وسامي وديناميكي.

 

وفي القرن المعاصر، أصبح سكان هذه المنطقة، بعد تطور ثورتهم التاريخية، ينظرون أكثر فأكثر إلى هذا الفن وإمكانياته الخفية.

 

وفي هذا الصدد، فإن صعود وهبوط أحداث العقود الأربعة الماضية منذ حدوث الثورة الإسلامية المفاجئة، لم يعطل ديناميكية هذا الفن، بل زاد من سرعة تقدمه.

 

مما لا شك فيه أن عقد هذا الحدث العالمي للمرة الثانية والأربعين يمكن أن يكون دليلاً على تحسن جودة الأعمال الإيرانية التي وصلت إلى المرحلة النهائية وجلبت اهتمام الضيوف الأجانب.

 

 

سالاري: الكمال والجمال الفني في مهرجان فجر المسرحي

 

كما وجّه محمود سالاري مساعد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي رسالة إلى مهرجان فجر المسرحي الدولي الـ42، كتب فيها: أعتقد أن إلتقاء الكمال والجمال الفني في جودة الأعمال التي وصلت إلى القسم الدولي في هذا المهرجان، هو كنز عظيم نابع من القوة والإيمان عند الكبار والشباب، وبالطبع كان الأمر جيداً حتى الآن؛ لكن التعاليم الدينية والثقافية أيضاً تجعلنا نتوقع أن نرى مستوى وجودة أعلى وأجمل.

 

وأعتقد أن رؤية مظاهر الكمال والجمال الفني في نوعية الأعمال التي وصلت إلى المسرح الدولي لهذا المهرجان هو نتيجة لهذا الكنز العظيم النابع من القوة والإيمان عند الكبار والشباب.

 

بالطبع كان الأمر جيداً حتى الآن؛ لكن التعاليم الدينية والثقافية أيضاً تجعلنا نتوقع أن نرى مستوى وجودة أعلى وأجمل، لأن هذا الإيمان الرائد له دائماً حضور واضح ومكشوف في قلوب جميع محبي الثورة الإسلامية داخل البلاد وخارجها.

 

 

سقايان: مرحبا بكم في الفن الذي يبعث على الأمل

 

وجّه مهدي حامد سقايان رسالة للمهرجان جاء فيها: أتمنى لجميع فناني ومشاهدي المهرجان أن تظهر الإبتسامة النابعة من العلم والحكمة عليهم والتي هي مظهر من مظاهر القيم الإنسانية والأخلاقية.

 

أرحب بجميع الفنانين والضيوف الكرام في مهرجان فجر المسرحي الدولي الثاني والأربعين. لقد اجتمعنا جميعاً هذا العام تحت شعار “الأمل والفرح والتعاطف”.

 

المسرح الفني مليء بالمفاهيم الإنسانية والفنية.. المسرح موصل القلوب.. المسرح واعد ومفعم بالأمل.. على خشبة المسرح خلف كل الظلام والمعاناة والتعب والوحدة؛ إنه نور واضح، نور أمل يجلب العاطفة والفرح.

 

الأمل الذي ليس دون فائدة لكي يصبح بلسماً للروح، كما قال إيبسن، بل هو أمل الشفاء ومرهم لإلتئام الجروح. أتمنى أن يخلق جميع الفنانين والمشاهدين في هذا المهرجان، جنباً إلى جنب، لحظات جميلة من التضامن والوئام، على خشبات المسرح، وفي الشارع.

 

أتمنى أن تكون مشاهدة العروض في هذا المهرجان، لدقائق أو ساعات أو حتى أيام عديدة؛ ترسم البسمة الجميلة على وجوه الجمهور؛ الإبتسامة النابعة من المعرفة والحكمة وهي مظهر من مظاهر القيم الإنسانية والأخلاقية.

 

 

تكريم النجوم في حفل افتتاح المهرجان

 

 

كما ذكرنا افتتح مهرجان فجر المسرحي بنسخته الـ42 يوم الأحد 21 يناير/كانون الثاني في طهران، وبحضور محمود سالاري نائب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي للفنون وكاظم نظري مدير الإدارة العامة للفنون المسرحية ومسعود فروتن وجليل فرجاد ومحمود شالويي كانوا من بين المسؤولين والفنانين الذين شاهدوا افتتاحية هذا الحدث الفني.

 

وأقيم حفل افتتاح مهرجان فجر المسرحي لهذا العام بينما تتواجد بعض الفرق المسرحية على خشبة المسرح منذ اليوم الأول من شهر فبراير/شباط في أماكن مثل قاعة الوحدة ومجمع مسرح شهر وقاعة مولوي وبعض القاعات الأخرى.

 

وقدم المهرجان في هذه المراسيم شارة الفن من الدرجة الأولى الى النجوم جليل فرجاد وابوالفضل ميرزا محمدي وغلامحسين نوري ومسلم قاسمي ومنوجهر رحيمي وداوود داداشي و…

 

هذا وأهدى المهرجان قسما من جوائزه في أقسام البحث وتأليف السيناريو والعروض التلفزيونية والنظرة الجديدة والهوية الوطنية والمسرح الإذاعي فيما يهدي بقية الجوائز في الحفل الختامي له.

 

 

سقايان: ترسيخ ونشر القيم الثورية والوطنية والتاريخية

 

 

اعتبر مهدي حامدسقايان الأمين العام للمهرجان ان المهمة الأساسية للمهرجان هي ترسيخ ونشر القيم الثورية والوطنية والتاريخية، وقال: بهذا النهج أخذنا شعار الأمل والحيوية والتعاطف بعين الإعتبار.

 

وتابع: لدينا في مهرجان هذا العام 12 قسماً، 5 منها جديدة، إما لم نشاهدها من قبل أو قلّت مشاهدتها. قسم مسابقة المسرح الإيراني، الطلابي، الدولي، غزة، الهوية الوطنية، العرض التلفزيوني، العالمي، كتابة المسرحية، وورش العمل التربوية هي جزء من مهرجان فجر المسرحي لهذا العام.

 

ويتابع الأمين العام للمهرجان: المهرجانات العالمية لها نهجان، إما إنتاجات جديدة أو أعمال غير مكتملة، وهو ما أكدنا عليه، والشق الآخر هو المراجعة. وسنشهد حضور 34 مسرحية في هذين القسمين في مسابقة المسرح الإيراني.

 

كما أوضح سقايان عن قسم المسرح الطلابي:لم يقام مهرجان المسرح الجامعي منذ عامين، ولهذا السبب وبدعم من قسم الشؤون الثقافية في وزارة العلوم، نشهد هذا العام 25 عرضاً في القسم الرئيسي وعرض واحد في قسم الضيوف.

 

وأكد كذلك: “أيضاً، سيتم تقديم 33 عرضاً في قسم مسرح الشارع بطهران، وفي قسم المسرح الإذاعي لقد تم تقديم 11 عرضاً في الفترة من 17 إلى 20 يناير، وفي قسم الأبحاث، حضر 3 متحدثين إيرانيين ومتحدثَين دوليين، والتي تم تقديمها في 20 يناير.

 

وتابع سقايان: قسم الهوية الوطنية هو قسم جديد تركز فيه الأعمال الموجودة على الشهداء مثل الشهيد الحاج قاسم سليماني والشخصيات التاريخية العظيمة لإيران مثل “آريوبرزن”.

 

وأكد: مع وقوع جريمة الكيان الصهيوني في الإعتداء على الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، تم الإعلان عن نداء لقسم غزة، ولحسن الحظ تم إرسال العروض في أقسام مختلفة إلى مكتب المهرجان، وبلغ مجموعها 9 عروض والتي سيتم الحكم عليها.

 

وأوضح هذا الأستاذ الجامعي: نحن لا نهمل الجانب التعليمي، والاحتياجات والقضايا التعليمية مهمة جداً في نمو وترويج الأعمال والفنانين بالطبع. وفي هذا الصدد، لقدتم فتح الموقع الإلكتروني للمهرجان، ويمكن لكل شخص التسجيل في ورشتي عمل.

 

 

القسم الدولي

 

في القسم الدولي لدينا 8 أعمال من 5 دول منها أرمينيا بثلاثة أعمال ولدينا قسم خاص بأرمينيا. وأضاف: رغم الوضع الذي طرأ على فلسطين كان علينا أن نتفاعل معهم وهناك 9 أعمال في قسم غزة.

 

وتابع: سننظم القسم الشامل للأصحاء والأشخاص العاديين والذي يضم 22 عملاً وسيتم الحكم عليهم بشكل منفصل.

 

وأضاف: وصلتنا 379 مسرحية اخترنا منها 5 مسرحيات والتي تم تكريمها يوم الافتتاح وسنصدّر كتاباً بعد المهرجان.

 

وقال: اهتممنا أيضاً بالقسم التعليمي، وسنعقد 9 ورش عمل، وقمنا بدعوة 5 أساتذة أجانب.

 

واعتبر سقايان شعار هذا الحدث الفني بمثابة توقيعه وبصمته، وقال: آمل أن يأتي الفنانون بالأمل والحماس ويثرون الإنتاجات.

 

إذا كانت هناك فرصة بالنسبة لي، فكنت أشارك جميع المستويات في المهرجان من رياض الأطفال إلى الجامعة، جميع شرائح المجتمع، وهذا نموذج مثالي، إذا تم تمويله، سيؤدي إلى حدث عظيم.

 

وتابع: لقد أظهر فنانونا تفاعلاً جيداً مع الأحداث العالمية وأحداث المجتمع. لدينا أيضاً عرض يتعلق بالحادث الإرهابي في كرمان، وهذا يظهر رد الفعل السريع للفنانين على الوضع الحالي.

 

وتابع سقايان كلامه حول إقامة مهرجان مسرحي إقليمي، قائلاً: أنا من المؤيدين لإقامة مهرجان إقليمي ولكن ليس بالشكل الحالي. علينا تغيير التقويم وشكل المهرجان. ولحسن الحظ، لدينا هذا العام في هذا الحدث بعض الأعمال الرائعة التي لديها القدرة على أن تصبح عالمية.

 

 

نظري: الجودة العالية للأعمال المشاركة

 

من جهته أكد كاظم نظري مدير الإدارة العامة للفنون المسرحية، على الميزة المهمة لإختيار الأعمال وقال: الجودة العالية والمحتوى هما جزءان مهمان في اختيار الأعمال. مهرجان الفجر هو إنجاز للمسرح الاحترافي ويجب أن يكون بمعايير عالمية.

 

مهمة المسرح هي إحداث تأثير، وهذا العام تم التوجه والتركيز على هذه الفكرة وسترون تجلياتها. إن هذا البلد ذو التاريخ الطويل والثقافة الغنية يحتاج إلى منظمة مسرحية وطنية، ونحن نحاول أن نولي هذه القضية اهتماما خاصا في وثيقة المسرح في البلاد.

 

 

بوعذار: مسرح الفجر نقطة تحول في إعادة خلق الملحمة الفلسطينية

 

من جهته قال المخرج المسرحي مصطفى بوعذار الذي شارك بالمهرجان بمسرحية “عروس فلسطين”: يجب تقديم الفن الثوري على مدار العام وإزالة الفجوات الموجودة في مجال تقديم الأعمال المبنية على القيم الإنسانية.

 

وعن القسم الخاص بغزة في المهرجان قال: الفنانون ذوو البصيرة لن يكونوا أبدا غير مبالين بالأحداث المحيطة بالمجتمع والمنطقة.

 

وأشار إلى أهمية فهم قضية فلسطين المظلومة والقوية، وقال: إن الفنون المسرحية يمكن أن تكون شكلاً فعّالاً لشرح المقاومة الإسلامية وإعادة خلق ملحمة الشعب المظلوم في فلسطين وغزة، والتي في هذه الفترة من مهرجان فجر المسرحي شهد توجهاً إيجابياً في الإستجابة لإحتياجات المجتمع في إطار أقسام الهوية الوطنية وقسم غزة الخاص.

 

 

 

 

وتابع مصطفى بوعذار مخرج مسرحية “عروس فلسطين”: لحسن الحظ أن التقييم الجيد للإحتياجات الذي قام به الأمناء والأمين العام للمهرجان الثاني والأربعين أمر يستحق الثناء. لأننا بالنظر إلى جدول المهرجان نرى وجود اتجاهات وموضوعات مختلفة للجمهور.

 

وشدد المخرج المشارك في قسم غزة الخاص بمهرجان فجر المسرحي الدولي الـ42 على أهمية تعزيز ثقافة المقاومة والصمود وقال: على المديرين الثقافيين الذين ليس لديهم فهم صحيح للفعالية الفنية أن لا يتخذوا قرارات للفنانين.

 

وأضاف بوعذار: إن “عروس فلسطين” لا تظهر إلا ركناً من أركان القمع والتضحية التي تتعرض لها المرأة والأمهات الفلسطينيات، والذي قمنا بإعداده وإنتاجه بقدرة فنانين ذوي خبرة دون أي ترتيب وبناء على المصلحة ورأي  المجموعة التنفيذية.

 

وأضاف هذا المخرج الخوزستاني: يجب تقديم الفن الثوري للشعب على مدار العام ويجب إزالة الفجوات الموجودة في مجال تقديم المسرحيات المبنية على القيم الإنسانية والسلام العالمي ومحاربة العنف والإرهاب.

 

وفي إشارة إلى المنافسة بين قسم الهوية الوطنية والقسم الخاص بغزة قال: مهرجان فجر المسرحي الدولي يعتبر دائما حافزاً جيداً لفناني الفنون الأدائية، لكن لا ينبغي اعتباره مبدأ، وضرورة إن العروض العامة في هذه المرحلة من أجل تحقيق المسرح للجميع ضرورة لا يمكن إنكارها.

 

وتابع الأمين العام لمسرح الأربعين الحسيني: إن وجود فرق محترفة ومجتهدة ذات اتجاهات مختلفة وقصص متنوعة هو أحد السمات المهمة لمهرجان فجر المسرحي.

 

وثمّن المخرج المفضّل في مهرجان “صاحبدلان” الدولي جهود صياغة سياسة ثابتة في مهرجان الفجر بشكل إيجابي، وقال: إعداد وإنتاج أعمال مسرحية تعتمد على الفن الثوري يتم على يد فنانين في ظروف صعبة، وحزمة دعم محددة لمثل هذه الأعمال لا توجد في المحافظات، وبالتالي تحظى باهتمام أقل.

 

وذكر أيضاً: إن استمرار تدفق الفن الثوري بدأ بعروض فناني المدينة في طهران، والتي ينبغي تعزيزها ودعمها بشكل أكبر من قبل وزارة الإرشاد والإدارة العامة للفنون المسرحية حتى يتمكن الفنانون من الترحيب بالجمهور.

 

تجدر الإشارة إلى أنه يقام مهرجان “فجر “المسرحي الدولي الثاني والأربعون في الفترة بين 13 يناير/ كانون الثاني والأول من فبراير/شباط.

 

 

 

 

 

أ.ش

المصدر: الوفاق