في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزّة

المقاومة الإسلامية توسّع دائرة الاستهداف على كلّ الجبهات

في اليوم الـ114 للعدوان على غزة يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب مجازره، فقد ارتكب 19 مجزرة جديدة أسفرت عن استشهاد 165 مدنيا و290 مصابا، فيما تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع الاحتلال على محاور عدة خاصة في خان يونس، وقد استهدفت عددا من آلياته.

من ناحية أخرى، تتصاعد الدعوات والمبادرات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل تواصل العدوان الصهيوني الذي خلف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى اليوم 26 ألفا و422 شهيدا و65 ألفا و87 مصابا، معظمهم أطفال ونساء.

 

فيما تبنّت المقاومة الإسلامية في العراق، تنفيذ 5 هجمات، طالت القواعد الأميركية في سوريا والعراق ومنشأة بحرية للاحتلال داخل فلسطين المحتلة.

 

وعلى الصعيد السياسي، يضغط الغرب من أجل وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إذ أعلنت 9 دول تعليق تمويلها للوكالة في ضوء اتهامات صهيونية لعدد من موظفيها، فيما ناشدت الأمم المتحدة الدول المانحة ضمان استمرار عمليات الأونروا في غزة.

 

*لواء “كرياتي” ينسحب من خان يونس

 

في التفاصيل قالت وسائل إعلام عبرية إنّ “الجيش” الصهيوني قلص قوات الاحتياط في قطاع غزة، مضيفةً أنّ لواء الاحتياط “كرياتي” غادر خان يونس.

 

وتحت بند “سمح بالنشر”، قال الإعلام الصهيوني إنّ “لواء الاحتياط 55 (مظلي احتياط) قد أكمل أيضاً انسحاب قواته من قطاع غزة. فيما “من المتوقع أن ينضم لواء احتياطي واحد (646) إلى القتال في خان يونس في الأيام المقبلة”.

 

وكان “جيش” الاحتلال الصهيوني، أعلن السبت، سحب كتيبة “7107” من قطاع غزة بعد أشهر من المشاركة في القتال هناك، وذلك بعدما نفذ “جيش” الاحتلال عدة انسحابات وركز قواته في خان يونس جنوبي القطاع.

 

وجاء الإعلان عن سحبها تزامناً مع تقارير إسرائيلية تفيد باستعداد “الجيش” لتقليل عدد قواته في شمال القطاع.

 

وكانت قوات “النخبة” المعروفة بلواء “غولاني” في “الجيش” الصهيوني، قد سحبت كتيبة لها من قطاع غزة في أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي، وصرّح قائد لواء “غولاني” الأسبق، موشيه كابلنسكي، بأن الكتيبة خسرت منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ربع قواتها بين قتيلٍ ومصاب.

 

وقبل أسابيع، أكمل “جيش” الاحتلال الصهيوني، سحب الآلاف من قواته في قطاع غزة، وذلك في إطار انسحاب كبير للقوات الصهيونية من شمالي قطاع غزة، “بأمر من المستوى السياسي والطوارئ”، وفق ما أفاد به الإعلام الصهيوني.

 

وأفادت وسائل إعلام عبرية، بأنّ عدد الجنود الصهاينة الذين أصيبوا عند الجبهتين الجنوبية مع غزة والشمالية مع لبنان وصل إلى 4600 جريح، لافتةً إلى أنّ الإصابات في صفوف القوات الصهيونية بمعدل 60 جريحاً يومياً.

 

ووفقاً لبيانات وزارة “أمن” الاحتلال التي نقلها الإعلام العبري، هناك أكثر من 530 جندياً قتيلاً منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023، وتشير التقديرات الصهيونية إلى أن عدد المعوقين في “الجيش” الصهيوني سيصل بحلول نهاية العام 2030 إلى 100 ألف.

 

*القسام تستهدف 4 دبابات إسرائيلية

 

هذا وتواصلت المعارك – الأحد- بين المقاومة الفلسطينية والجيش الصهيوني في مدينة خان يونس بقطاع غزة، في ظل محاولات قوات الاحتلال تطويق المدينة.

 

وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود صهاينة في محاور التقدم بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

كما أفادت وسائل إعلام بوقوع اشتباكات تزامنا مع قصف من المدفعية الإسرائيلية غرب بيت لاهيا شمالي قطاع غزة منذ فجر الأحد.

 

وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مقاتليها استهدفوا 4 دبابات “ميركافا” بقذيفتي “الياسين 105” في حي الأمل وبمنطقة جورة العقاد غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

وقالت مصادر محلية إن انفجارا ضخما هز المناطق الجنوبية لمدينة غزة شمالي القطاع.

 

في الأثناء، أفادت وسائل إعلام في غزة باستشهاد وإصابة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على منزل غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

وأشارت إلى وصول شهيد و4 مصابين إلى مستشفى ناصر إثر قصف إسرائيلي استهدف منطقة جورة العقاد في خان يونس.

 

كما أفاد باستشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على منزل لعائلة سلمي بحي الزيتون في مدينة غزة.

 

من جهة أخرى، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني باستمرار القصف الإسرائيلي وإطلاق نار في محيط مستشفى الأمل التابع له بخان يونس.

 

وركز جيش الاحتلال قصفه على خان يونس خلال الأيام القليلة الماضية، واستهدف مستشفيات ومراكز لإيواء النازحين، مما أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة آخرين.

 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن نفاد أدوية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جراء الحصار الصهيوني المفروض عليه، مضيفة أن عشرات الشهداء دفنوا في ساحته.

 

كما أعلنت الوزارة الأحد ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى 26 ألفا و422 شهيدا و65 ألفا و87 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

وأضافت أن الاحتلال ارتكب 19 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 165 شهيدا و290 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.

 

في الأثناء، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن “الوقود والغذاء والإمدادات تنفد” في مستشفى ناصر، حيث لا يزال هناك “350 مريضا و5 آلاف نازح”، مجددا دعوته إلى “وقف فوري لإطلاق النار”.

 

*المقاومة تدك قاعدة الطيران في “رعيم” بالصواريخ

 

بالتزامن استهدفت قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، صباح الأحد، تحشدات لآليات الاحتلال المتوغلة في عدة محاور في قطاع غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

 

ودكت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين، أيضاً قاعدة الطيران الإسرائيلية في “رعيم” بعدد من الصواريخ.

 

وأعلنت سرايا القدس، استهداف جنود الاحتلال وآلياته في محاور التصدي للتقدم، جنوبي غربي مدينة خان يونس وغربيها، بوابل من قذائف “الهاون”.

 

وغربي المدينة أيضاً، استهدفت سرايا القدس دبابة “ميركافا” وناقلة جند إسرائيليتين بقذائف الـ”R P G”.

 

أما في وسط قطاع غزة، وتحديداً شرقي مخيم المغازي، فتمّ استهداف خط إمداد وسير آليات الاحتلال برشقة صاروخية وقذائف “الهاون”.

 

*الاحتلال يعلن معبر كرم أبو سالم منطقة عسكرية مغلقة

 

من جهة اخرى أعلن جيش الاحتلال الصهيوني، الأحد، معبر كرم أبو سالم منطقةً عسكريةً مغلقةً، مع استمرار تظاهر عشرات المستوطنين قرب المعبر لليوم الرابع على التوالي، ومنعهم للشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية من الدخول إلى قطاع غزة.

 

وذكر موقع “واينت” الإخباري الصهيوني، أن من بين المشاركين في الاحتجاجات أفرادًا من عائلات جنود صهاينة قُتلوا في المعارك الدائرة بقطاع غزة، وممثلين عن عائلات الأسرى، وجنود احتياط سُرّحوا من الجيش في الآونة الأخيرة، إضافة إلى مستوطنين جرى إجلاؤهم من المستوطنات على الحدود مع غزة ولبنان بعد بدء العدوان.

 

وطالب المتظاهرون الحكومة الصهيونية بالاستمرار في القتال واستعادة الأسرى الصهاينة في القطاع، بدل إدخال الطعام والأدوية.

 

يذكر أن المساعدات تأتي من الخارج ويتم نقلها من خلال الكيان الصهيوني التي أعلن في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إغلاق المعابر إلى قطاع غزة.

 

ويربط غزة بفلسطين المحتلة معبر بيت حانون (إيريز) المخصص لمرور الأفراد، ومعبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) لمرور البضائع.

 

*الاحتلال يعتقل 22 فلسطينياً من الضفة الغربية

 

وفي الضفة المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيونيّ، منذ مساء السبت وحتّى صباح الأحد، 22 فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية، بينهم سيدة من قلقيلية، وطفل جريح من جنين، وأب وأبنائه الأربعة من الخليل.

 

وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات جنين، الخليل، نابلس، بيت لحم، رام الله، والقدس، وإلى جانب ذلك تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات تنكيل واسعة، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات التدمير الواسعة في منازل المواطنين، ومصادرة الأموال، والمركبات.

 

وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر 2023، إلى نحو 6330، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

 

يُشار إلى أنّ المعطيات المتعلقة بحالات الاعتقال، تشمل من أبقى الاحتلال على اعتقالهم، ومن تم الإفراج عنهم لاحقاً.

 

وفجر الأحد، أفادت وسائل إعلامٍ فلسطينية بأنّ قوات من “جيش” الاحتلال الصهيوني اقتحمت، مناطق متفرقة من مدن وبلدات الضفة الغربية، مؤكّدةً تصدي المقاومين لها بالرصاص والعبوات الناسفة محلية الصنع.

 

واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، بلدة قباطية، جنوبي مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، وسط تحليقٍ لطائراتٍ مُسيّرة إسرائيلية، وداهمت عدّة أحياء في البلدة.

 

*حزب الله يستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال

 

وفي الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله – استهدافها تجمعاً ‏لجنود الاحتلال الصهيوني شرقي موقع “بركة ريشا” بالأسلحة الصاروخية، محققةً فيه إصابات ‏مباشرة.

 

وتحدّثت وسائل إعلام عبرية عن صواريخ استهدفت “كريات شمونة” ولم تسقط في المدينة بل في منطقة عسكرية، كما أشارت إلى سقوط 3 صواريخ في منطقة “مرغليوت” شمالي فلسطين المحتلة.

 

كما أعلن حزب الله استهدافه بالصواريخ جنودا صهاينة في موقع تل شعر وحقق إصابات مباشرة.

 

من جانبها، أفادت وسائل إعلام في جنوب لبنان باستهداف مسيّرة إسرائيلية بلدة طير حرفا، وأطراف بلدتَي زبقين وحولا بغارتين جويتين.

 

وأضافت أنّ غارة حربية إسرائيلية استهدفت المنطقة بين بلدتَي الجبين ويارين، وغارة أخرى استهدفت أطراف بلدتَي مروحين ورامية.

 

*غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

 

من جانبها شنت مسيرة إسرائيلية، الأحد، غارة بصاروخ موجه على “تعاونية” لبيع المواد الغذائية جنوب لبنان. وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن مسيرة إسرائيلية “نفذت فجر الأحد عدوانا جويا، حيث شنت غارة مستهدفة تعاونية يملكها مواطن لبيع المواد الغذائية تقع عند مثلث بلدتي طيرحرفا الجبين”.

 

وأضافت الوكالة أن المسيرة أطلقت صاروخا موجها باتجاه التعاونية مما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة بالمبنى وتلف كمية كبيرة من محتوياتها فضلا عن تضرر المباني المجاورة.

 

ونشرت وسائل إعلام لبنانية، الأحد، مشاهد توثق آثار الدمار جراء قصف الاحتلال على مؤسسة تجارية لبيع المواد الغذائية، وتُظهر وقوع أضرار جسيمة في المبنى وتلف كمية كبيرة من محتويات المؤسسة وتضرر المباني المجاورة.

 

وأشارت إلى أن “العدو الصهيوني أطلق ليلا عددا من قذائف المدفعية الثقيلة على أطراف بلدات الناقورة ويارين والجبين والضهيرة وجبلي اللبونة والعلام بالقطاع الغربي” مشيرة إلى أن منطقة راس الناقورة عاشت طيلة ليلة السبت ـ الأحد في حالة توتر وحذر بعد ظهور سفن بالبحر قبالة الشاطئ اللبناني تبين لاحقا أنها تابعة لعمل قوات الطوارئ الدولية “يونيفيل”.

 

وحلق الطيران الاستطلاعي الصهيوني، حتى صباح الأحد، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا حتى نهر الليطاني، واستمر في إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق بالجنوب.

 

*المقاومة العراقية تستهدف القوات الأميركية وتقصف منشأة بحرية للاحتلال

 

بدورها تبنّت المقاومة الإسلامية في العراق، الأحد، تنفيذ 5 هجمات، طالت القواعد الأميركية في سوريا والعراق ومنشأة بحرية للاحتلال داخل فلسطين المحتلة.

 

وأعلنت المقاومة الإسلامية أنها هاجمت بالطائرات المسيّرة 5 قواعد للأعداء، 3 منها استهدفت القواعد الأميركية في سوريا، هي “الشدادي”، “الركبان” و”التنف”، والرابعة استهدفت قاعدة الاحتلال الأميركي قرب مطار أربيل، أما الخامسة فهي منشأة “زفولون” البحرية داخل فلسطين المحتلة.

 

وفي السياق نشرت المقاومة الإسلامية في العراق، الأحد، مشاهد استهداف قاعدة الاحتلال الأميركي في “خربة عدنان” في سوريا، بالطائرات المسيرة.

 

ويأتي ذلك في إطار مواصلة المقاومة الإسلامية في العراق استهدافها القواعد الأميركية في سوريا والعراق، وقد وسّعت دائرة الاستهداف في ظل استمرار العدوان الصهيوني على غزّة، منفذةً عملياتها ضد أهداف في فلسطين المحتلة.

 

د.ح

 

المصدر: الوفاق/ خاص