من مفكّرة انتصارات المقاومة:

تحرير 431 أسيرًا من معتقلات العدو

في زمن النصر ومع "طوفان الأقصى" واشتعال معارك المواجهة مع العدو على امتداد جبهات الحق، تتزاحم مفكّرة بطولات المقاومة. انجازات اليوم التي تتحقق على أبناء جيل تشرّب حب الأرض والعنفوان، وخَبِر لذّة الكرامة، ليست سوى استكمالًا لانتصارات الأمس الأقريب

2024-01-29

29 كانون الثاني/ يناير 2004 كان واحدًا من محطات الذل للجلّاد الإسرائيلي، والانتصار للأسرى في معتقلات العدو، لبنانيين وعرب من دون تمييز. في ذلك التاريخ، رضخت “إسرائيل” لمنطق المقاومة وأُجبرت على الإفراج عن 431 أسيرًا بينهم 400 فلسطيني و23 لبنانيًا، و6 أسرى عرب والمواطن الألماني ستيفان مارك، وأعادت جثامين تسعة وخمسين مواطنًا لبنانيًا، إضافة إلى تسليم جزء من خرائط الألغام في جنوب لبنان وغرب البقاع.

 

في المقابل، أفرجت المقاومة الإسلامية وفقًا لعملية التبادل عن ضابط في الجيش الإسرائيلي هو ألحنان تننباوم ورفات 3 جنود إسرائيليين هم آدي أفيتام وبيني أفراهام وعمر سواعد، كانوا قد قتلوا في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2000.

 

 

من أبرز المحررين اللبنانيين كان:

 

– سماحة الشيخ عبد الكريم عبيد، وهو من بلدة جبشيت الجنوبية، مواليد العام 1957، وكان قد اختطف من منزله في جبشيت في 28 تموز/ يوليو1989 على أيدي مجموعة من الكوماندوز الإسرائيليين مع اثنين من مرافقيه.
– الحاج مصطفى الديراني من بلدة قصرنبا في البقاع، مواليد العام 1951، وكان قد اختطف من منزله في بلدته البقاعية صبيحة عيد الأضحى العام 1994.

– جواد قصفي، من مواليد السلطانية في جنوب لبنان، اعتقل في 15 كانون الأول/ديسمبر1988 على مشارف بلدة تبنين، إثر عملية كوماندوز إسرائيلية. ولدت طفلته بُعَيد أسره وتوفيت قبل أشهر من تحرير والدها من دون أن تراه أو يراها.
– حسن محمد العنقوني، مواليد مشغرة في البقاع الغربي، كان قد اعتقل في 20 تشرين الأول/أكتوبر1987، في مواجهة بلدة ميدون البقاعية إثر اجتياح إسرائيلي للبلدة.

 

– فادي الجزار، مواليد بيروت، اعتقل في 27 تشرين الأول/أكتوبر1991 على مشارف بلدة مروحين في جنوب لبنان إثر تنفيذ عملية عسكرية.

 

الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، كانت له في المناسبة كلمة فاصلة، حدد فيها مستقبل ملف الأسرى، وطريقة تعامل المقاومة الإسلامية مع هذه القضية الانسانية والوطنية: “قضية الأسرى اللبنانيين مع العدو الصهيوني لمّا تنتهِ بعد.. في هذه القضية ثلاثة ملفات، الأول يتعلق بسمير القنطار والثاني بيحيى سكاف والثالث بنسيم نسر.. كان يجب أن يطلق سراح سمير القنطار الآن وأن يكون على هذا الكرسي.. ولأن العدو لم يفعل أنا أؤكد لكم أنه سوف يندم في المستقبل”.

 

وتابع الأمين العام: “نحن أهل اليقين نختار طريق المقاومة، ونرفض أن نمشي في طريق الظنون والشكوك والشبهات حتى لا نضيع ولا نضيّع أهلنا وأمتنا ومقدساتنا. هذا الإنجاز اليوم الذي حققته المقاومة الإسلامية بسواعد مجاهديها، لا نريده إنجازًا لمجموعة ولا لفئة ولا لحزب ولا لبلد. نحن نريده إنجازًا لثقافة ونهج، وهذه الثقافة والنهج والخيار هو خيار ونهج وثقافة المقاومة على كل الأرض التي يوجد فيها محتلون وشعوب أبية ترفض الاحتلال وتقاتله وتقاومه، هذا الانتصار هو انتصار لهذا المنطق ولهذه الثقافة”.

 

وعدُ الأمين العام لحزب الله تحقق لاحقًا بإنجاز الإفراج عن الأسرى، وعميدهم سمير القنطار بينهم، بعد عملية الوعد الصادق في تموز 2006، وما تبعها من عدوان صهيوني غاشم على لبنان، أجبر بعده العدو على الخضوع لمنطق المقاومة.

 

أ.ش

المصدر: العهد

الاخبار ذات الصلة