حسام الدين الزركلي...

شهيد الدفاع عن المقدسات

ليس الوطن حدوداً جغرافية أو هوية تحمل الجنسية، الوطنُ انتماءٌ معمّد بالدماء..

2022-12-27

المولد والنشأة

ولد الشهيد حسام الدين محمد الزركلي بتاريخ 18/2/1981، من أم لبنانية تدعى عليا الأطرش ووالد سوري، رأت أمه في الرؤيا أثناء حملها به أن الإمام الخميني العظيم (قدس) قد تبرّع لها بدم من دمه وشعرت به يجري في شرايينها، فاستبشرت بذلك.

وضوح الهدف والطريق

في الرابعة من عمره فَقَد حسام خاله أحمد الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه الجهادي. تزامن مشهدُ رحيل خاله مع رحيل الكثير من أبناء بعلبك شهداء، فاشتد عود حسام بين أزقةٍ كُتبت عليها الشعارات الثورية وعُلقت عليها صور الشهداء، وكان ذلك كافياً لتكون طريقه الواضح في الحياة.
في السادسة عشرة من عمره، التحق حسام بأول دورة عسكريّة له. وقد شارك في دكّ المواقع الإسرائيلية في تحرير العام 2000 وتطهيرها وفي نقل الغنائم، وكان ذلك أول مهمة رسمية له في صفوف المقاومة.

الإيثار من أجمل صفاته

اختصر حسام حياته كلها في العمل، بين عمله في المقاومة وعمله الخاص في حدادة السيارات. الإيثار هو الصفة التي لازمته، فسعادته كانت في العطاء، وفي جلساته العائلية كان أغلب حديثه عن أهل البيت (ع) أو قصص عن الشهداء ومعارك المقاومة قبيل التحرير.
كانت زوجة حسام حاملاً، وتمنى كثيراً أن يكون الجنين فتاة ليسميها فاطمة، وهو والدٌ لصبيين، وبعد استشهاده بشهرين أنجبت الزوجة مولودةً أسمتها كما أحب: فاطمة..

مع زينب (ع) وعلى طريقها

مع انطلاقة الدفاع المقدس كان حسام أول الحاضرين هناك، وبات لا يطيق العودة إلى الديار، وكأنّ روحه التائهة منذ سنوات في دروب الدنيا قد وجدت ملاذها للخلاص. في مدينة القصير، كان حسام القنّاص الذي لا يخطئ عدوه، يمشي في مقدمة المجموعات متعجّلاً للالتحام مع الأعداء، فلا يطيقُ صبراً، ولا يتحمّل بعداً، وفي إحدى معارك “تلّ مندو”، قامت مجموعة منهم بشتمِ المجاهدين بأقذر العبارات، فصرخ بهم الشهيد قائلاً : “أبالموت تهددني يا ابن الطلقاء؟ ألا إنّ الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة”.

الاستشهاد

لم تمنع المعارك الضارية في مدينة القصير السورية حساماً من تقديم خدماته، فتراه يتنقل من بيتٍ لآخر ليؤمّن الماء الساخن لرفاقه، غير عابئ بالمخاطر المحدقة به، وعندما استشهد بعض المجاهدين، حوصر جثمان أحدهم، فكمن حسام عشرة أيام لحماية جثمانه من الأسر.
استشهد أغلب رفاقه، فزاد ذلك من حزنه وكربه، كان يسأل الله تعالى دائماً أن يرزقه الشهادة دفاعاً عن العقيلة زينب(ع)، وتوجت مسيرته بارتقائه شهيداً في التاسع من آب لعام 2013م.