النظام السعودي يحكم بالسجن 4 أعوام على الشيخ العمري

الإعتقالات الطائفية التعسفية لآل سعود تصل إلى المدينة المنورة

يرث الأبناء في حياة والدهم غضب آل سعود، ولا يسلمون من بطشهم.

2022-12-25

طويلة هي يد النظام السعودي على الشعب الرازح تحت حكم الاستبداد لا سيما الشيعة في القطيف والأحساء والمدينة المنورة. لم يسلم الشيخ كاظم العمري وأسرته، مطلع العام الحالي، من بطش محمد بن سلمان، وها هي السنة تطوي فصولها مع احتجاز الشيخ وأبنائه الإثنين محمد ورجائي في السجون السعودية، بعد أن عمدت قوات الأمن مؤخرا إلى إعادة اعتقال الشيخ العمري عقب الإفراج عنه يوم 9 أبريل/نيسان 2022.

وقامت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض بالحكم الجائر على الرمز الديني الشيعي في المدينة المنورة الشيخ كاظم العمري  بالسجن اربع سنوات.

*وريث زعامة أبناء الطائفة الشيعية في المدينة المنورة

يعدّ الشيخ كاظم العمري وريث والده في زعامة أبناء الطائفة الشيعية في المدينة المنورة، العلاّمة الشيخ محمد علي العمري (1911-2011)، الأمر الذي يعتبر نادراً مقارنة بالأحساء والقطيف من حيث الأغلبية بعيدا عن العدد. إلى ذلك، كان الشيخ كاظم قد تعرض في يناير/كانون الثاني 2022 للاعتقال وقبلها في أغسطس/آب 2010 من قبل مجموعة من المباحث العامة في المدينة المنورة، بعد أن تم اقتحام مزرعة والده العلامة محمد العمري والتي تعتبر من المراكز الدينية البارزة في المدينة، وتضم مكتب الشيخ ومسجد، حيث يؤمها العديد من المصليين والزوار.

وقامت المجموعة بقيادة ملازم الشرطة (سعد العلوي) باقتحام المزرعة التي كانت مغلقة وقت وقوع الحادث وقاموا بكسر الأبواب ومن ثم تدمير العديد من اللوحات وتمزيق اللافتات المعلقة على جدران المزرعة والتي كانت تحمل الشعارات الحسينية ومصادرة البعض منها. وجاء الهجوم على المزرعة بحجة ملاحقة بعض العمال الآسيويين من الذين يعملون في محال تجارية تابعة للمزرعة ويبيعون وبشكل سري مواد دينية خاصة بالشيعة تعتبر ممنوعة من قبل سلطات الكيان السعودي مثل ( أكفان مكتوبة بالتربة الحسينية وترب ومسابح حسينية).

وقام عناصر الأمن بعد الهجوم باعتقال الشيخ كاظم العمري، وفي مقر الشرطة أجبر الشيخ على كتابة تعهد رفض مسبقا التوقيع عليه، وبعد ذلك أطلق سراحه في نفس يوم الاعتقال إلا ان هيئة التحقيق والادعاء العام أعادت اعتقاله مرة أخرى في صباح اليوم التالي.

*اعتقالات بالتزامن مع حالة من تجميل صورة بن سلمان

يأتي هذا الاعتقال في وقت تشهد فيه “المملكة” حالة من تجميل الوجه وترقيعه، دون التواني عن الاستمرار في حملات الاعتقال. حيث طالت العديد من رجال الدين المحسوبين على النظام في “السعودية”، الأمر الذي يرجح كفّة الاعتقال على خلفية التضييق على نشاط رجال الدين في “المملكة” وبشكل خاص ممن يشكلون حالة جماهيرية بين أوساط المواطنين. ولأن الشيخ العمري معروف عنه ابتعاده عن النشاط السياسي، وانحصار عمله في نشاطه الديني، فتبدو محددات الاعتقال أكثر وضوحاً لناحية كونها ترتبط في حضوره الديني بين أوساط المؤمنين في المدينة المنورة.

*انتهاك فاضح لحرمة منزل الشيخ العمري

يذكر أن إثنين من أبناء الشيخ العمري، محمد ورجائي، ما زالا رهن الاعتقال داخل السجون السعودية منذ اعتقالهما في أبريل/ نيسان 2022. حيث أقدمت عناصر سعودية مسلحة على محاصرة وسط السوق العامة في المدينة المنورة وعمدت لبث الخوف والترهيب، واعتقلت الشاب محمد بطريقة وحشية عبر ضربه بعنف أمام الناس. قبل أن تذهب فرقة أخرى مسلحة إلى منزل الشيخ العمري وتحطم الأبواب وتتلف المقتنيات في انتهاك فاضح لحرمة المنزل، وتعتقل ولده الثاني رجائي.

*سياسة القمع والاستبداد

و لعل ما يكابده علماء القطيف والأحساء من سياسات التمييز الطائفي والتنكيل والمنع والحرمان خير دليل على الانتهاكات المذهبية التي يصر النظام السعودي أن يكيلها ضدهم وضد المنطقة بأسرها. العلماء الذين يتبلور دورهم الرسالي التوجيهي والتوعوي في الدين والمجتمع، تعمّدت سياسة القمع والاستبداد أن تكبّلهم وتقمع دورهم وتحرمهم أداء الرسالة، نتيجة طائفيتها وتمسكها بقمع الشيعة وحرمانهم حقهم في أداء شعائرهم الدينية، ضمن مسار متصاعد من استخدام التمييز المذهبي والديني كسلاح لتكميم الأفواه والاضطهاد على الرغم من ادعاءات ولي العهد محمد بن سلمان حول “الإصلاح” والحريات الدينية التي لطالما طالبت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية السلطة السعودية بالإلتزام بها، والتوقف عن انتهاك حقوق الشيعة وممارسة التمييز ضدهم.

ورغم الدعوات والمطالبات، إلا أن النظام لايعير لذلك انتباها، ويواصل بطشه ضد العلماء ورجال الدين من دون أي رادع أو التزام بالقوانين المحلية والدولية، حتى أضحى هنالك العديد من العلماء تعتقلهم السياسة البوليسية والاستبداد والقمع والانتقام وتغيّبهم في الزنازين المعتمة ويتعرضون لمحاكمات هزلية وغير عادلة، في انتقام واضح من انتمائهم الديني ودورهم التوعوي في البلاد، وتأثيرهم في المجتمع وتوعيته، وهو ما لا يروق للنظام السعودي.

* 20 عالمًا من القطيف والأحساء في سجون آل سعود

ثمة نحو 20 عالمًا من القطيف والأحساء تزج بهم السلطات السعودية في زنازين السجون، على خلفيه انتمائهم الديني ودورهم التوعوي في المجتمع ومواقفهم الصلبة ومقارعة الظلم واستبداد السلطة داخل البلاد وخارجها. يتعرضون للاعتقال التعسفي ثم يواجهون محاكمات غير عادلة تحرمهم من حق الدفاع عن أنفسهم أو توكيل محام، ثم تصدر ضدهم أحكاماً مشددة قد تعرّض حياتهم للخطر في ظل الحرمان من العلاج والطبابة ومعاناة بعضهم من أمراض مزمنة، بالتزامن مع انتشار الأوبئة والاكتظاظ الذي تعانيه السجون.

وفي هذا الإطار، نذكر أسماء العلماء المعتقلين: الشيخ عبد الجليل العيثان، الشيخ حسن آل زايد، الشيخ حسين الراضي، الشيخ بدر آل طالب، الشيخ محمد حسن الحبيب، السيد جعفر العلوي، الشيخ حبيب الخباز، الشيخ محمد زين الدين، الشيخ سمير الهلال، الشيخ عبّاس المازني، الشيخ فتحي الجنوبي، الشيخ عبد اللطيف الناصر، الشيخ عبّاس السعيد، السيد خضر العوامي، السيّد هاشم الشخص، الشيخ فاضل هلال آل جميع، الشيخ علي الماء، السيد محمد رضا السلمان، الشيخ مجتبى النمر، الشيخ عبدالمجيد الأحمد.

المصدر: المدينة المنورة/ تقرير: يارا نزار