طارمي: أتمنى كسر الجفاف الطويل ونيل اللقب القاري

 قضى مهدي طارمي الكثير من مسيرته الكروية في المقارنة مع الأسطورة علي دائي، لكن مهاجم المنتخب الإيراني الحالي يأمل أن يخطو خطوة أبعد من ملهمه وكسر جفاف بلاده في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم.

2024-01-30

لا يحتاج المشجعون الإيرانيون إلى تذُّكر المدة التي مرّت منذ آخر مرة تمكن فيها منتخب بلادهم من إحراز لقب كأس آسيا؛ فمنذ 1976 حاولت العديد من الأجيال التي مثلت إيران – واخفقت – في جلب اللقب إلى طهران للمرة الرابعة.

 

وصل المنتخب الإيراني إلى قطر للمشاركة في النسخة الحالية من البطولة القارية مع تصميمه على الفوز بالكأس، وهو فريق موهوب آخر مستعد لتحويل 48 عاماً من وجع القلب إلى نشوة وفرحة.

 

الرجل الذي يقود التحدي الأخير هو مهدي طارمي، اللاعب الذي لا يحتاج إلى الكثير من التعريف بسبب مآثره الرائعة مع كل من النادي والمنتخب.

 

ويأمل طارمي، الذي يعتبر هدّافاً مُميزاً لفريق بورتو ومنتخب إيران، في تحقيق ما فشل الكثيرون من قبله في تحقيقه.

 

وقال طارمي في حديث خاص للموقع الإلكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: تتمتع إيران بواحدة من أكبر الفرص لتصبح بطلة آسيا، ولكن بالتأكيد لن تسير كل الأمور في البطولة وفقاً للخطط التي لدينا، خلال البطولة شهدنا بعض الأشياء المُثيرة التي جعلت البطولة أكثر إثارة.

 

وأوضح: بدأنا البطولة بشكل جيد؛ في المباراة الأولى أمام فلسطين سجلنا أربعة أهداف، وفي المباراة الثانية أمام هونغ كونغ، لم نظهر الجودة الحقيقة التي لدينا ولكننا حصلنا على النتيجة التي أردناها.

 

وأردف بالقول: خلال المباراة الثالثة أمام الإمارات كنّا مثاليين، بدأنا المباراة بشكل جيد للغاية، وكان بإمكاننا تسجيل خمسة أهداف، لكن ثلاثة منها تم إلغاؤها بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو المساعد.

 

وأضاف: بشكل عام قدمنا أداءً جيدًا للغاية خلال دور المجموعات، ويجب أن نواصل هذا الأداء الجيد في مرحلة الأدوار الإقصائية أيضاً.

 

يواجه المنتخب الإيراني نظيره السوري في دور الـ16، يوم الأربعاء، بينما ينتظر مواجهة مع اليابان في ربع النهائي في حال تأهل الفريقين.

 

إن ذلك يجعل الطريق صعباً أمام الإيرانيين نحو اللقب، لكن طارمي يُصر على أن أربعة مواسم لعبها في الدوري البرتغالي الممتاز ودوري أبطال أوروبا مع بورتو ساعدت في إعداد اللاعب البالغ من العمر 31 عاماً لمثل هذه اللحظات.

 

وقال طارمي: إذا شعرنا بالضغط، فمن المؤكد أن ذلك سيؤثر على النتائج التي سنحققها في هذه البطولة، لذا فإن إحدى الخطط التي نتبعها هنا هي التفكير في المباريات واحدة تلو الأخرى فقط.

 

وتابع: كل مباراة هي بمثابة نهائي بالنسبة لنا، ومن خلال التفكير بهذه الطريقة سوف يتم تخفيف الضغط عن أكتافنا وسوف يساعدنا ذلك كثيراً، عندما تلعب مع فرق قوية تنافس في دوري أبطال أوروبا، فإن أداءك سوف يتحسن وستكتسب المزيد من الثقة، وعندما تأتي إلى آسيا ستجد مستوى مختلف قليلاً، وتحاول أن تستغل ذلك.

 

وأشار المهاجم الإيراني، بالقول: في الوقت نفسه، تنتظر منا الجماهير الإيرانية الكثير؛ وكلاعب محترف، عليّ أن أكون ذكياً جداً للتعامل مع هذا النوع من الضغط أيضاً، لكنني أعتقد بشكل عام أن هذا سيساعدني على التحسن، واللعب في هذا المستوى العالي، يعني أنه عليّ تقديم أفضل أداء في آسيا.

 

تعود ذكريات طارمي الأولى عن كأس آسيا إلى رحلة إيران إلى الدور قبل النهائي عام 2004 في الصين، عندما سجل فريق المدرب برانكو إيفانكوفيتش فوزاً بنتيجة 4-3 في مباراة ربع النهائي الملحمية أمام كوريا الجنوبية قبل أن يخسر بفارق ركلات الترجيح أمام أصحاب الأرض في الدور قبل النهائي.

 

كانت هذه هي المرة الثانية خلال ثلاث بطولات التي يخرج فيها الإيرانيون، بقيادة مُلهم طارمي المستقبلي علي دائي، من الدور قبل النهائي، ويأمل مهاجم فريق برسيبوليس السابق في الذهاب إلى أبعد من الرجل الذي يُنسب إليه فضل كبير في رسم مسيرته الكروية.

 

وقال طارمي: بناءً على مركزي كمهاجم، فعندما كنت طفلاً، وكنت أرى لاعباً يُسجل في كل مباراة، يكون الأمر مثيراً للغاية، ولهذا السبب يعتبر علي دائي بطلي.

 

ونوه بالقول: عندما كنت ألعب في مدينتي، في بوشهر، كان علي دائي المدير الفني لفريق برسبوليس، أحد أكبر الأندية في آسيا، وقد أحضرني إلى برسبوليس، لقد كان من المثير جداً بالنسبة لي أن أرى شخصاً ما عبر التلفاز، وأراه كمدرب لي.

 

وقال: لقد تلقيت منه الكثير من النصائح والاقتراحات وقد أثر على مسيرتي كثيراً، حيث أن علي دائي وصل إلى الدور قبل النهائي مرتين، ونحن مع المنتخب الإيراني وصلنا إلى قبل النهائي في كأس آسيا الأخيرة، (خسرنا 3-0 أمام اليابان في العين).

 

وأضاف: أتمنى ألا نكون مثل علي دائي وأن نتمكن من الوصول إلى النهائي، وأعتقد أنه في هذه البطولة لدينا فرصة جيدة للغاية لنكون أبطال آسيا.

 

قبل أن ينظر إلى أبعد من ذلك على طول الطريق إلى النهائي، يضع طارمي نصب عينيه التحدي الذي يمثله المنتخب السوري بقيادة المدرب هيكتور كوبر، الذي سيحاول منع المهاجم من تعزيز الهدفين اللذين سجلهما حتى الآن في هذه النسخة من البطولة.

 

وأكد بالقول: في هذه اللحظة نحن نفكر فقط في مواجهة سوريا لأنه في البطولة لا يمكنك توقع الكثير.

 

وختم: لسنا متأكدين ممن سنواجه في الدور ربع النهائي، لذلك نركز فقط على سوريا.

 

أ.ش

المصدر: فارس للانباء