عرب اهواز وبسبب الظروف الجغرافية التاريخية في موطنهم، عاشوا دائمًا في السهول، و انتقال مجموعة منهم الی جبال و سفوح المناطق البختيارية تسبب في تسمية هذه المجموعة من العرب بـ“کمري”، أي العرب الذين يعيشون في الجبال، أو “العرب البختياريین”. حیث تأقلموا مع هذه القومیة من حيث العادات واللغة وما إلى ذلك. لكنهم ليسوا بختياريین.
لغتهم في الأصل عربية وهي أقرب إلى اللهجة العراقیة من اللهجة الاهوازیة، وقد دمجت مع اللهجة البختيارية ووجدت مصطلحات خاصة بها بحيث يستحيل على العرب والبختياريين فهمها على حد سواء. على سبيل المثال: مصطلح “كيف حالك؟” الذي يستخدم في التحية هو “چی چینک”، بينما یقال في لهجة عرب خوزستان وأيضا عرب العراق “اشلونك”. إلا أن مصطلح “البيضة” يصبح “بياض” في لهجة عرب كمري التي يستخدمها العراقيون أيضا، في حين يصبح “دحرویة” في لهجة عرب الاهواز. كما أن نطق “الجیم” الذي یتلفظه عرب الاهواز “ياء” في معظم الكلمات، مثل “ريال” بدلاً من “رجال” أو “دياية” بدلاً من “دجاجة”، یتلفظه عرب كمري “جیم” کالعراقیین.
عادةً ما يتقن عرب كمري كلاً من اللهجة البختيارية واللهجة الكمرية، وأحيانًا العربية الاهوازیة بشكل كامل. ويطلق عرب كمري علىنا نحن عرب الاهواز، “عرب البر”. وتعیش هذه الطائفة في ضواحي مسجد سلیمان بمنطقة تسمی “عنبل”.
عرب خمسة
واما “عرب خمسة” هي قبيلة عربية مسلمة شیعیة تعیش في شرق محافظة فارس وهناك مجموعات منهم في محافظات طهران وخراسان وكرمان وسيستان وخوزستان ويزد.
هذه القبيلة مازالت بدوية وتتكلم لهجة عربية مقطعة خاصة مفهومة. وهي نوع من اللهجة الخليجية. ويبلغ عددهم 260,000 نسمة.
عربخانة
عربخانة هي قصة آلاف العرب من نسل الفاتحين الأوائل الذين أسقطوا الإمبراطورية الساسانية في إيران فاستوطنوا بعيداً عن وطنهم الأم أي الجزيرة العربية ويقطنون حالياً في ما يزيد عن 400 قرية يطلق على مجموعها “عربخانة” باللغة الفارسية أي “بيت العرب”.
تقع هذه القرى العربية على حافة الصحراء المركزية الإيرانية من الغرب وأفغانستان من الشرق وتبتعد عن مدينة مسقط كأقرب أرض عربية في الشرق حوالي 500 كيلومتر جواً.
وحسب موقع “فريق الصحاري والبراري في إيران” الناطق بالفارسية تقع منطقة “عربخانة” جنوبي مدينة بيرجند وشمالي نهبندان في محافظة خراسان الجنوبية وتجاور أفغانستان شرقاً وتلازم الصحراء المركزية الإيرانية الكبرى غرباً بدلاً من الصحراء العربية التي جاء منها آباؤهم وأجدادهم.
400 إلى 500 قرية عربية
ويؤكد الموقع أن عدد قرى “عربخانة” يتجاوز الـ400، ووفقاً لتقرير نشره موقع “تابناك”، يبلغ عدد هذه القرى حوالي 500 قرية ورغم الهجرة العربية إلى طهران ومشهد وكرمان وبيرجند من هذه القرى إلا أن النسبة السكانية العربية كبيرة للغاية في محافظة خراسان الجنوبية التي يقطنها حوالي 800 ألف نسمة فقد بلغت نسبة العرب إلى درجة جعل البعض يطلق على محافظة خراسان الجنوبية بأكملها اسم “عربخانة”.
صناعة السجاد في عربخانة
ويزاول العرب في هذه المنطقة تربية المواشي وزراعة الحبوب والخضراوات وفواكه من قبيل الرمان والعنب والمشمش. ومن صناعتهم اليدوية حياكة السجاد والبسط والفرش حيث توارثوا فنونها عن أجدادهم.
أصول سكان “عربخانة”
تقول بعض التواريخ إن العرب هاجروا إلى هذه المنطقة قادمين من عربستان الأهواز، خلال حكم نادر شاه أفشار التركماني مؤسس السلالة الأفشارية والذي حكم إيران من 1736 إلى 1747، إلا أن هذا القول لا يستند إلى مستندات موثقة، خاصة أن وجود قلاع في هذه المنطقة تعود إلى مئات السنين قبل ظهور “نادر شاه” تنفي هذه النظرية كما أن اللهجة المحكية في عربخانة تختلف عن لهجة الأهواز حيث فيها بعض الكلمات الفصحى القديمة.
ويعتقد المؤرخ الإيراني البارز الدكتور جعفر شهيدي أن العرب في عربخانة تعود أصولهم للقبائل العربية التي ساهمت في الفتح العربي الإسلامي لإيران في القرن الأول الهجري رغم أن الكثير من القبائل العربية التي فتحت إيران ذابت لغوياً في المجتمع الإيراني إلا أن الجغرافيا الصحراوية المنعزلة لعربخانة خلقت ستاراً طبيعياً حافظ على هوية العرب وعلى لغتهم إلى حد ما رغم استعارتهم كلمات ومصطلحات فارسية في حوارهم اليومي.
مناطق تواجد العرب في خراسان
يذكر “بيرسي مولسورث سايكس” البريطاني (1867-1945) الذي كان قنصلاً عاماً لعربستان نهاية سنة 1915 في مذكرات رحلته عبر بلوشستان وبلاد فارس من عام 1892 إلى 1918 “أن نسبة كبيرة من سكان بيرجند وضواحيها من أبناء القبائل والعشائر يتكلمون اللغة العربية كما أن أمير المنطقة وأسرته يرجحون التحدث باللغة العربية على اللغات الأخرى”.
العربخانات وقبائلها العربية
يذكر أن محافظات خراسان الشمالية والرضوي والجنوبية التي تحدها من الشمال جمهورية تركمنستان ومن الشرق أفغانستان ومن الجنوب محافظة بلوشستان ومن الغرب الصحراء المركزية الإيرانية تتمتع بتنوع قومي وعرقي واسع حيث تضم العرب والكرد والتركمان والبلوش والفرس.
وكانت للعرب كأهم مكون عرقي غير فارسي في محافظة خراسان الجنوبية سطوة وثروة وقوة في هذا الإقليم ولعبوا دوراً بارزاً وملموساً في تطوير هذا الإقليم وفي الأحداث السياسية والاجتماعية التي شهدها على مر العصور.
ويطلق على مختلف المناطق العربية في خراسان اسم “عربخانة” وأشهرها “عربخانة بيرجند” و”عربخانة نهبندان” و”عربخانة سريخان” و”عربخانة قاينات” و”عربخانة شوسف” و”عربخانة خوسف” وهناك عشرات العربخانات الأخرى تقع بعضها في خراسان الشمالي وتعود أصول سكانها إلى قبائل الخزيمة والشيبان والنخعيين والخنجري والرمضاني واللالويي والزنكويي وميش مست.
أ.ش