تتعمد الإدارة الامريكية بغلق القواعد العسكرية ومنع دخول القيادات الأمنية والعسكرية العراقية الكبيرة، فضلا عن عدم قدرة دخول أعضاء لجنة الامن والدفاع النيابية العراقية الا بعد تقديم طلبات رسمية وأسباب للزيارة مع جهات امنية مقابل السماح بالدخول الى هذه القواعد المتواجدة على الأراضي العراقية.
وتحاول واشنطن اغلاق القواعد من اجل عدم الكشف عن اعداد القوات القتالية الامريكية المتواجدة فيها، بالإضافة الى منع الإفصاح عن المعدات والإمكانات القتالية التي تستخدمها واشنطن في استهداف الأطراف الداخلية والخارجية وسط انتهاك للاتفاقيات الأمنية والدبلوماسية الدولية.
معرقلات الدخول الى القواعد
وبالحديث عن هذا الملف، كشفت لجنة الأمن والدفاع النيابية، إمكانية دخول اللجان البرلمانية الى القواعد العسكرية الامريكية في العراق، فيما أكد ان الامر يتطلب كتبا رسمية ومخاطبة جهات عديدة من اجل الموافقة على الدخول.
ويقول عضو اللجنة ياسر وتوت، إن “الدخول الى القواعد الامريكية يتطلب تقديم طلب الى قيادة العمليات المشتركة من اجل الموافقة على طلب الزيارة”، مشيرا الى ان “الدخول يتطلب اجراءات تتضمن أسباب الزيارة مكتوبة بطلب رسمي الى القواعد بشكل مفصل”.
ويتابع، ان “قيادة العمليات المشتركة هي من ترفع طلب الدخول الى القواعد العسكرية الامريكية بالطرق والمحددات الرسمية المثبتة مسبقاً”، مبينا انه “لا يوجد سقف زمني للمدة التي يتم فيها الحصول على موافقات الدخول”.
واستطرد خلال حديثه: ان “أعضاء لجنة الامن والدفاع النيابية لا يستطيعون الدخول بشكل مباشر الى القواعد الامريكية العسكرية المتواجدة في البلد”، لافتا الى ان “الامر يتطلب كتبا رسمية ومخاطبة جهات عديدة من اجل الموافقة على الدخول”.
تحدي القيادات العليا؟
من جانبه، يؤكد مصدر امني مسؤول ، عدم قدرة القيادات العسكرية العراقية الدخول الى القواعد الامريكية، متحدياً رئيس اركان الجيش عبد الأمير يار الله بالدخول الى قاعدة عين الأسد والوصول الى الجانب الامريكي للقاعدة.
ويقول المصدر ، إن “واشنطن تتعامل عكس سعي الحكومة بإخراج قواتها القتالية من البلد حيث ارتفعت اعداد القوات القتالية في القواعد بعد وصول دفعة جديدة من القوات الى مختلف القواعد”، لافتا الى ان “ادارة القواعد تفرض شروط تعجيزية وإجراءات على القيادات الأمنية العراقية التي تحاول دخول هذه القواعد” .
وتابع، ان “دخول بعض الأشخاص الى القواعد الامريكية يتم باستدعاء منها من اجل تضليل الإعلام والرأي العام بما هو موجود داخلها”، مبينا ان “واشنطن مستمرة بتسويف الدعوات الحكومية والشعبية والسياسية بخروجها من البلد”.
ويضيف، ان “الدخول الى القواعد يتم عبر تقديم طلب رسمي يُشرح فيه أسباب الزيارة الا ان جميع الطلبات يتم اهمالها او رفضها”، مضيفا انه “حتى رئيس اركان الجيش عبد الأمير يارالله لا يستطيع الدخول الى قاعدة عين الأسد او القواعد الاخرى والوصول الى الجانب الامريكي للقاعدة”.
خفايا عدم السماح بالزيارات؟
الى ذلك، يعزو ائتلاف دولة القانون، أسباب عدم سماح ادارة الولايات المتحدة الامريكية بدخول القيادات العسكرية الى قواعدها، فيما اكد ان واشنطن لا تريد كشف اعداد القوات القتالية والاليات العسكرية والطائرات التي تمتلكها داخل البلد.
ويقول القيادي بالائتلاف، ابراهيم محمد، إن “انتصار العراق على عصابات داعش (الأمريكية) أولى أسباب عدم جدوى تواجد قوات واشنطن القتالية على الأراضي العراقية”، مضيفا ان “جميع ذرائع البقاء انفضحت للرأي العام في الداخل والخارج”.
ويتابع، ان “تواجد قوات قتالية أمريكية هو بمثابة استعمار مباشر للبلد، وعلى الكتل السياسية الانتفاض لإخراج هذه القوات الغازية من العراق”، مشيرا الى ان “اكذوبة المستشارين العسكريين انكشفت بعد الاستهدافات العديدة التي تمت على القوات الأمنية العراقية والمدنيين”.
وتستمر القواعد الامريكية بخروقاتها على جميع الأصعدة من خلال تغييب عدد قواتها القتالية، فضلا عن عدم السماح الى القيادات العسكرية العراقية من الدخول اليها او اجراء جولات تفقدية بحسب ما هو متعارف عليه في جميع البلدان، بالإضافة الى استغلال ارض العراق كمحطات جوية تنفذ من خلالها الضربات على الدول المجاورة او الأراضي العراقية.
أ.ش