الوفاق/ خاص
التقاء ثلاث محافظات، هرمزغان وبوشهر وفارس يعتبر صوراً مصغرة للمناطق السياحية في ايران التي يطلق عليها (بارسيان ارض فارس) على الخرائط وبالاسم القديم حسب أقوال اهل الجنوب (غاوبندي).
بارسيان تتكون من العديد من العناصر الطبيعية والاجتماعية والثقافية تصادم بقايا أقصى الجنوب من سلسلة جبال زاغرس مع المياه الفيروزية لبحر بارس كان بشدة لدرجة انه خلق أعمق نقطة في الخليج الفارسي، ولذلك، فقد استقطب أكبر مجموعة متنوعة من الحياة البحرية في شواطئه ، فهذا العمق الكبير للبحر جعل الثدييات الخجولة مثل الحيتان تحب مياه سواحل بارسيان أكثر من الاجزاء الاخرى من الخليج الفارسي.
وقد تجلى التقاطع التالي في جغرافية الطبيعة بزاوية 360 درجة، والتقاء السماء اللازوردية والسهل الأخضر والبحر الأزرق والجبال المرتفعة الشاهقة، والسهل الخصب والأخضر، وأسفل ذلك بقليل البحر مع الشواطئ الرملية المذهلة
مصدر قوت ومعيشة أهل هذه الأرض من البحر الى السهل، وطبعاً من فضل السماء وكرم أعماق الأرض، يتفجر الغاز والنفط من سخاء الأرض العميقة، بالإضافة الى المطر، أحياناً في منتصف الشتاء، يكون الثلج أيضاً ضيفاً على جبالها العالية.
أدى اصطدام ثلاثة مناخات، أفريقية وشرقية وجبلية في المناطق الايرانية، الى تنوع فريد من أنواع مختلفة من الطيور والثدييات والحشران والنباتات، يبدو أن جزر ايران السياحية استضافت مأدبة أقامها الايرانيون، لاوان وشيدور (مارو) وكيش وهندورابي مثل النجوم حول بدر كامل.
تمتد خصوبة أراضيها الى حافة سطح البحر اللامتناهي وتعتبر عاملاً فعالاً لتنوع الحياة البحرية وحقل مرجاني وحوض مائي طبيعي في البحر والبساتين وحقول القمح وبساتين الحمضيات وغابات زاغروس الكثيفة وغابات المنغروف العائمة والعديد من أنواع النباتات الطبية وكل هذا هي مختارات من نعمة التربة الخصبة لهذه الارض.
التقاء الجبال مع البحر له تأثيرات خاصة ومناظر خلابة للتصوير الفوتوغرافي، وإن تنوع التربة على الشواطئ يميز كل كيلومتر من الشاطئ عن الذي يليه، في زاوية هذا الشاطئ، لا يمكن العثور على شيء سوى الأصداف والأمواج، أبعد قليلاً، الصخور المصقولة تواجه البحر. أبعد من ذلك بقليل، سوف يحذرك عنف الصخور. في مكان آخر، تلعب الشعاب المرجانية دور رمال الشاطئ. في مكان آخر أدت أمواج البحر الى صقل قمة الجبل مثل جدار عال، اذا ابتعدت عن البحر، فان صراع الرياح والمطر مع الجبال والسهول قد خلق تآكلاً فنياً في الرهبة والصورة المجردة.
بارسيان منطقة يزيد عمرها عن 1400 عام
من منظور الأنثروبولوجيا، لدى ايران عالم من القصص لسردها إن عشاق التقاليد والحداثة وأتباع الديانات مختلطون لدرجة أنه يصعب أحياناً التمييز بينهم، هناك العديد من العائلات التي ينتمي فيها الإخوة والأخوات الى ديانتين مختلفتين، لكنهم اجتمعوا تحت سقف واحد في سلام وتعايش كامل.
من ناحية، يوجد بها عدة آثار تاريخية عمرها آلاف السنين، لا يعرف عمرها بوضوح بسبب الافتقار الى الحفريات الأثرية التفصيلية، ولهذا السبب، فقد اكتسبت مكانة أسطورية، توقعت المديرية العامة للتراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية أن هذه المنطقة يزيد عمرها عن 1400 عام، من ناحية اخرى، فيها أناس معاصرون صنعوا التاريخ بأنفسهم، عرب وأجانب وناجون من المهاجرين الأفارقة، الذين ابتكروا مجموعة متنوعة من اللغات ولون البشرة والعادات كما لوكان قد تم تنظيم مهرجان ثقافي. العربية، والفارسية هي من بين الانواع اللغوية لهذه المنطقة.
قرى بارسيان السياحية
بندر زيارة: هي قرية تبعد 17 كم عن مدينة بارسيان ولها شواطئ رملية خلابة، لديها ميناء طبيعي تكوّن دون أي تدخل بشري، وتستريح القوارب في ظل الاكواخ، وكلها تواجه البحر وجاهزة للانطلاق، توجد في هذه القرية جبال برخلفان، خرغوشي، وورقي، المذهلة والرسوبية، كما فيها مجمع سياحي بيئي كبير وموقع للزيارة يسمى (بير الزيارة)، يمر طريق ريفي عبر كل هذه الطرق دون الأخلال بالطبيعة النقية للمنطقة.
كلندون: ميناء للناس الناطقين بالعربية يسمى غورزه، سكانه لديهم عادات مذهلة، ويبعد 15 دقيقة من وسط مدينة بارسيان، وكرم ضيافتهم هو المثل في المنطقة، (الكرم لدى العرب)، ميناؤهم مثلهم، نظيف وبكر، يمكن العثور على افضل مواضيع التصوير الفوتوغرافي للشاطئ حول ميناء كلندون، وتعتبر الشعاب المرجانية البحرية وليمة للحياة المائية الملونة، فلا تفوّت فرصة الغوص في المياه الساحلية لهذا الميناء.
بندر عمارية: هي قرية ساحلية على بعد 25 دقيقة من مدينة بارسيان، يقول كبار السن انها كانت ميناء صيد في الايام القديمة، ولكن الآن أصبح شاطئها مكاناً آمناً للسلحفاة المهددة بالانقراض ذات أنف النسر لوضع بيضها. كل كيلومتر من شواطئها له اسم محلي، وبالطبع، جمال فريد خاص به: قلات، شربه، دستير، بيرهو وأسماء من هذا القبيل، جبالها المذهلة، وشاطئها والمكان الذي يصل فيه جبل خورمان الى البحر وينظر الى الأمواج الهادرة. كونه دافئاً وقريباً من المدينة وآمناً وكونه مرجانياً هي السمات الرئيسية لهذا الميناء.
قرية مغدان: هذه القرية السياحية، حسب السكان المحليين، هي فيها أناس يتحدثون العربية وتجار جريئون قاموا بترويض البحر بمهاراتهم في الملاحة البحرية. تمتلئ متاجرهم بالسلع الفاخرة الرخيصة، ولا تجد فيها سلعاً رديئة، تعد تلال خور عيسى الرملية وخور ناصر ونيرم من أجمل مناطق الجذب السياحي على الشاطئ الجميل لهذه القرية، 30 دقيقة من المدينة الى الساحل ثم الى الشرق ستوصلك الى مغدان.
عجائب الطبيعة في مدينة بارسيان
شلة: ممر ومغارة بين قريتي هشنيز وبوشير في الكيلو الستين من الطريق الفارسي باتجاه بندر عباس. هذه المعالم تكوّنت من احتضان الفجوة المذنّبة لجبلين داخل شقوق هذا الوادي وممرات الكهف، يبدو الأمر وكأن هناك عالماً آخر مخفياً. لهذا هي تتوهج في كل مكان، كما لو أن فناناً ماهراً قد أضاء كل شيء بشكل موحد بأشعة الشمس غير المباشرة، مساحة كبيرة عميقة في الأرض، سقف مرتفع، مياه متدفقة وباردة، وبالطبع أحواض حلوة مليئة بالمياه الصافية.
غابات نايبند البحرية: تقع هذه الغابات العائمة في محمية نيباند (نصفها في هرمزغان ونصفها في بوشهر)، تقوم أشجار القرم بتنقية مياه البحر بأحدث الطرق واستخدامها لنموها. الأشجار دائمة الخضرة آمنة للطيور والزواحف والحشرات، موطن غني يستضيف عدداً كبيراً من الحيوانات البرية. جولة المانغروف بالقارب ممتعة للغاية.
بام بارسيان: يسميها بعض السكان المحليين دشت الشقيق التي تقع في جبل مرتفع وتبعد 20 دقيقة عن وسط المدينة شمالاً. شتاؤها بارد، وربيعها معتدل مع طقس لطيف،ومداها مليئ بالأزهار والمساحات الخضراء، وهي موطن واسع للعديد من أنواع النباتات الطبية، يمكنك تجربة الحياة في الطبيعة بالمعنى الحقيقي في بام بارسيان.