وقال ستولتنبرغ خلال زيارته لأمريكا قبيل لقائه بوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: “تواصل إيران زعزعة استقرار المنطقة من خلال دعم فصائل مسلحة تواصل مهاجمة سفننا في البحر الأحمر” على حدّ إدعائه.
وتعليقاً على هذه الإفتراءات التي أطلقها أمين عام تكتّل “الإجرام الغربي الدولي”، قال المتحدث باسم الخارجية “ناصر كنعاني”: ان حلف شمال الاطلسي وبعض الدول الاعضاء فيه، بسجله الاستعماري الاسود والحافل بالتآمر والسياسات التدخلية المخربة، وايضا إجراءاته العسكرية في غرب آسيا وسائر المناطق، يعد السبب الرئيس وراء زعزعة الاستقرار والامن الاقليمي والعالم برمته.
وفي تصريح له أمس الثلاثاء، ادان “كنعاني” المزاعم والتهم والتصريحات العارية عن الصحة من جانب الامين العام للحلف الاطلسي “ينس ستولتنبرغ”، حول “دور ايران في المنطقة”.
* السياسة المبدئية للجمهورية الاسلامية الايرانية
واعتبر متحدث الخارجية، ان المزاعم المطروحة من قبل الامين العام للحلف الاطلسي، اشبه بالفكاهة المرة؛ مؤكدا بان السياسة المبدئية للجمهورية الاسلامية الايرانية كانت ولا تزال قائمة على تعزيز العلاقات مع دول الجوار وفي اطار حسن التعامل والاحترام المتبادل مع الجيران؛ وفي السياق تتطلع ايران الى منطقة مستقرة وآمنة ومزدهرة.
وتابع كنعاني: في الوقت نفسه، ان رفض التدخل الاجنبي شكّل على الدوام احد الثوابت البديهية لدى سياسة ايران الخارجية، وهي تؤكد عليه.
*الإنحدار الأخلاقي للغرب في غزة
كما أشار المتحدث باسم الخارجية، إلى تجاهل الغرب للقتل الجماعي لأهل غزة، وذبح الأطفال والنساء على يد الکیان الصهيوني، وقال: إن العالم يشاهد الإنحدار الأخلاقي للغرب في غزة. وكتب ناصر کنعاني على صفحته الشخصية في الفضاء الإفتراضي: أمريكا وأوروبا تتحدثان منذ عدة عقود عن “قيمهما العالمية” وتزعمان أن هذه القیم، تتفوق على قيم المجتمعات الإنسانية الأخرى في العالم. وأضاف: أنهم قد حاولوا بكل قوتهم الإيحاء بأن قبول هذه القيم ضرورة حتمية، ولن يصبح العالم مكانًا أفضل وأكثر أمانًا لعيش البشر إلا مع عولمة هذه القيم.
وصرح: مناطق مثل غرب آسيا وشمال أفريقيا، والتي كانت ضحية للسلوك البدائي لهؤلاء المطالبين بالسلطة في القرون الماضية وتحملت خسائر مادية ومعنوية فادحة بسبب الحروب المتعددة،لقد أدركت الطبيعة الحقيقية لهذه القيم الزائفة خلال العقدين الماضيين.
*سقط القناع عن الوجه الحقيقي للغرب
وتابع كنعاني: الآن وفي القرن الحادي والعشرين، سقط القناع عن الوجه الحقيقي للمتشدقین بهذه القيم وتتعرف شعوب المناطق الجغرافية المذكورة، والعالم أجمع على الوجه الحقيقي لهؤلاء المتشدقين بهذه القيم. وقال: لقد مر ما يقرب من 4 أشهر على الحصار الكامل والجريمة بحق 2 مليون و200 ألف إنسان في سجن بلا سقف يسمى قطاع غزة. وأضاف: أن القتل الجماعي للنساء والأطفال، ومنع الجرحى من الوصول إلى الدواء، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية للفلسطينيين على يد الکیان الصهیوني، تحظى بموافقة وتشجيع المنتجين والمروجين للقيم الأوروبية الأمريكية. وقال: في الإجراء الأخير وتحت ذرائع واهية، أوقفت عدد من الدول الغربية التي تدعي هذه القيم، مساعداتها القلیلة للاجئين والمقيمين في فلسطين، والتي كانت تقدمها المنظمة الدولية الأونروا وذلك من أجل تمهيد الطريق لتسريع عملية التهجير القسري للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية.
*مظاهر مرعبة للقيم الأوروبية الأمريكية
وأضاف: في الواقع، خلال الأشهر الأربعة الأخيرة منذ بداية أزمة غزة، نجحت أمريكا وأوروبا بشكل كبير في تعریف وتقدیم وتوسيع قيمها المنشودة! ورغم ترديدهم لبعض الشعارات الإنسانية، فإن تجاهلهم العملي للقتل الجماعي لأهل غزة وذبح الأطفال والنساء، وترك الصهاينة لقتل الفلسطینیین جماعيا من خلال التجويع وتكثيف التهجير، ووقف تقدیم الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية وتوسيع تصدير الأسلحة والمعدات وأدوات القتل العسكرية والجماعية لکیان الاحتلال والمتهم بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، تعتبر مظاهر مرعبة للقيم الأوروبية الأمريكية أمام أنظار العالم.
*ايران ليست مسؤولة
من جهته، أكد سفير ومندوب ايران الدائم في الأمم المتحدة امير سعيد ايرواني، ان ايران ليست مسؤولة عما يفعله أي شخص او جماعة بالمنطقة. وفي رسالة بعثها ايرواني الى المندوب الفرنسي الذي ترأس بلاده مجلس الامن الدولي حاليا، ردّ ايرواني على مزاعم المندوبة الاميركية بالأمم المتحدة والتي اتهمت ايران بالضلوع في العمليات التي تشنها من وصفتهم بانهم جماعات مسلحة تابعة للقوات المسلحة الايرانية ضد القوات والمنشآت الاميركية بالعراق وسوريا، قائلا أن ايران ترفض بحزم مثل هذه المزاعم الواهية، وانه لا وجود لجماعات مرتبطة بالقوات المسلحة الايرانية، سواء في العراق أو سوريا أو في أي مكان آخر بصورة مباشرة أو غير مباشرة ولذلك فلا مسؤولية لايران ازاء ما يفعله أي شخص أو جماعة في المنطقة. واضاف ايرواني انه ونظرا لذلك فان كافة الأفعال التي تقوم بها اميركا في سوريا والعراق هي غير قانونية وتنتهك القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وان المزاعم الأميركية هي غير قانونية ولا يمكنها تبرير الأفعال الاميركية.
وجاءت الإتهامات الامريكية والغربية المتواصلة لمحور المقاومة وايران في المنطقة، في الوقت الذي تسبّب فيه الناتو بإندلاع حرب مستعرّة بين روسيا وأوكرانيا بسبب تمدّده وطموحاته العسكرية الإحتلالية، وفي الوقت الذي يواصل فيه الأمريكان عرقلتهم للإرادة الدولية بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وبعد أن تكشّف الوجه الحقيقي البشع لأباطرة الإجرام العالمي الغربيين بات جليّا لكل متابع في المنطقة والعالم أن ما يقوم به محور المقاومة سواء كان بدوله أو فصائله في المنطقة من باب مواجهة العدوان الصهيوني المستمر وقطع اليد الأمريكية الممتدة على طولها للصهاينة، يمثّل إرادة شعوب المنطقة والعالم أجمع.