تنفيذ برنامج زيادة القدرة التجارية للميناء من 5 إلى 11 طناً

إطلاق خطوط تجارية بحرية منتظمة من تشابهار إلى الهند والصين وجبل علي

* مع زيادة الترانزيت وتفريغ البضائع، تقوم 200 شاحنة يومياً بنقل البضائع من تشابهار إلى داخل البلاد أو لأفغانستان وأوزبكستان

2024-01-28

يعتبر ميناء تشابهار نقطة اتصال عالمية في أقصى الجنوب في الممر الشرقي – الغربي، وكذلك تصل تشابهار الهند بأوروبا عبر مسير يختصر ثمانية آلاف كيلومتر، ونظراً لهذه الميزة فان تشابهار على قائمة برنامج التطوير الاقتصادي البحري.

 

من أصل 5800 كيلومتر من الشريط الساحلي (25% من مساحة البلاد) في 7 محافظات إيرانية، هناك 1000 كيلومتر في مكران و541 كيلومتراً من سواحل مكران في سيستان وبلوشستان. من ناحية أخرى، فان 90% من وسائل النقل والتجارة في إيران تتم عن طريق البحر، لذلك فان زيادة قدرات تشابهار على صعيد التجارة والترانزيت والنقل من خلال خطة تطوير هذا الميناء المكونة من خمس مراحل مدرجة على قائمة الأعمال.

 

* ثلاثة خطوط تجارية بحرية منتظمة

 

وفي تشابهار، كان يتم تفريغ وتحميل البضائع بشكل شحنات غير معبأة حتى العام الماضي؛ لكن في العام الماضي، تمت إضافة نقل الحاويات إلى قدرات هذا الميناء. وبإضافة هذه الميزة لميناء تشابهار، تم إطلاق ثلاثة خطوط بحرية منه إلى الصين والهند وميناء جبل علي في الإمارات.

 

وتمت عمليات تحميل 44 ألف حاوية مكافئة بطول 20 قدماً في ميناء تشابهار. ومن ميزات ميناء تشابهار تقليص وقت وتكلفة نقل البضائع من الهند والصين إلى ميناء جبل علي في الإمارات. وقد صرح أحد مسؤولي الخطوط البحرية في ميناء تشابهار: يستغرق نقل البضائع من الهند والصين إلى تشابهار 2 و12 يوماً على الترتيب، ويستغرق نقل البضائع عن طريق الترانزيت الهندي من تشابهار إلى أفغانستان نصف يوماً وهو أقل مدة للترانزيت في المنطقة بأكملها.

 

وبحسب هذا المسؤول، فان نقل البضائع من الصين إلى تشابهار يستغرق 12 يوم حيث يتم تفريغ الحمولة هناك ونقلها إلى ميناء بندرعباس ومن ثم إلى ميناء جبل علي، وتستغرق هذه العملية حوالي 12 إلى 17 يوماً. علماً أنه إذا أردنا نقل هذه البضائع مباشرة من الصين إلى بندرعباس، سوف تحتاج للانتظار أسبوعاً كاملاً على الأقل في صف الاستقبال والتفريغ.

 

لذلك، فان نقل هذه البضائع من الصين والهند إلى تشابهار ومن ثم إلى بندرعباس وبعدها إلى جبل علي يقلص الوقت والتكلفة بشكل ملحوظ، وكذلك فان نقل البضائع من الصين والهند إلى جبل علي يستغرق 45 يوماً.

 

وکما ذكر هذا المسؤول في خطوط النقل التجارية البحرية في تشابهار، فان الصادرات الإيرانية تعتمد بشكل أساسي على الفواكه والتمر والملح، كما تتم دراسة إدخال الحديد الخام في برنامح الصادرات إلى الصين.

 

ومع زيادة الترانزيت وتفريغ البضائع في تشابهار، تقوم 200 شاحنة يومياً بنقل البضائع من تشابهار إلى داخل البلاد أو لأفغانستان وأوزبكستان. ووفقاً لمسؤولي التجارة البحرية في تشابهار، فانه بوجود شبكة سكك الحديد في تشابهار، ستنخفض تكلفة النقل بشكل كبير مقارنة بالنقل البري.

 

* تحويل ميناء تشابهار إلى ميناء للترانزيت

 

بعد نقل البضائع من الهند والصين، أصبح ميناء الشهيد بهشتي في تشابهار مركزاً لنقل البضائع بالترانزيت إلى ثلاثة موانئ: ميناء الإمام الخميني وميناء عسلوية وميناء بوشهر.

 

وبحسب مسؤولي النقل البحري في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد تم إطلاق مجمع لوجستي في تشابهار يقوم بجميع أنشطة المحطة من تفريغ وتحميل الحاويات، ولهذا تم إطلاق محطة لوجستية تبلغ مساحتها حوالي 5 ونصف هكتار بمجاورة الرصيف رقم 1 و2 في ميناء الشهيد بهشتي للاستفادة منها لهذا الغرض.

 

وفي الوقت الحالي، يتم نقل البضائع بواسطة السفن من الموانئ الصينية وتفريغها في تشابهار وإعادة شحنها إلى موانئ بوشهر وعسلوية وخرمشهر في أقل من 20 يوماً، مما يرضي أصحاب البضائع، بحيث أنه خلال الأشهر العشرة من العام الحالي، تم تفريغ وتحميل 44 ألف حاوية مكافئة في هذا الميناء، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ ميناء تشابهار.

 

ووفقاً لمسؤولي النقل البحري، فقد تم شراء 150 شاحنة من قبل شركة النقل البحري التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتطوير النقل في تشابهار. ونظراً لاستحالة الاستفادة من النقل عبر سكك الحديد في ميناء تشابهار، فقد تم بنفس الوقت شراء الشاحنات المذكورة التعاقد مع عدة شركات كبيرة في مجال النقل البري لنقل البضائع ليتم نقل البضائع من المنشأ أو إلى الوجهة في ميناء تشابهار.

 

* تفعيل الشاحنات أمراً مهماً للغاية

 

وفي منطقة سيستان وبلوشستان لا يوجد ما يكفي من الشاحنات المناسبة، لذا فان تفعيل عشرات الشاحنات على هذا الطريق يعد أمراً مهماً للغاية من أجل كسب ثقة أصحاب البضائع وتفعيل الاستثمار الكبير في ميناء تشابهار، فضلاً عن ازدهار ممر الشمال – الجنوب من طريق تشابهار.

 

ومن خلال تنفيذ مثل هذه البرامج، أدى النقل البحري إلى تقليص تكلفة ووقت الشحن قدر الإمكان بالنسبة لأصحاب البضائع، بما في ذلك بضائع الترانزيت في ميناء تشابهار. ومن المهم جداً تفعيل النقل البري من وإلى ميناء تشابهار عن طريق الترانزيت إلى بلدان رابطة الدول المستقلة.

 

وبهذه الإجراءات، أصبح ميناء تشابهار أحد مراكز الترانزيت في البلاد وسيعمل كمكمل لميناء الشهيد رجائي، ومن خلال حل بعض المشاكل، لن يصبح ميناء تشابهار ميناء ترانزيت داخلي خلال فترة وجيزة فحسب، بل أيضاً سيكون ميناء ترانزيت إلى الموانئ الأخرى في الخليج الفارسي.

 

* إستثمارات صينية لتطوير ميناء تشابهار

 

وفي إشارة إلى خطط تنمية تشابهار والإعلان عن سياسات التنمية البحرية، قال مديرعام موانئ سيستان وبلوشستان: يقع أحد أعمق الموانئ في إيران في تشابهار، واليوم ترسو السفن المحملة بـ120 ألف طن من البضائع الأساسية في ميناء تشابهار.

 

وأضاف قاسم عسكري نسب مستذكراً بداية المرحلة الأولى من تطوير ميناء الشهيد بهشتي في تشابهار برصيد قدره نحو مليار دولار: في أوائل السبعينيات، كان يبلغ عمق الغاطس في ميناء تشابهار 7 أمتار كحد أقصى؛ لكن اليوم ارتفع هذا الغاطس إلى 5/16 متر.

 

وأشار مديرعام موانئ سيستان وبلوشستان إلى الرصيف الذي يبلغ طوله 2000 متر وقدرته على استقبال 6 سفن في آن واحد، وقال: بالتعاون مع شركة النقل البحري التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تم إنشاء خط ملاحي بحري منظم من ميناء تشابهار إلى موانئ الصين والإمارات والهند، ويعود النمو بنسبة 140% في تحميل وتفريغ الحاويات خلال الأشهر العشرة الماضية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي إلى وجود النقل البحري في ميناء تشابهار.

 

كما أشار عسكري نسب إلى برنامج تطوير الترانزيت من ميناء تشابهار إلى الموانئ الداخلية على الخليج الفارسي ومزايا توفير المال والوقت، وقال: ارتفعت حركة الترانزيت من ميناء تشابهار بنسبة 240% خلال 10 أشهر من هذا العام.

 

وحول توقيع العقد مع الهنود، أضاف عسكري نسب: العقود الدولية لها شروطها الخاصة، ويجري تنفيذ هذا العقد في طهران، وتم عقد العديد من الجلسات المكثفة بشأن هذا العقد وخاصة بعد وصول السفير الهندي الجديد إلى إيران. وأعلن أن العقد مع الهنود وصل إلى المرحلة النهائية التي أعلن عنها وزير الطرق والتنمية الحضرية الأسبوع الماضي، وقال: دعت المؤسسة العامة للموانئ والملاحة البحرية وزير الشحن الهندي لتوقيع إتفاقية إستثمار في ميناء تشابهار، واقترحت المؤسسة العامة للموانئ والملاحة البحرية توقيع هذا العقد في 7 مارس، وهو اليوم الوطني لتشابهار.

 

ووفقاً له، فان عقد الاستثمار الهندي مدته 10 سنوات وهو على شكل BOT (نظام التشييد والتشغيل ونقل الملكية). وقد بلغت قيمة العقد المبدئي 85 مليون دولار، وتم على أساسه شراء رافعات بنحو 20 مليون دولار.

 

وفي إشارة إلى إرسال الحزمة الاستثمارية في المرحلة الثانية من تطوير ميناء تشابهار إلى وزارة الطرق والتنمية الحضرية، قال عسكري نسب: إن أحد أطراف مفاوضات الاستثمار هي الصين، والتي لم يردنا منها أية تعليقات حتى الآن.

 

* زيادة طاقة ميناء الشهيد بهشتي

 

من جانبه، قال نائب مدير منظمة الموانئ والملاحة البحرية في سيستان وبلوشستان: هدفنا هو زيادة فرصة الترانزيت من باكستان أو إليها عبر ميناء تشابهار. وأضاف: كلما زاد عامل ارتباطنا بدول الجوار والشبكة الدولية للشحن، كلما انخفضت تكلفة نقل البضائع وعاد ذلك بالنفع على البلاد.

 

وبحسب حسين شهدادي، فمنذ عام 1996 عندما بدأ العمل على خطة تطوير تشابهار، ارتفعت طاقة الميناء من مليون ونصف طن إلى 5 ملايين طن وتبلغ طاقة المرحلة الأولى 8 ملايين طن، وسنصل إلى هذه القدرة تدريجياً، وقال: من خلال ربط تشابهار بسكك الحديد، ستتم إضافة 3 ملايين طن إلى طاقة الميناء، وإذا تم إنشاء وحدات بتروكيماوية في تشابهار، فسيتم إضافة 3 ملايين طن إلى حركة النقل في الميناء، وستصل القدرة الإجمالية في المرحلة الأولى لميناء الشهيد بهشتي إلى 11 مليون طن.

 

وكما قال شهدادي، فان روسيا تقدمت بطلب لنقل البضائع من تشابهار؛ لكن حالياً أكبر حركة ترانزيت للبضائع هي من تشابهار إلى أفغانستان، والتي ستصل إلى 30 ألف طن بنهاية العام الحالي، كما أننا نقوم أيضاً بنقل البضائع عبر الترانزيت إلى أوزبكستان.

 

د.ح

 

المصدر: الوفاق/خاص