بدأت مهرجانات فجر بمختلف فنونها، والتي تُعتبر حدثاً ثقافياً كبيراً خلال السنة في إيران، ونشهد إقامة المهرجان بمختلف أقسامه وسيبدأ مهرجان فجر السينمائي أيضاً قريباً، أما الذي أصبح نقطة مشتركة بين هذه المهرجانات وفي هذا العام هو موضوع غزة، الذي أخذ حصته في جميع مهرجانات فجر الدولية، التي يشارك فيها مختلف الفنانين من جميع أنحاء العالم، ولا يترك الإيرانيون مجالا لدعم غزة الا ومارسوه بفنونهم، كما ذكرنا سابقاً في مقالات مختلفة، أما الذي نتطرق اليه اليوم هو مهرجان فجر المسرحي الذي بدأ منذ فترة ونشهد العروض المختلفة في مختلف أقسامه، وخاصة قسم غزة الذي يشهد عروضا مسرحية رائعة دعماً للشعب الفلسطيني المظلوم وخاصة الأبرياء في غزة.
الفن قسم هام من الحياة اليومية، بل أصبح جزءا من الحياة، وهناك فروع مختلفة للفن، حيث تزداد يوماً بعد يوم، أما فن المسرح له مكانة خاصة بما أنه يخاطب الجمهور بصورة مباشرة، وهذا يترك أثرا عميقا في المشاهد.
مسرحيات غزة
يقام مهرجان فجر الدولي للمسرح الثاني والأربعين في طهران في الفترة من 17 يناير إلى 1 فبراير برئاسة كاظم نظري وإشراف مهدي حامد سقايان، بأقسام مختلفة ومنها قسم غزة، حيث يتم عرض 9 مسرحيات عن غزة في مهرجان فجر المسرحي لهذا العام، حيث تتنافس 4 عروض مسرحية على خشبة المسرح، و3 عروض في قسم مسرح الشارع ومسرحيتان في قسم المسرح الإذاعي.
عروض مهرجان فجر المسرحي الـ “42 قسم غزة” هي: مسرحية “الدم” من تأليف حسين قاسمي هنر وعطية علي همتي، و إخراج حسين قاسمي هنر، ومسرحية “روزكار سكي سكي / الأيام السيئة”من تأليف وإخراج خسرو كشاورز قاسمي، وكذلك مسرحية “الحدود” من تأليف وإخراج مهدي فتحي، ومسرحية “انفال” من تأليف وإخراج كجال راست بين، ومسرحية “قرية من الحب” من تأليف بهمن صادق حسني وإخراج شهريار صادق حسني، ومسرحية “بي من بي راه” من تأليف وإخراج مهدي قاسم زادة، في قسم مسرح الشارع، وكذلك مسرحية “عروس فلسطين” من تأليف عبد الرضا حياتي وإخراج مصطفى بوعذار، ومسرحية “تمام” من تأليف “بتي شامية” وإخراج علي اكباتاني.
مسرحية “عروس فلسطين”
في أحدث تجاربها، قدمت فرقة “آيين مردم” مسرحية ولأول مرة، عن مقاومة أهل غزة بعنوان “عروس فلسطين”، من تأليف عبد الرضا حياتي، وإخراج مصطفى بوعذار، فنان مسرحي خوزستاني معروف، في مهرجان فجر المسرحي الدولي الـ42.
مسرحية “عروس فلسطين” تحكي عن مظلومية وتضحيات النساء والأمهات الفلسطينيات، حيث أن هذه المسرحية، بمحتوى مقاومة الشعب الفلسطيني تحكي عن الكفاح ضد الصهيونية، ومبنية على رواية وثائقية لنساء جبهة الانتفاضة، وبالاستعانة بفنانين ذوي خبرة في مسرح خوزستان، شقت طريقها إلى مسرح فجر الدولي الثاني والأربعين بعد التقييم النوعي من قبل الحكام، و هذه هي المسرحية الأولى التي تحمل هذا الموضوع والتي قدمها فنانو خوزستان.
ويشير مخرج المسرحية إلى أهمية فهم قضية فلسطين المظلومة والقوية، كما أنه يشير إلى أن الفنون المسرحية يمكن أن تكون شكلا فعالا لشرح المقاومة الإسلامية وإعادة خلق ملحمة الشعب المضطهد في فلسطين وغزة، والتي في هذه الفترة من الفجر شهد مهرجان المسرح توجهاً إيجابياً في الاستجابة لاحتياجات المجتمع في شكل أقسام الهوية الوطنية وقسم غزة الخاص.
وبالإشارة إلى موضوع العرض الذي يدور حول نساء جبهة الانتفاضة، قال مخرج المسرحية: تم في هذا العرض تصوير أجواء عائلة فلسطينية وطقوسها للجمهور.
ويضيف بوعذار: مسرحية “عروس فلسطين” مستوحاة من قصة حقيقية، وقد مر خمسة عشر عاماً على كتابتها، ولم يتم عرضها على المسرح من قبل، ونحن ننتج هذا العمل لأول مرة. مؤلف العرض هو أحد أبرز كتاب الفن الثوري، وهو للأسف ليس على قيد الحياة.
ويتابع: قصة عرض “عروس فلسطين” هي قصة نضال الشعب الفلسطيني ضد الصهيونية، وهي مستوحاة من فيلم وثائقي عن نساء جبهة الانتفاضة. تدور القصة حول فتاة فلسطينية مناضلة تنوي استخدام الديناميت للذهاب إلى قلب “إسرائيل” بفستان زفاف والقيام بعملية استشهادية.
واضاف هذا المخرج: هذا العرض يضم 9 ممثلين وقد تدربنا لمدة ثلاثة أشهر حتى يصبح حقيقة. وبما أننا من خوزستان ونعرف الجو الفني لهذه المنطقة جيداً، فقد حاولنا تضمين جزء من عادات فلسطين وأجوائها الأصلية في هذا العمل، وفي قسم الموسيقى نستخدم الموسيقى الحية باستخدام العود والآلات العربية.
وأخيراً يقول بوعذار: من السمات والمؤشرات المهمة في عرضنا أن جزءا من الحوارات يتحدث باللغة العربية، وحاولنا تصور أجواء عائلة فلسطينية وطقوسها للجمهور كما هي.
مسرحية “الحدود”
مسرحية “الحدود” هي مسرحية تتنافس في قسم مسرح الشارع، من تأليف وإخراج مهدي فتحي، الذي يقول: “اصمتوا عندما يكون أطفال غزة نائمين”.
مسرحية الحدود أحد الأعمال المشاركة في قسم غزة، ويحكي للجمهور رواية مفاهيمية عن التاريخ الفلسطيني في 16 دقيقة.
يعتقد مخرج المسرحية أن مسرحية “الحدود” هو عمل يستند إلى الأحداث التي وقعت أثناء احتلال الأرض الفلسطينية ونضالاتهم.
وبيّن فتحي أن ثلاثة ممثلين هم رواة هذه المسرحية: سبق أن تم أداء هذا العمل بالتعاون مع أفراد عائلتين في الجهاد الفني لمراكز مسرح الشارع بالمحافظات لنصرة أهل غزة المظلومين، ومن ثم تم عرضه في مهرجان فجر الـ 42 بشكل مختلف، وبشكل أكثر دقة، كان جاهزا للتنفيذ.
ويضيف أن مسرحية “الحدود” هي اشارة لإيقاظ الجمهور وينتهي بشعار “عندما ينام الأطفال اصمتوا، وليس عندما يقتلون”.
مسرحية “الدم”
مسرحية “الدم” أيضاً مسرحية أخرى تتطرق إلى موضوع غزة وتتنافس في هذا القسم بمهرجان فجر المسرحي، والمسرحية من إخراج حسين قاسمي هنر، الذي يقول عنها: إن مسرحية “الدم” هو فيلم وثائقي عن الحرب، ولإنتاجه قمنا بدراسة جميع الأحداث منذ الحرب العالمية الثانية وما بعدها، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
ويتابع مخرج مسرحية “الدم”، عن موضوع وقصة هذا العمل: مآسي حرب غزة تسببت في إنتاج مسرحية “الدم”، الأحداث الأخيرة في غزة جعلتني أختار مثل هذا الموضوع. والآن بعد مرور أكثر من مائة يوم على هذه الحرب، تقوم وسائل الإعلام الغربية بتطبيع الأحداث الجارية في فلسطين. حاولت التعامل مع حدث الحرب وقتل الأبرياء في “الدم” من دون اتجاه ومن منظور إنساني فقط، لقد تم فعل الكثير بشأن الحرب، وكان من الصعب تناولها من منظور جديد”.
وهكذا يواصل مهرجان فجر المسرحي الذي يُعتبر أهم حدث ثقافي في مجال المسرح بالبلاد، عروضه المختلفة، ويواجه الإقبال من قبل الجمهور، وتبقى غزة هي الحية والأثر الخالد في جميع الأذهان، والتي يتطرق إليه الفنانون الإيرانيون.
أ.ش