أفادت صحيفة “التلغراف” البريطانية، بأنّ القارة الأوروبية غير قادرة على التعافي من أزماتها الاقتصادية والعسكرية والديموغرافية الحالية.
وقالت الصحيفة إنّ الوقت قد حان للحداد على زوال أوروبا القديمة، لأنّ العفن انتشر إلى أبعد الحدود، والانحدار واضحٌ للغاية، مشيرةً إلى أنّ كراهية الذات باتت متأصلة للغاية، وحلقة الهلاك لا يمكن إيقافها.
كما لفتت إلى أنّه “بمجرّد انتهاء أوروبا، وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، يصبح سقوطها المهين واضحاً للغاية في نظر بقيّة العالم”، مشيرةً إلى انتشار أمراضها التي جلبتها على نفسها، فالفشل الاقتصادي كارثي، وهناك انعدام في الأهمية الجيوسياسية بشكل شبه كامل، كما أنّ هناك أزمة هجرة.
ووفق الصحيفة فإنّ هذه القضايا (الأمراض)، أصبحت مُعقّدة للغاية بالنسبة لنخبة الدرجة الثالثة في أوروبا، حتى أنّهم لا يفكرون في معالجتها، وخاصة بالنسبة للساسة الأنانيين الديماغوجيين (يخاطبون مشاعر الطبقة البسيطة من الشعب) الذين أشرفوا بمثل هذه اللامبالاة على التفكك الاجتماعي، وتراجع النمو.
كذلك، ذكرت الصحيفة أنّ عدّة دول أوروبية من بينها ألمانيا، فرنسا وهولندا وأماكن أخرى تقف على حافة الانفجار الاجتماعي، مردفةً أنّ التنافس الغربي الذي دام 248 عاماً بين الولايات المتحدة وأوروبا، انتصرت فيه الولايات المتحدة التي تُعاني من المرض أيضاً.
إنّ أعظم تراث أوروبا للعالم، أي الرأسمالية، والحرية الفردية، وسيادة القانون، والقيم الغربية من ديمقراطية وغيرها، تذهب مع مرور الزمن دون وجود أيّ طريقةٍ لعودة هذا الإرث إلى أوروبا.
وفي وقتٍ سابق، اعتبر سفير فرنسا السابق في الولايات المتحدّة، جيرارد أور، أنّ “أوروبا المخدوعة لا تستطيع أن ترى أنها انتهت”، مضيفاً: “نحن الأوروبيون لا نزال مقتنعين بمركزية قارتنا الصغيرة ليس فقط في تاريخ البشرية بل في تشكيل العالم اليوم. نحن نفكر في أنفسنا، على أننا نبيلون وأقوياء وذوي نوايا حسنة”.
ثمّ عقّب قائلاً، إلا أنّ فترة القوة الأوروبية الحقيقية كانت في الحقيقة “مجرد لمحة تاريخية”، مذكراً بأنّ سيطرة الأوروبيين على العالم كانت بين عامي 1815 و1945، “لكن منذ ذلك الحين وحتى اليوم وقفنا خلف الولايات المتحدة مباشرة”.
كما شرح أور أنّ ذلك سيؤدي إلى “انخفاض الطلب وبالتالي نمو أقل، ومجتمعات أقل ديناميكية”. وبعبارات أكثر دقّة، فإنه ينطوي على تهديد “للنموذج الأوروبي”، الذي يقوم على تسوية غير مستقر بين دولة الرفاهية والواقع الاقتصادي.
أ.ش